عتب المحبين يا دولة رئيس مجلس الوزراء ...!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٣ يناير ٢٠٢٠ الساعة ١١:٣٤ مساءً

أين رواتب الموظفين في أولوياتك يا دولة رئيس الوزراء...؟!؛ شيء جميل أن يخاطب رئيس الوزراء شعبه بما يفكر وبما يحمله من هموم وما يوجهه من تحديات ومصاعب وما يتطلع من تكاتف الجهود لتوحيد الصف ...!؛ فلقد كتب دولة رئيس مجلس الوزراء مقالا مطولاً في افتتاحية صحيفة “26 سبتمبر، وكان الأجمل لو تمت الاشارة إلى رواتب الموظفين، ولو تضمن المقال حلولاً بعد ذلك التوصيف الرائع للمشكلات، فقد أشار أن العام الجديد يطل علينا بما فيه من الهموم وفيض الأسئلة، وأفضل ما في التشخيص الاعتراف الصريح والادراك العميق بأن المشكلات مازال معظمها دون حل..؟!؛ وهذا اعتراف يبنى عليه لحل المشكلات، فالاعتراف بالمشكلات هو نصف الحل كما يقال ، فماهي الحلول التي تراها يا دولة رئيس الوزراء على الاقل في المناطق المحررة ؟!؛ كنا نتمنى الخطوط الرئيسة للحلول في العام الجديد الذي تنوي تنفيذها على الأرض..

صحيح أنك قلت إنك تتطلع لأن يكون العام 2020م هو عام الانتصار الكبير لليمن وشعبها باستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، سلما أو حربا.. بأمارة ماذا يا دولة رئيس الوزراء؟ ألا ترى معي أن وحدة الصف الوطني غير موجودة أصلاً ب ليل ما جرى من أحداث أغسطس ، وكذلك فإن الالتفاف حول القيادة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور مشكوك فيها، وأيضا اتفاق الرياض الذي أشرت إليه بأنه محطة للتحول باتجاه تفعيل مؤسسات الدولة  من أجل تطبيع الأوضاع وتقديم الخدمات، لم ينفذ منه سوى عودتك إلى قصر المعاشيق انت وبعض الوزراء ودون  تمكينكم بالقيام بمهامكم من أجل استعادة الدولة وتطبيع الأوضاع..!؛

وأنت تعلم  أنه قد مرّ على توقيع الاتفاق ما يقارب الشهرين، و لم يُرى سُوى تمكين المجلس الانتقالي ورئيسه و الذي يتصرف كرئيس دولة، ثم كيف سيكون الاصطفاف خلف القيادة الشرعية، وانت لم تشير ولو  بكلمة واحدة عن ضمان دفع الرواتب لمؤسسات القطاع المدني بالمماثلة بما جاء في مقالك من التعهد  بضمان دفع الرواتب وانتظامها للجانب العسكري؛. فالمعطيات القائمة إذاً لا تدّل على أن القادم سيكون أجمل كما تأملت وتمنيت؛ ولقد قلت إنه قد حان الوقت لتتكاتف جميع الجهود الرسمية والحزبية والشعبية لإنجاز مهام استكمال استعادة الدولة، وهزيمة الانقلاب وخدمة المواطن التي تقول انها على رأس أولوياتك وواجباتك.. هنا اسمح لي أن أوصل إليك عتب بعض المحبين من عموم الموظفين والاكاديميين على تجاهلك؛

أو لنقول نسيانك الإشارة إلى دفع رواتبهم في العام الجيد في مقالك الرائع  ؛ ويقولون لك  كيف ستتكاتف الجهود وحقوق الموظفين لا يتم الوفاء بها، فيا ليتك وجهت لهم الشكر على صبرهم وتحملهم للمعاناة، ومن أنك مدرك لها  وتحييهم على ذلك،  وتتعهد بمعالجتها مطلع العام الجديد، كما فعلت بمقالك وقدمت التحية والعرفان  لأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، عندما أكدت  لهم أن همومهم ومعاناتهم هي محل اهتمام الحكومة، ولن تتوانى في إيجاد الحلول المستدامة لها بما في ذلك انتظام صرف المرتبات، والوفاء لأسر الشهداء ورعاية الجرحى.. ألا يستحقون موظفي الدولة في الجانب المدني مثلهم، أعتقد أنهم يستحقون يا دولة رئيس مجلس الوزراء مساحة من وقتك وجهدك ونشاطك للإتيان والبحث عن مصادر لدفع رواتبهم كما العسكريين والمقاومة الشعبية.. عند هذا الحد من المسؤولية، وعند عدم التخلي على الحقوق المكتسبة للموظفين سيتم تكاتف الجهود الشعبية والحزبية والرسمية وليس قبل ذلك يا دولة رئيس الوزراء..

فالموظفون والنازحون منهم يتجهون لوقفات احتجاجية فقد تكون بداية لحراك مستمر يؤثر على اولوياتكم، فنرجو أن يتم تدارك الأمر وإعطاء ألموظفين والنازحين حقوقهم والذين يتصورون هم أولادهم جوعا منذ أكثر من ثلاث سنوات بدون رواتب...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي