طالب اجنبي بين ٢٠٠ طالب الماني!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٦:١١ مساءً

 

قبل شهر دخلت واحدة على صفحتي تسبني من العلمانيات او الملحدات او اي شيء كوني تحدثت عن الدين بصيغة حسنة وعن قناعتي كما اعيشها ولم افرضها على احد, واخرى وصفتني انني خريج جامعة الايمان و ثالثة طولت لسانها و هكذا و من الرجال هناك العديد . لذلك قلت أتحدث عن نفسي احتمال اكون خريج جامعة الايمان دون أن اشعر.

عندما دخلت جامعتي كنت الطالب الاجنبي بين ٢٠٠ طالب الماني في الكهرباء. الرقم ٢٠٠ يذكرني بفيلم ١٣ مقاتل حيث الرقم ١٣ هو رقم المقاتل العربي في سقف العالم. و رغم ذلك لم تحصل اهتزازات نفسية و تقلبات فكرية في شخصيتي, نسجت علاقات صداقة و احترام رائعة معهم كعربي يمني مسلم معتز بما في ثقافته وتاريخه و دينه يحترم من هو امامه. دخلت بيوت المان و كانوا يعملون حساب انني مسلم فيختاروا آكل مناسب لي لدرجة كل من تقاطعت حياته من الالمان و يعود لمدينتي يتصل بي يريد نلتقي و نلتقي وكاصدقاء نمزح و نضحك و نتذكر. لم يتجاوز أحد منا حدوده و حتى امام البرفسورات فقد كنت شخصية مجتهدة لديهم يدعموني بالكتب و العمل و كنت اشعر بالفخر أن بداية كل محاضرة يقف البرفسور امامي لتحدث معي كاجنبي وانا في الصف الأول أمامه يعطيني بعدها الورق ومني الألمان يصورها. و عندما كنت طالب كنت انا متحدث الطلاب في تخصصي و كنت جسر ترابط بين كل الاجانب والجامعة والمدينة والكنيسة ولم اكن في الصفوف الخلفية أو تكملة عدد أو في الظلام بصراحة, لدرجة حتى في قاعة المحاضرات مقعدي هو أول صف في كل الدراسة, اي ٣ عقود في الغرب ومختلط بالالمان و عندي وظيفة محترمة ودائمة لايستطع احد طردي منها ولو فلست المانيا ومطلع على التاريخ والثقافة الغربية وحتى التوجهات الدينية المسيحية من كتبهم و وقفت في الكنيسة أتحدث عن ديني وفي الجامعة عن بلدي في محاضرات عدة و بشكل مفصل و اقف في قاعات المحاضرات منذ ٢٠٠١ أمام طلابي الألمان والاجانب وتخرج تحت إشرافي المباشر اكثر من ٨٠ دكتور و مهندس اكثرهم في مفاصل صناعية و تم انتخابي رئيس تحالف صناعي مكون من ٦٠ مركز بحث وشركة صناعة حتى نهاية العام ٢٠٢١ و نشرت أكثر من ٣٢٠ بحث علمي دولي محكم وادرت أكثر من ٣٧ مشروع صناعي إلى اليوم و وقفت في أكثر من ١٠٠ مؤتمر دولي و ورشة عمل أتحدث وعندما ادخل اي ادارة عامة هنا اجد فيها من اعرفه من الالمان فأشعر انني في وطني و في عالمي و بصراحة حتى اسم الشارع الذي اسكن به هو اشتق من اسم بيتي, و الذي يعتبر تحفة الشارع ويعود تاريخه لاحد الفرسان النبلاء وموجود حتى تاريخه في الموسوعة. وفي جميع هذه المحطات كنت انا ذلك المسلم العربي اليمني, الذي مرتكز على تراثه وحضارته ودينه منفتح على الثقافات الاخرى و ليس منسلخ, ليس مهزوز ولا متذمر فكسبت احترام من حولي و ثبات ذاتي و وضوح طريقي اي لم اجد انني خريج جامعة الايمان في سيرتي. و الان لكم ان تعرفوا انني واحد من جيش من العرب المسلمين, الذين هم مثلي او افضل مني في الغرب من القيم, التقي الكثير منهم في مؤتمرات همنا الذي لا يغيب مجتمعاتنا و نهش الامم بهم, اي دينك وحضارتك وقيمك لن يكونوا لك عائق او حجارة في طريقك اينما تكون و انما جدران تحميك و تجعلك تستمر غير مكسور او مهزوز او ذو عقدة نقص, محصلة ذلك تكون مقتنع بذاتك و متصالح مع دينك و مجتمعك و ما حولك.

و الان يدخل واحد اوروبا أو أمريكا له كم اسبوع و حصل له اهتزازات اكثر من التيار المتردد على قولتنا قلبت كيانه و شغل عباد الله بامور شخصية لاتهم احد، هذا و أكثر من يعرفهم فقط من هم مثله مثلا أو اشخاص بعدد اليد من أبناء الغرب و لم يعرف من الغرب الا ما كتب بالعربي أي معلومات سياحية وصار يمدح و يتغنى بالغرب و سياسته و يسوق نفسه انه ركيزة الثقافة والعلمانية و السياسة و ينتقد هذا بالدين الإسلامي وذاك بالحضارة الإسلامية و اخر باللغة العربية ورابع بالمجتمع و خامس يريد منا اعتذار عن الفتوحات الاسلامية و لو فكر اي منهم فقط من هو في الغرب و ما ميزاته و اين سوف يكون بعد ٥ سنوات سوف تجده يعرف انه يعيش عالم افتراضي و ليس له هنا قيمة و لو صبغ شعره اشقر.

واخيرا اذا كان سكان الصين مرتاحين باكلاتهم الشعبية التي قد لاتعجبك هل علينا ان نقنعهم ان الهمبورجر الامريكي افضل لكي يستمروا في هذه الالفية و عليهم يفتحوا مكدونلدز ويغلقوا مطاعمهم الشعبية لأنها عائق امام مواكبة الحضارة، لكي ترتاح انت و تكون مهم ؟.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي