صورة سحبتني بذاكرتي!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٠١ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٧ صباحاً

 

طلعت صورة فيلا للبيع في صنعاء امامي و هي رائعة و سحبتني بذاكرتي الى عام ٢٠١٤ حيث كنت قررت استقر في اليمن خطوة خطوة بمعنى اسرتي تسبقني في ذلك العام وانا اظل سنتين الى ٤ سنوات هنا حسب المخطط ٢٠٢٠ بشكل اخفض ساعات العمل بشكل تدريجي بحيث تزيد كمية الاجازات بمعني هنا شهر و شهر في اليمن فلا اخسر وظيفتي المهمة هنا و لا اغامر بسهولة و اعمل ايضا اعادة تكامل لي داخل اليمن بشكل سلسل . ما كان يهمني هنا ليس المال, و انما نظام الرعاية الصحية, و الذي حبيت ان احافظ عليه بحكم وظيفتي الدائمة هنا. في اول زيارة طلعت في راسي اشتري فيلا في صنعاء جاهزة كون ليس عندي نفس ولا وقت للعك و للبناء و كانت لي الاسعار غير واقعية, حيث ما كنت اريد فقط فيلا بسيطة و مرتبة. زرت ٥ فيلل اسعارهن ليس اقل من ٨٠ مليون ريال يعني بصرف وقتها اكثر من ٢٥٠ الف دولار و هذا المبلغ في مدينة لا يوجد بها خدمات و لا مياة ولا مدارس سع الخلق ولا موصلات ولا حماية ملكية موثقة و طبعا السمسار يتفلسف عليك كونك مغترب وعرطة بنظره, لايعرف انك لن تدفع فلس الا بعد الف حساب و مقارنة كونك اقلها لم تكسب المبلغ بسهولة او بالفساد .

طبعا في الغرب نحكم على قيمة العقار بحكم الايجار السنوي كصافي, اي اذا كان العقار كبير جدا و معه قطعة ارض بحجم ميدان التحرير مثلا ليس ذلك هو المقياس و انما كم دخل العقار "و بس". فاذا كان دخله ٣٠ الف دولار سنويا فسعره يكون بالكثير ٤٠٠ الف دولار بالكثير, هذا في ٢٠١٤ و اما اليوم فصار ٨٠٠ الف دولار و السبب ارتفاع العقار هنا كاستثمار امن و دخول ٣٠ مليار يورو من الخارج الى سوق العقارات الالماني في عام واحد فقط . مبلغ تنفقه في شراء فيلا في اليمن لا تمتلك غيره ليس ذكاء كونه نفس المبلغ يعطيك عقار محترم في المانيا مثلا او في ايطاليا او اليونان او تركيا و بكل الخدمات مع عائد مالي شهري يكفيك عناء انتظار راتب الدولة.

طبعا مثل هذه الفيلا كان سعرها في ٢٠١٤ فوق ١٢٠ مليون ريال و لن تستغرب وقتها ان سمعت ٢٠٠ او ٣٠٠ مليون ريال, اي نتحدث عن مبلغ في ٢٠١٤ يجيب لك عقار في مدينة المانية بايجار مستمر تعيش انت و اهل بيتك بموجبه دون عناء بقية حياتك و تسكن انت فيه. و الجميل في الموضوع لفهم الفكرة ان استثمار مبلغ فوق ٥٠٠ الف دولار في عقار في المانيا بدل عن شراء فيلا في صنعاء يصنع لك طفرة بقية حياتك, اي تستلم ايجارات و تسكن في شقة و بموجب مدخول الايجار سوف تؤمن على العقار بحيث ان حرق لن تبكي و ان تدمر ما فرقت و ايضا من الايجار سوف تعمل تأمين صحي لك و لاسرتك, اي لن تفكر بعدها ان تبيع البيت لتخرج للعلاج في الخارج و لو عندك قليل من الفهم بسيط لقانون البلد والبيئة والنظام الضرائبي فانك سوف تأخذ الجنسية و ترتب حال اولادك و اسرتك, و لو العقار كبير فانه يمكنك ان تستأجر بيت في اليمن و انت تعيش ايضا في المانيا و تؤسس شركة لادارة عقار كون ذلك هو باب الاقامة و من العقار الاول تاخذ قرض لتشتري عقار اخر وهكذا . و الموضوع متشعب في الشرح.

في صنعاء لقيت وقتها فيلل لم اجدهن في اي مكان من جمال البناء و من الحجر المنقوش و من ارتفاع الاسعار بشكل فلكي في بيئة لا يستلم عامل البناء الا ٣ او ٥ دولار في اليوم و كثير منها لمسؤولين في دولة تعيش في نهاية القائمة بين الامم في الفقر و الجهل و الصراع و الامراض و الاوبية, في دولة تطلب معونات و مساعدات بشكل محزن و بشكل مستمر و كأنها تقف على الاشارة بالمجتمع اليمني تستجدي بقية البشر بمساعدتها في شارع الحضارة البشرية لهذه الالفية. مسؤولون دولة يمتلكون قصور لا تمتلكها مستشارة المانيا و هي تقود رابع اقتصاد عالمي.

الان بيقول شخص منكم اين الخلل؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي