عندما يكون المسؤول غبيا لا يفرق بين الدم والماء

محمد الحذيفي
السبت ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ١١:٢٤ مساءً

خمس سنوات على التوالي ، وتعز تحاصر ، وتقدم الدماء الزكية ، في سبيل عزة ، وكرامة تعز ، والوطن ، ورفضا للمشروع السلالي الإيراني الإجرامي ، الذي لا يستهدف تعز فحسب ، ولا اليمن لوحدها ، وإنما المنطقة برمتها ، وبفعل عزيمة ، واصرار ابناء تعز على هزيمة المشروع الفارسي الإيراني ، فشلت كل الألوية العسكرية التي اعدها الرئيس السابق صالح مع حلفائه الحوثيين حينها ، وفشلت الميليشيا بعد ان استفردت بالقرار بعد غدرها بالزعيم صالح ، فشلوا ايضا ، في تحقيق أي انجاز يذكر ، وذلك بفضل التضحيات ، والدماء الزكية التي تسكب في محراب تعز ، والوطن.

واصبح اصرار تعز على الإنتصار ، والتضحيات التي تقدم ، والدماء التي تسكب الى اليوم ، في سبيل ذلك ، معادلة لا تقبل القفز عليها ، ولا تقبل انصاف الحلول ، والقرارات المرتهلة التي تطعن تعز ، والوطن من الخلف ، ومن يحاول فعل ذلك ، فإنما يكتب على نفسه سرعة الرحيل من المنصب الذي هو فيه ، والعبر بكثيرين سبقوا المحافظ نبيل شمسان ، الذي تتحدث الأنباء عن تعيينه متحوثا حرض على تعز ، وهاجم المملكة ، ووصفها بأقذع الأوصاف ، وهي التي تقدم الدم الى جانبنا ، كما يقدم ابناء تعز الدم ، في سبيل تخليص اليمن من المشروع الظلامي الإيراني ، وهذا القرار ، إن صح ، فإن المحافظ نبيل شمسان تجاوز كل الخطوط الحمراء ، وقطع كل شعرات معاوية ، واصبح في الضفة الأخرى لتعز ، لا يمثلها لا من قريب او بعيد.

ان القفز على معادلة الإصرار ، والتضحية ، والدماء ، مخاطرة غير محسوبة العواقب ، واستهانة كبيرة بكل بدماء الشهداء ، والجرحى ، وبتضحيات تعز ، واصرارها على الإنتصار ، واذا ما ثبت فعلا ، أن المحافظ نبيل شمسان عين مديرا عاما لمديرية المخاء ، متحوثا ، وهو الذي ولغ بدماء ابناء تعز ، وكان من اشد المسيئين للمملكة ، وتسجيلاته محفوظة ، ومؤرشفة ، فإنما يكون بذلك ، وجه طعنة غادرة لأمه تعز ، ولأسر الشهداء ، ولدماء الجرحى ، ولشرعية فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، وللمملكة العربية السعودية ، وسجل بذلك نفسه مع اعداء تعز ، والوطن.

انا كأسرة شهيد ، لا مانع لدي من تعيين ، أي شخص غرر به ، وكان مع الميليشيا ، ولم تتلطخ يده بدماء ابناء تعز ، واليمن ، ولم يحرض على قتلهم ، ولم يشارك بذلك ، وانضم الى الشرعية بصدق ، واخلاص ، معترفا بفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، ومؤيدا للجيش الوطني ، في محاربته للمد الفارسي الإيراني ، ولكل الجماعات ، والميليشيات الخارجة عن القانون ، وعن وزارتي الدفاع ، والداخلية ، ومؤسسات الدولة ، اما الملطخة ايديهم بدماء اليمنيين ، وقفزوا يتقمصون بالشرعية رداءا يسيئون به للشرعية ، وللجيش الوطني ، ويتخندقون مع الجماعات ، والميليشيات ، التي ترفض الإنضواء تحت مؤسسات الشرعية ، فهولاء ، ومن يعينهم اعداء للوطن ، وللشرعية ، ولأسر الشهداء ، والجرحى.

لمحافظ محافظة تعز ، وكل مسؤولي الدولة ، لا تكونون ، في صفوف الأغبياء ، الذين لا يفرقون بين الدماء ، والماء ، وتجلبون لأنفسكم الخزي والعار ، بتعيين المتردية ، والنطيحة ، والمرضى عقليا ، ووطنيا ، هذه دماء تسكب في محاريب الوطن ، وفي جباله المقدسة ، في سبيل تخليصه من المشاريع الإيرانية ، ومن لف حولها ، فلا تمدون طوق النجاة لهذه الميليشيا ، بقراراتكم الغبية ، والغير مسؤولة ، فعندما يراكم قادة الميليشيا ، انكم بهذه العقليات السمجة ، والغبية ، سيرسلون لكم بعتاولة قياداتهم يعلنون الإنظمام لصفوفكم ، لتمنحوهم المناصب والمكاسب ، ويكملون دائرة الإجهاز على الشرعية باسم الشرعية.

نتمنى كأسر شهداء ، وجرحى من فخامة رئيس الجمهورية ، تصحيح كل قراراته ، بالإتكاء على الأحجار الصلبة ، التي تعينه ، وتسنده ، ولا تفرط بشرعيته ، وتحافظ على دماء الشهداء ، والجرحى ، وقبل كل ذلك ، تحافظ على وطن واحد موحد ، لا مكانة فيه للميليشيا ، واذيالها ، كما نتمنى من محافظ تعز إن كان قد خدع ان يسارع لتصحيح قراره ، وان كان القرار غير صحيحا ان يوضح للناس ذلك.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي