هلاك القرية ومشروعها قانون رباني وحتمية قرآنية وحقيقة تاريخية

د. عبده مغلس
الخميس ، ٠٢ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:١٨ مساءً

المتدبر بقراءة كتاب الله وتاريخ الأمم والمجتمعات، يجد أن هلاك القرى ومشاريعها، حتمية مسطورة بكتاب الله، وحقيقة مبصرة بواقع التاريخ والمجتمعات والأمم، هذا القانون الرباني  بحتميته القرآنية وحقيقته التاريخية، يجهل عبرته الإنسان، عبر مسار تاريخه، نتيجة عقليته الأحادية، وغروره ووهم القوة لديه.

ثلاث وثلاثون آية في كتاب الله تكررت فيها مفردة القرية، تُبين لنا هلاك القرى ومشاريعها، والعديد من آيات التاريخ وبصائره، تؤكد لنا حتمية قانون الله وحكمه على مشروع القرية بالهلاك.

الأحادية والتفرد، وإلغاء الآخر، والهيمنة على كل شيئ، هي مكونات مشروع القرية، هذه المكونات تحمل بذور هلاكها، وهلاك القرية بمن فيها، قانون الله ماض فيها، ووقائع التاريخ وأحداثه تشهد به.

مشروع القرية سواء أتى تحت مسمى حزب، أو عنصرية، أو منطقة، أو قبيلة، أو جماعة، يقضي على حرية الإنسان، التي قامت عباديته لله عليها، ويلغي التنوع والتعارف الإنساني، والكرامة الإنسانية، هدفه الهيمنة والتسلط، بامتلاك السلطة والثروة، وهذا ضد دين الله، وعدله بين خلقه، فكان هلاك مشروع القرية بمن معه عقاب الله وقانونه.

  لا واحد أحد، غير الله، ولا شريك معه في خلقه وكونه، فعندما يحمل مشروع القرية، فكرة الأحادية والتفرد، وإلغاء الأخر، يتشبه بالله بوحدانيته وفرديته، ويتحكم في خلقه، وحريتهم وأرزاقهم، فكان عقابه هلاكه، ذلك قانون الله مسطور في كتابه، وعبرة في تاريخ خلقه، فهل يعتبر أهل القرى، ودعاة مشروع القرية.

(وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) الإسراء ٥٨. ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ) الأنبياء ١١. ( وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) الأنبياء ٩٥.

ومن رحمة الله بخلقه، ختم رسالة الإسلام  بالرسول الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام، بنقلة نوعية في الفكر الإنساني، تؤسس دولة المدينة، القائمة على المواطنة، وليست العصبية القروية، وغير إسم يثرب إلى المدينة، ووضع ميثاق المدينة،في ترجمة عملية لنقل الإنسانية، من عصر مشاريع القرى لعصر مشاريع المدنية والمدن.

اليمن اليوم لديه لحظته التاريخية بقيادته التاريخية بمشروع المدينة التاريخي،  مشروع فخامة الرئيس هادي "اليمن الإتحادي" بأقاليمه الستة، المؤسس لدولة المدينة، القائمة على المواطنة الواحدة، لنبني به معا يمن المستقبل يمن العيش والتعايش والقبول بالأخر، وهناك أبائية المشاريع القروية المتمثلة بالإمامة والإنفصال والتطرف والإرهاب، فهل يعي أهل القرى ومشاريعهم قانون الله، الذي أذهب كل مشاريع القرى ودعاتها وأهلها، وأصبحت عبرة، يرويها تاريخ الإنسانية وأثاره، وهل يعتبر أهل القرى ودعاة مشاريع القرية في وطننا من مصير من سبقهم ويعودوا لمشروع يمن الجميع، اليمن الإتحادي بمدنيته وتعايشه ومستقبله.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي