الحرب الفكرية والمجرم سليماني  

محمد قشمر
الجمعة ، ١٠ يناير ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٥٢ صباحاً

على عجالة وباختصار أتمنى الا يكون مخل اتحدث عن الحرب الأشد التي هي من تقود الحرب العسكرية في المنطقة عموماُ وفي اليمن على وجه الخصوص. أتحدث عن الحرب الفكرية التي أدرك القائمون عليها انها هي التي يمكن أن تكون الركن الأعظم في محور السيطرة على الشعوب، ما شدني كثيراً هو ما رأيته من تفاني في تقديس اشخاص أو أفكار مثله النظام الإيراني القائم على غرس تلك الأفكار بشكلٍ جنوني في عقول وقلوب أتباعه. 

شيء مخيف ان يكون عدد الضحايا في تشيع جنازة مجرم مثل قاسم سليماني يفوق الخمسين شخصاً، وفي تفان ٍ عجيب، والمشهد المذهل أن نجد ان صواريخ بالستية تجاوزت أيضا الاثنى عشر صاروخاً لا تخلف حتى قتيل واحد ممن قتلوا سليماني المجرم، أو ساهموا في قتله، دون ان يكون هناك أي تساؤل من اتباع ذلك النظام عن جدوى تلك الضربة الإيرانية لمعسكر عين الأسد. 

هذا المشهد يبدي بوضح قوة الحرب الفكرية التي تجعل الاتباع في كل الحالات متمسكين بغباء مطلق بمراجعهم التي تقتلهم وتشردهم وتنبي من أوجاعهم مجدها الهزلي. نفس المشروع الفكري والحرب الفكرية قائمة في اليمن على أيدي الحوثيين الذين يبلون بلاءً منقطع النظير في جرف وحرف الهوية والفكر اليمني، طبعاً بوجود تراخي شرعي لمواجهة ذلك الخطر الجسيم الذي يهدد اليمن أكثر من الحرب القائمة.

الفكر الذي يسعى الحوثيون لغرسه في فكر ابناء اليمن يعتبر هو الحرب الأكثر ضراوة، وهو المعضلة الكبرى التي ستواجه اليمن والانسان اليمني ، لأنه إن انتصر الحوثيون في المعركة الفكرية فإن منهجهم القائم على العنصرية والتميز بين الناس لن ينتهي ، كما أن فكرت القتل والتدمير التي على أساسها يدخلون الجنة من خلال قتل مخالفيهم أو التسيد عليهم بقوة البطش والسحل وتفجير المنازل وسلب الممتلكات  ستبقى قائمة ، لهذا أرى أن مواجهة ذلك الفكر يجب أن يحظى بكل الاهتمام والدعم ، فهي حرب فكرية موازية للحرب العسكرية التي يقودها ذلك الفكر في اليمن والعراق وسوريا وحتى لبنان ، ويحشد لها النظام الإيراني كل قواه والحقيقة انه متماسك رغم ضراوة المقاومة من كل الدول التي يغزوها ، إلا أن الدعم الغربي لتلك المعركة هو أيضا جزء من المعركة فهو يساعد دلك النظام على البقاء، لأن ذلك الفكر لا يمكن أن يكون فكراً بناءً يبني دولاً  قوية من كل النواحي أهمها الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وكل من يتابع المشهد يجد ان الدول التي تنتهج ذلك النهج رغم قوة مصادرها الاقتصادية الا انها ضعيفة يعاني شعبها الكثير من الحاجة رغم إمكانية تحسن حالته المادية في حال تحسن السلوك الفعلي للقيادة التي تحكمه بناء على ذلك المنهج، ورغم ذلك تجد اتباع ذلك النظام رغم جوعهم يتدافعون لتقبيل اقدام قتلته والتبرك بسوط الجلاد الذي يجلدهم بإيمان ٍ قام على الخرافة كان نتيجةً عظيمةً للحرب الفكرية التي انتصر فيها الجهل على العلم والطغيان على الإنسانية.

فقط أؤكد أن الحرب الفكرية في اليمن يواجهها الشعب أعزلا منفرداً دون وجود قيادة تعينه، ولهذا نجدها في أشدها مازالت مشتعلة، وفي هذه المعركة قد تتكسر أرواح الجيل القادم الباحث عن الحياة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي