في ذكرى انتخاب «هادي» هل يعود التوافق الوطني 

نسيم البعيثي
السبت ، ٢٢ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٢ صباحاً

 

٢١ فبراير ٢٠١٢ يصادف تولي فخامة المشير عبد ربه منصور هادي رئاسة الجمهورية وذلك عبر اتخابات توافقية وفقاً للمبادرة الخليجية التي قدمها الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي التي جاءت لحل الأزمة اليمنية ومثلت مفتاح إنقاذ اليمن  بإعتبارها نقلة نوعية جديدة في مسار الشراكة بين الأطراف والمكونات والقوى السياسية المتصارعة على السلطة وشكلت المبادرة الخليجية عاملاً سياسياً اساسياً في رسم خارطة ومستقبل اليمن كونها تعد من المرجعيات الثلاث التي تلبي طموحات ومطالب الشعب اليمني بتنفيذ مشروع اليمن الاتحادي الديمقراطي وهو أهم  محور لهذه  المناسبة وغايتها الأسمى .

في ذكرى التوافق بإعتقادي الشديد ان الجميع يدرك ماحدث من التفاف وإنقلاب على شرعية التوافق من قبل مليشيا الحوثي والبعض و تسببوا في نشر الخراب والدمار في مختلف محافظات البلد وأعاد اليمنيين للمربع الأول للأزمة السياسية لقد مثل رفض و مقاومة وجسارة وقوة وشجاعة وصلابة الرئيس هادي حاجزاً منيعاً لتنفيذ مشروعهم السلالي الكهنوت الإمامي الجديد فقد أصر على تلبية الطموحات العظيمة والمبادئ السامية في بناء يمن ديمقراطي إتحادي جديد و قبل التحدي في مواجهة طاغوت العصر  غير مباليا بهول لاخطار التي تترصده، ثم مضى بكل عزيمة وارادة وشجاعة وشموخ نحو تحرير اليمن واستعادة الدولة بكل مؤسساتها ومقدراتها إيمانا منه بالمشروع الحداثي الذي يحمله لليمن.

لقد «استوعبت»القوى السياسية وأدركت مخاطر وتبعات الإنقلاب على الشرعية ومشروع اليمن الاتحادي الديمقراطي التشاركي الذي أجمع عليه اليمنيينَ و شاركت فيه كل القوى- السياسية، المدنية والدينية- الفاعلة على الساحة اليمنية التي وقفت حينها على محددات اللاستقرار بالبلد بهدف البحث عن إجاباتٍ للأسئلةِ وحلولاً للمشاكلِ التي أعاقتْ بناءَ اليمن الحديث فقد أظهرت القوى السياسية والمكونات الوطنية حسن النية والرغبة الصادقة في مواجهة الإنقلاب والقضاء عليه وأستعادة الدولة ومؤسساتها وتحقيق الطموحات العظيمة والمبادئ السامية لعودة دولة المؤسسات والنظام والقانون .

اتفاق الرياض يؤكد ان الفرصة مهيأة لحل الخلافات بين مكونات الشرعية والقوى الوطنية المناهضة للإنقلاب الحوثي ويؤسس مرحلة جديدة من الشراكة والتوافق تحت راية شرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومشروعه الذي يهدف لاستعادة الدولة والتصدى للمشروع السلالي الحالمُ بالهيمنة والمدعوم من إيران الفارسية التي تخفِ يوما حقدها الدفين على اليمن والأمة العربية ودول الجوار وخصوصاً الشقيقة المملكة العربية السعودية ،فالحرص والإدراك بإهمية التوافق وتوحيد الصف بات مطلباً شعبياً لأنهم يعوا جيداً  ان المرحلة الراهنة تستدعي على كل القوى الوطنية والشرفاء من ابناء الوطن الوقوف صفاً واحداً والتكاتف فيما بينهم لمواجهة الإماميين الجدد المرتهنين لإيران والقضاء على الإنقلاب وتحقيق السلام والاستقرار الذي يفيضان إلى الازدهار الاقتصادي والفكري .

على الرغم من كثرة وخطورة التحديات والصعوبات التي تواجه تنفيذ بنود اتفاق الرياض و دعوات توحيد الصف - الا انه نأمل ونثق بإن النخب السياسية الوطنية ستحقق غايات وتطلعات الشعب اليمني ومطالبه المشروعه المتمثلة بعودة مؤسسات الدولة المدنية والحفاظ على سيادة الوطن وثوابته ونأمل كذلك بالشقيقة المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي لجهودها الجباره التي تبذلها لتنفيذ الاتفاق وتوحيد الصف بين مكونات الشرعية حتى تعود السلطة الشرعية وتصحيح مسار المعركة نحو عدو الشعب اليمني .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي