جائحة كورونا بين "خطابين" في اليمن...!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٧ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٠٤ مساءً

نعم! جائحة كورنا جعلتنا نميز بين خطابين.. خطاب مسؤول حريص وعملي وخطاب عدمي تحريضي انتهازي لا يهمه الا مصلحته وجماعته...!؛  ولعلّ خطاب دولة رئيس الوزراء الدكتور/ معين عبد الملك متسامي جداً على خطاب الحوثي في جائحة كورونا...!؛ ولعلني لم أبالغ إذا وصَّفْتُ دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ معين عبد الملك سعيد بالرجل لمسؤول الحريص على كل اليمنين بمناطق سيطرة الشرعية أو تلك التي لاتزال تخضع لسيطرة الانقلابين..  ويستحق فعلاً الإشادة به وبخطابه التاريخي يوم أمس عن الجائحة المجتاحة للعالم برمته من وباء كورونا، فقد أظهر أنه رجل وقائد حكيم متماسك يعرف ماذا يقول؟ ولمن يوجه قوله...؟ فقد خاطب المنقلبين قبل غيرهم من أنه لا حاجة لأي كان أن يوظف وباء "كورونا الخطير" توظيفاً سياسياً.. فقال: "علينا جميعا إخراج هذه القضية الخطيرة من حيز التجاذبات والاستغلال والتشويش ورفع الوعي الشعبي والمجتمعي بالاحترازات الضرورية وتسخير كل القدرات الإعلامية لإيصال المعلومات الضرورية لكل مواطن والتوعية بمخاطر هذا الوباء وطرق الوقاية".. وطالب كذلك الحوثة بعدم منع العملة الجديدة من التداول من اجل دفع رواتب المؤسسات الصحية والتدريسين في هذا الظرف العصيب...!  كلام كبير ومسؤول ومتسامي عن اجرام الحوثي الذي ما انفك يقتل الشعب بشتى الطرق؟!؛ ولم تضطر الحكومة الشرعية لمقاتلته إلا اضطراراً، فالحكومة تقاتله كي تحمي الشعب من شدة عطشه للدم باليمني.. خطاب رئيس الوزراء خطاب  موزون ،خطاب رجل دولة ،خطاب حريص على كل نفس يمنية وفوق ذلك يتمتع بممارسة ضبط النفس والعمل بأخلاق الحروب عندما ينتشر مرض وبائي جائح فلابد من التنسيق والتكامل للحفاظ على أرواح كل اليمنين ..فهو يتسامى عن الجراح لينقذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بتوحيد الجهود في كل المناطق اليمنية من أجل محاصرة الوباء والحد من أثاره على الانسان اليمني خصوصا والبنية التحتية الطبية هي في اسوء حالاتها .. فأتاه الرد من قبل المدعو محمد الحوثي.. فماذا كان الرد الحوثي على مثل هكذا خطاب راقي وحريص من قبل دولة رئيس مجلس الوزراء...؟! لقد أجاب الحوثي في تغريدة على حسابه فقال: " إن ‏دول التحالف تتعمد في المناطق التي تحتلها عدم اتخاذ أي إجراءات احترازية ولا طارئة ولا حجر صحي ولا أي شيء وكأن لا وباء يجتاح العالم يسمى ‎كورونا". وأضاف: نحمل التحالف الأمريكي وحلفاءه مسؤولية أي حالة باليمن فهو يسيطر على الأجواء والمنافذ البحرية البرية ومسؤولية عدم التأهيل واتخاذ الإجراءات". واعتبر سماح التحالف بـ "أربع رحلات للوصول إلى اليمن اليوم بمجمل ركاب 1000، توجهاً قذرا". وتابع: "إننا نوجه ومن الآن الشعب اليمني نحو قاتله الحقيقي فنقول كورونا صناعة أمريكية. ودعا الحوثي، اليمنيين إلى "التبرع لبناء محاجر صحية في المنافذ دون انتظار منظمة الصحة العالمية"، متهماً إياها بــــ "عدم تقديم أي شيء حتى الآن لهذا الاحتياج رغم التواصل المستمر معهم ".. يأتي كلامه هذا بعد القرار الغبي بمنع الهبوط لطائرات الأمم المتحد واغلاق مطار صنعاء من أمام المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة بحجة حماية اليمنين من العدوى.. كذلك من الحمق أن يطلع الحوثي ويرد على الحكومة والتحالف وكأنه لا يتابع الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة، أو أنه لا يعيرها اهتمام.. ألم يبلغ مسامع الحوثي ما قاله دولة رئيس الوزراء؟! أشك في ذلك؟!" فقد قال: " إن زيادة المخاطر عالميا يحتم علينا إصدار عدد من القرارات الاحترازية ومنها.. تعليق الرحلات الجوية من والى اليمن وكذا اغلاق المنافذ البرية والبحرية لمدة أسبوعين بدء من مساء يومنا هذا الثلاثاء الموافق 17 مارس 2020، عدا الحركة التجارية وتشديد إجراءات السلامة البحرية وإجراءات الفحوصات للطواقم قبل دخول السفن إلى الموانئ وكذا تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة مبدئيا لمدة أسبوع، إضافة لتخصيص ميزانية طارئة لقطاع الصحة، وسنتابع الوضع بشكل مستمر.... وستتبعها قرارات قادمة مع مراقبتنا للوضع واستكمال التجهيزات والاستعدادات.. ويقول أيضا.. لجأنا إلى التدابير المعلنة مؤخرا بعد ازدياد الحاجة للمتطلبات الاختبارات الفورية للفيروس مع توسيع نطاق فحص القادمين وهو فحص يصل نسبة دقته إلى تقريبا 80% ومع طلب وزارة الصحة لدفعات طارئة تعاقدت عليها الحكومة ستصل عشرات الآلاف منها خلال عشرة أيام إلى أسبوعين واستئناف الرحلات لإجلاء مواطنينا، نعمل على تحسين الإجراءات الاحترازية واستكمال المختبرات الأكثر دقة بمساعدة من مركز الملك سلمان ونتوقع وصول دعم من منظمة الصحة العالمية..."  ، إلا أن الحوثي يتجاهل كل هذه الإجراءات ويحاول توظيف الكارثة لصالحه ، ثم يقوم بالتحريض على التحالف والامريكان متجاهلا سلطات الشرعية طبعا ،الغريب أن الفعل الإيجابي المهم  الذي اتخذته  الحكومة الشرعية هو منه زعلان ، فهو زعلان جدا _هذا الحوثي_  من إجلاء الحكومة لليمنين من مناطق انتشار الأوبئة، فيصفه بانه توجه قذر .. ويقصد بأنه متعمد لنقل العدوى؛ ثم بعد ذلك يتهم الحوثي كذلك أمريكا فيقول أن الفيروس صناعة أمريكية، ثم يأتي للمراد والمقصود الذي يبتغيه وهو " اخذ المال " فدعا للتبرع من اجل بناء محاجر صحية في المنافذ.. حرصت أن اقتبس من الخطابين ،خطاب الشرعية وخطاب المنقلبين في مسألة كورونا لأضعكم في الصورة ولتنظروا الفرق.. هذا الحوثي لا يدرك ولا يعي ولا يحب أن يعي مما قاله دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عندما قال: "...لذا علينا جميعا ان نتكاتف لاتخاذ التدابير الوقائية والاستعداد لهذه الجائحة. وقوفنا معا حكومة وشعبا ومكونات اجتماعية وسياسية هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات وتجاوز اثارها، ينبغي ان نتكاتف ونتسامى جميعا في مواجهة هذا الأمر، في مختلف مناطق الجمهورية وذلك بتنفيذ الإجراءات الاحترازية وفقا للقرارات المتخذة وتبادل المعلومات والمتابعة الحثيثة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والعلاجية...هذا ما تمليه علينا المسؤولية الوطنية تجاه أبناء شعبنا.. فهل جهلة مران يفهمون ويدركون معنى هذا الخطاب وهذا التسامي عن الجراح وإنقاذ اليمنين من كورونا.. هذا الخطاب لا يصدر إلا عن الرجال الشامخين، رجال الدولة الحقيقين في ظل تهاوي وانحدار الخطاب عند الحوثي المنقلب الذي يريد فقط جمع المال وتوظيف الجائحة لحشد الناس للجبهات للموت هناك.. إن خطاب الدكتور معين هو خطاب الواثق والمؤمن بالنصر على الانقلاب وانهائه.. بينما خطاب الحوثي هو خطاب المهزومين والحاقدين على الشعب اليمني، ويُبيِّن كم هم أهل باطل حتى الكوارث تُستغل من قبلهم مع كل آسف...؟! تحية وتقدير للشامخ المتسامي الدكتور / معين عبد الملك.. ومن يحاول أن يطاول عليه نقول له سلفاً (من طاول أطول منه ما طاله).. لله درك يا دولة رئيس وزرائنا وبخطابك الجميل الواثق حتماً سننتصر، فأنت والرئيس والحكومة كجبل النبي شعيب الذي يعانق السحب في جو السماء لا يضيره ابداً ما قد يكيله التافهون، فهمكم وديدنكم سلامة المواطن اليمني أينما حلّ ومكث في الداخل أو في بلاد المهجر.. نسأل الله السلامة للبشرية جمعاء من هذا الوباء المرعب..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي