هل كان توقيت قيام ثورة فبراير مناسباً

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ١١ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٢٧ مساءً

ثورة 11 فبراير توفرت لها كل اسباب الثورة ومبرراتها ماعدا بندا واحدا لم يتوفر .

فالظلم كان موجودا ، المحسوبية موجودة ، المناطقية موجودة ، الفساد مستشري ، البطالة مرتفعة ، وخطوات التوريث تمضي على قدم وساق ، والاحتقان السياسي موجود ، الى آخر الاسباب التي تستدعي قيام ثورة الشعب ، ولكنها افتقدت الى اهم بند واخطر البنود على الإطلاق وهي القيادة الوطنية الكفأة الموحدة ، فلم يكن هناك قيادة وطنية جامعة لتكون بديلا للنظام الذي قامت الثورة ضده ، وهذا شرط مهم وأساسي لنجاح اَي ثورة ، وبدون القيادة الكفأة تصبح الثورة في مأزق خطير  وتضفي مفاسد جديدة الى المفاسد السابقة ، وهذا ما حدث بالفعل ، وقد مكن الحوثي الاستفادة من التناقضات والتسلل لمفاصل الدولة ودغدغة مشاعر بعض المغفلين بما فيهم كثير من مشايخ شمال الشمال وساعدة اكثر حقد الرئيس السابق عفاش على الثورة وروح الانتقام التي حملها في جوانحه منها فجعل يده بيد السلالة الحوثية ومكنهم من الجيش والسلاح وروض اتباعة في المناطق التي ليس فيها بيئة حاضنة لهم للانصهار والتماهي معهم.

نتج عن ذلك كوارث وانكسارات وتمزيق للوطن وحروب طاحنة ومجاعات سببها الانقلاب وليس الثورة مما جعل الكثير يحنون للماضي ليس بسبب جماله ونجاحه ، ولكن لسوء الخلف الذين أتوا من بعده وضعف أدائهم في مختلف المحالات بما في ذلك الاعلام  الذي يتصارعون مع بعضهم من خلالة ولَم يدركوا حتى الآن حجم المؤامرة الداخلية والخارجية على الثورة والوطن بشكل عام .

باختصار الثورة اصطدمت بعقبات ضخمة أمامها منها :

١_قيادات متشاكسة ، مختلفة في كل شيء ماعدا هدف إسقاط الرئيس السابق عفاش ، فنجحوا في الهدف المتفقين عليه وهو سقوط عفاش وفشلوا فيما عداه.

٢_ حقد عفاش وتجنيد كل امكاناته للانتقام منها ووضع يده بيد الانقلاب السلالي لتحقيق ذلك.

٣_مشروع حوثي سلالي مرتب ومنظم مدعوم من قبل ايران وحزب الله ، هذا المشروع نقيض للجمهورية ويحن للماضي الأمامي الطائفي .

٤_ تحفظ الإقليم على الثورة وأهدافها مما جعلها بدون نصير خارجي بل انه خلق صدا وعقبات امام تحقيق أهدافها.

س/ ياترى هل كان الامر يتطلب تأجيل انطلاق الثورة ، عملا بالقاعدة الشرعية: (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة) حتى تتواجد قيادة لهذه الثورة تكون بمستوى طموح الثوار ، أم ان ما حدث امر طبيعي يصاحب معظم الثورات ولا زال جنين الثورة يتخلق في رحم المعاناة.

عفواً شباب فبراير دماءكم الزكية لن تذهب هدرا بإذن الله ، وسيقيض الله لثورتكم قيادات وطنية تليق بمستوى تضحياتكم وستنتصر الثورة ، والله المستعان على من خذلكم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي