العاصمة..تلفها أحزمة انتحارية

كتب
الأحد ، ١٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٣١ مساءً

بقلم: - منال الأديمي-
في الوقت الذي لا زلنا فيه نجهل حقيقة ما حدث ببروفات الموت على السبعين في يوم الحادي والعشرين من مايو، يفاجئنا الإرهاب وفي أقل من شهرين ومن قلب العاصمة ثانيةً،بضحايا من شباب المؤسسة العسكرية ،ومرة أخرى الفاجعة حصرياً على قناة «اليمن اليوم» تماماً كما حدث مع جريمة السبعين .
وحدها قناة اليمن اليوم كان لها السبق الإعلامي في عمل لقاء أخير مع من أُعلن حينها وعلى نفس تلك القناة أنه منفذ الهجوم الانتحاري .
يظهر الانتحاري على شاشة تلك القناة مرتدياً (الجنبية والثوب ) وعلى أتم الاستعداد ،لحضور عرس الدم ، فقط مبتور القدمين على الرغم من أنه الانتحاري الذي فجر نفسه عند بوابة كلية الشرطة العسكرية .
وفقط قناة اليمن اليوم بكامل طاقمها في مكان الحادث وعلى أُهبة الاستعداد وكأنها وكادرها الإعلامي ومصادرها على وفاق وتنسيق مع الإرهاب، تماماً كما حدث في جريمة السبعين .
لاحقاً تعتذر القناة وتعلن أنه كان من ضمن الجرحى.
كالعادة تمر علينا الساعات طويلة بُعيد الحادث في انتظار بيان حكومي ينهي دوامة التساؤلات لدينا وحتى ساعات متأخرة من الحادث لا يأتينا الوفاق من صنعاء بالخبر اليقين، يبدو أن وزير الداخلية عجز هذه المرة حتى عن ظهور ضئيل ،وتصريح لا يرتقي لعظمة ما حدث تماماً كما فعل في المرة السابقة .
حتى إشاعات تقديم الاستقالات لم تعد موجودة بفاجعة اليوم فلسنا بالشعب الذي يُخشى جانبه.
وكالعادة يمضي إخوة لنا في عمر الورود ،نحملهم إلى مثواهم الأخير ،ومعهم سر ما حدث، ومن كان وراء ذلك، في وطن لم نعتد فيه إلا فصلين فقط هما قيظ الصيف ،وزمهرير الشتاء.. وطن لم نخبر به ربيعاً أو خريفاً، يشاع فيه عن ظهور فصلٍ جديد واستثنائي خصيصاً لليمن اسمه (الوفاق) .
وطنٌ صرنا نموت فيه خدمياً بانقطاع الكهرباء والماء والذباب والبعوض والقاذورات والقمامة ومخلفات الصرف الصحي والروائح والأوبئة القاتلة ،وصحياً حين نعجز عن إيجاد الرعاية الطبية المناسبة في مشافي الموت الحكومية والموت عجزاً على أعتاب أبواب المستشفيات الخاصة،اقتصادياً نُسحق حتى الموت تحت رحى ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة ،وآخرها أمنياً بالقاعدة والإرهاب وعجز مؤسساتنا الأمنية عن إيقاف مسلسل الأحزمة الناسفة والمتفجرات.
يبدو أن الربيع العربي رياحه في اليمن لم تؤت ثمارها المرجوة ، ويبدو أن فصلنا الاستثنائي سيكون دموياً سنخسر فيه الكثير من الأرواح، وشيئاً فشيئاً ستزول ثقتنا بالوفاق كزوال الأمن الذي رجوناه حين رضينا بوفاقهم على مضض .. من المفارقات الغريبة أن مرسي رئيس ربيع مصر سيحتفل بتخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة العسكرية سيبدأون أولى خطوات البداية والمستقبل، في حين أن هادي رئيس وفاق اليمن سيتقبل التعازي في طلاب الكلية العسكرية في مأتم خروجهم من الحياة في أولى خطوات النهاية والموت .
تســـــــــاؤل..
- متى سنكون في نظر الحكومة شعباً يستحق أن يدلى له ببيان يبرر له ما يحدث ، تبريراً تحترم فيه السلطة عقولنا البشرية ؟!
- لماذا قناة اليمن اليوم وتحديداً تلك القناة متواجدة في نفس الزمن والمكان لكلا الفاجعتين؟!.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي