وعدت يافبراير

موسى المقطري
الثلاثاء ، ١١ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٠٤ مساءً

 

عاد فبراير المجيد غامراً بالضياء جنبات هذا الوطن كاتباً بأسطرٍ من نور حكاية شعب ناضل سلمياً لينال حقه في اختيار من يحكمه بعيداً عن هيمنة الأسرة أو تحكم السلالة ، أو سيطرة القلة الحاكمة على حق الشعب في ثرواته وقرارته .

في الحادي عشر من فبراير كان اليمنيون على موعد مع فجر جديد وفريد ، فجر نسماته عليلة ، واشعة شمسه ساطعة بهيجة ، ونور صباحه يمتد من الأفق إلى الأفق ينشر البشر ويحمل البشرى ، ويردد ببهجة أن عهداً جديداً قد حل ليس فيه أسرة حاكمة ولاسلالة مسيطرة ، ولا عصابة تنهب وتحكم وتتحكم ، ومن وسط هذا الانبلاجة خرج الفبرايريون يحملون بيدٍ علم الجمهورية ، وبالاخرى أرواحهم التي أعدوها قربانا لتشرق شمس الحرية من جديد .

مخطي من يفكر أن ثورة فبراير مجرد حدثٍ عابر ، أو عواطف لا أفق لها ، إنما كانت تعبيراً صادقاً عن رفض اليمنيين لما هو قائم ، واستشرافهم لمستقبل أجمل حالاً وأريحُ بالاً ، وسواء تحقق هذا الهدف في عام او عقد أو قرن فإنه يظل معلماً لا يمكن تجاوزه ، ومطلباً لا يمكن التخلي عنه ، وإن تحالف كل المتضررين واجتمعوا على إفشاله فلم ولن يتحقق لهم ذلك مادام الفبرايريون يحملون الهم ويسعون جادين للهدف ويفشلون التأمر ، ويعلون الراية عالية خفاقة .

اليوم وبعد تسع سنوات لازالت ثورة فبراير سيل عارم هديره يملأ الأرجاء ، ونور ساطع لن يستطيع خفافيش ظلام السلالة ايقافه ، وكما كان فبراير المجيد نهاية لمشروع توريث العائلة فهو كذلك نهاية محتمة لمشروع حكم السلالة ، وإن اختلفت التسميات ، وتنوعت الرزايا التي تحاول النيل من هذه الارض الطيبة سيظل الفبرايريون سداً منيعاً وحاجزاً صلباً يحمي الوطن من ناهبيه وعاقيه والمتامرين عليه .

نحبك يافبراير لان منك تعلمنا لذة التضحية لأجل هذه الأرض ، وفي مدرستك درسنا مالم تستطع عقود من الزمن قضيانها في المدارس والجامعات أن تعلمنا أياه ، وفي ساحات الحرية والكرامة التي بزغت في فجرك سكبنا أشواقنا وحبنا ودمائنا راضين مختارين مخلصين لا نبتغي إلا لوطننا الخلاص ، ولشعبنا التحرر والتطور ، ولأمتنا التقدم والرقي .

سنظل أوفياء لثورتنا المجيدة التي لامست شغاف قلوبنا ، وبها عرَفَنَا العالم ، وعلى كل القيم التي تشكلت في فبراير بأروع الصور سنظل ندافع ونكافح وننافح ، وليت من يجهلون هذه الحقائق يدركون كم نحمل من حب خالص لهذه القيم ، وكيف سيجعلنا هذا الحب نفني أعمارنا سائرين في ركب النضال الذي لايتوقف .

لفبراير ومناضليه ورموزه وشهدائه وجرحاه كل الحب .. كل الود .. كل الإحترام . ولوطننا النصر والسلام ، ولشعبنا البقاء حراً للابد ، ولامتنا الخلود .

دمتم سالمين .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي