زمن التاريخ

كتب
السبت ، ١٤ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٣٢ مساءً
  بقلم: د.عمر عبد العزيز يختلف زمن التاريخ عن الزمن البيولوجي المقرون بحيوانات وحساباتنا تجاه الوقت ، فالزمن التاريخي يتجاوز تقديراتنا وآمالها وأحلامنا وقد يفاجئنا بما لم نكن نحتسب له أو نتوقعه ، ومن هنا تنشأ خيبات الأمل والحسرة المقرونة باليأس، بل الاستيهامات غير الواقعية ، فالتاريخ المعروف طالما وضع الممالك والإمبراطوريات أمام حقائق موضوعية سارت في دروب الحياة بوصفها جبراً لامرد له ، لهذا السبب ينصح المسكونون بهاجس التاريخ وفجائعية نواقيسهم بالاستجابة الإختيارية لما يأتي به من حقائق تخل بالقديم وتسحقه ليحل محله الجديد . لا يخل التاريخ بالماضي بصورة متناغمة مع آمال وأحلام الواهمين، بل بطريقة كوموتراجيدة تسخر من الجميع وتحاصر الغلاة المقيمين في عبادة القوة والمال، وتلقن الجبابرة درساً قاسياً في معنى الحياة ، ذلك أن المتجاوزين لنواميس الكون والطبيعة .. المتأبين على القضاء والقدر، هم أول من يدفع الثمن الباهظ، لأن حساباتهم قامت على مقاساتهم الضيقة ، رافضة قياسات التاريخ الواسعة . ذلك متحدث في زمن الربيع العربي الذي انبرى بين عشية وضحاها في زمن التاريخ القاسي ، والذي بقدر قسوته على الأنظمة المنهارة والمنغلقة في خواتم الوهم الكبير .. بنفس القدر يستشعر من تمنى التغيير الفوري الكامل والشامل بخيبة أمل مقرونة بحساباتنا البيولوجية الضيقة ، فيما الحقيقة المؤكدة ترينا أن التغيير سيذهب إلى مصائره المحتومة .. لا محالة . سيمضي التغيير قدماً لا محالة لا محالة. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي