يذهب كل لبلده بعد إنفضاض السامر !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٠٢ صباحاً

 

نعيش كعرب في الغرب منذ عقود طويلة لدرجة ان هناك جيل من ابنائنا و اخواننا لا يتحدثون العربية بحكم ميلادهم و حياتهم هنا و رغم ذلك يرافقنا- اي من هم خليط ثقافة مهاجرة- دائما ما يطلق عليه الهم الذي لا يغيب. العرب و المسلمون متواجدون في كل مدينة و في كل شركة و مصنع و هناك من هو في مفاصل انتاجية مهمة, و هناك شريحة كبيرة في مراكز ابحاث و جامعات و هم بالصفوف الاولى تجدهم بشكل واضح في المؤتمرات الدولية و قاسمهم المشترك هو النجاح و الاجتهاد و المثابرة وتحقيق المزيد من اثبات الذات اي المنافسة في بيئة غربية عنيفة لايوجد فيها مكان للصدفة او ضعيف التأهيل. تجد الكثير جدا منهم مرتبط بقيمه و وطنه واهله, محافظ و ملتزم او اقلها راكز في ثقافته و منهجه, القاسم المشترك بينهم ليس ذلك فقط و انما السخط من حالة منطقتنا العربية بالذات من سياسة ألانظمه الحاكمة و الجماعات الدينية المتشددة. عندما نلتقي لانتحدث عن العلم فقط و انما عن اوضاع اوطاننا و هموم المجتمعات العربية و بالذات التنمية والمنافسة. ينتهي المؤتمر و نتبادل الكروت و نودع بعض و نحن نشاهد بعد إنتهاء فعاليات المؤتمر الكل يرحل الى المكان، الذي فيه جذوره و روحه.

فيذهب الالماني الى المانيا و الياباني لليابان و الفرنسي الى فرنسا و البرتغالي الى البرتغال, بل و صار ايضا الهندي يذهب للهند و الصيني الى الصين, إلا نحن العرب نذهب الى الوطن البديل, نجلس امام جهاز الحاسوب او امام التلفاز بعد انتهاء العمل و الاجازة نحاول ننقل احلامنا و تطلعتنا للمجتمع او نلعن الوضع, الذي جعل اوطاننا يديرها الجهل و التخلف فتوقفت التنمية و انشغلنا بالمليشيات. حتى الاجازات كان يمكن ان تستغل لتشكيل فرق لعمل ورش عمل داخل الوطن بتنسيق مع السفارات مثل ما يعمل الهنود و بقية شعوب الارض اقلها لنقل المعرفة لمراكز التعليم في الوطن و لنقل افضل ما يوجد في الغرب من سلوك و عمل. واقع الضياع و اهدار عقول الامة و شبابها و مستقبلها في منطقتنا يلخصه تجمع علماء الأرض في المؤتمرات في اي تخصص في اي مكان في الغرب عندما تنظر ان عقولنا لا تنبت ولا تستمر في بيئتنا ولا تعود ولا يراد لها ان تعود.

نحن كمغتربين عرب نستطيع عمل الكثير ليس فقط نقل المعرفة و الثقافة وتوطينها و اعادة التأهيل و بناء جسور استثمار و تنمية و تواصل وسياحة و انما ترك اثر. كل واحد منا نجح هنا يستطيع نقل جزء بسيط مما حوله للوطن ان توفر الجدية و الاطر, فالهنود والصينيين ليسوا افضل منا في الغرب عندما نقلوا ما وجدوه امامهم لوطنهم. واحد بيقول انتم لم تحاولوا حتى تعملوا شيء ؟ و هذا غير صحيح فهناك جهود كثيرة ترتطم بمفاصل الدولة و الصراعات و لو نظرت فقط لحالي كواحد من العشرات الذين حاولوا لفهمت الامر.

فعني كشخص لو تركت اعمل من مكاني هنا بعلاقتي بالجامعات الالمانية و الدولية و الشركات كنت ساهمت في بناء مدينتين تعليمية في صنعاء و تعز و اخرى ثالثة في المهرة لاسيما و الرؤية كانت واضحة امامنا وقتها بعد ان وافق الاطراف الالمانية و الرئيس هادي و امين العاصمة و ايضا محافظ تعز على ما طرحنا. و المضحك يومها انني اخذت تكليف الرئيس هادي بعد ان امليت عليه و كتبه بيده امامي و سلمته عبر مستشاره لمدير مكتبه يطبعه و يعمل عليه ختم الدولة لكي يكون للورقة امام الجهات الالمانية رمزية مهمة للدولة اليمنية لاسيما و نحن نطلب دعم الالمان للمشروع و اشراف جامعتي لمرافقة المشروع من الناحية الاكاديمية. التكليف كان واضح انه يكلف الدكتور ايوب الحمادي بالدراسات و المهمات و متابعة الجانب الالماني و طلبت من الرئيس يضيف ل اسمي طرفين كانوا معي احتاجهم, لكي تكتمل المهمة و دون ان نتعرقل و دون ان نكلف الدولة فلس واحد, وقد وافق الرئيس على الاقتراح.

المهم ارسلوا لي التكليف مطبوع لكن بعد ان تم حذف اسمي من التكليف في مكتب الرئاسة, فلم افهم لماذا ارسلوا تكليف لعندي وقد حذفوا اسمي. حذفوا اسمي ارتجال و من دون ان يعرفوا ان الاسم الغريب هو المشروع و فكرة المشروع و اداة الربط و التواصل مع كل الاطراف, اي التعليم الالماني و الجامعة الالمانية, التي اعمل بها هنا و السفارة الالمانية و بصفحة خاصة السفير الالماني و المهندسين و الفريق الاكاديمي و التعليم الفني و المهني في المانيا و التعارف و الثقة مع الالمان, و كل ذلك دون مقابل, فقط نريد نترك اثر, اي مشروع مدينة تعليمية المانية بدوني لا اعتقد سوف ينجح, و نحن رسمنا الانتهاء من ذلك خلال ٤ سنوات يكون و قفت المشاريع و نحن له دعئم في الغرب. بعدها اتواصلت معهم ".... لماذا تم تغيير الصيغة في مكتبكم، حيث وانت تعلم انني اعمل من دون مقابل من اجل اليمن؟ ففكرة المشروع والدراسات و الاطراف الدولية في هذا الامر هو حصيلة عملي. كيف يراد مني ان اساعد و اساهم في البناء في ظل عدم الوضوح في التعاطي مع هذه الامور. انا لا اعمل الا حسب قناعاتي وللاخريين الخيار...." . و رد عليا مدير مكتب الرئيس "...مرحبا بروفيسور أيوب حقيقة لا أتذكر التوجيه الخطي لكني واثق أن التوجيه المطبوع لم يخرج عن جوهره وعموما يمكنكم مراجعة مدير مكتب الرئاسة الجديد و تصحيح التوجيه إن لزم الأمرمع رجاء قبول فائق احترامي..." اي يعني اجلس افسر معهم سقوط اسمي هل يغير من الجوهر ام لا وانا اصلا من قدم المشروع وعليا اتابع بعدهم أن مشروع دون اسمي كركيزة اساسية للمشروع يفقد المشروع المعنى والاستمرار و انا اصلا مستنزف بالوقت يعني مش فاضي للعك. و لكم تصور ان هناك عشرات المشاريع التنموية من مغتربين , التي انتهت داخل مؤسسة الرئاسة او الحكومة. ولم اتوقف و ارسلت مهندس الماني بعدها لليمن لعند الشهيد هلال لكي نخط ارضية الفرقة الاولى مدرع كونه كان يريد ثلثها لمدينة تعليمية و مسح مباني سعوان و صوفان كون امين العاصمة كان اكثر حماس و وضوح وطموح و قد كان اكثر مصداقية و متخذ قرار رحمة الله عليه, و سقطت صنعاء و هرب الالمان بعدها و توقفت الدنيا و المحزن ان اليمن اعتصدت في وقت كان معنا فرص نكون بين البشر نستثمر كل شيء فيها بدل الانتظار لسلات الغذاء او نصف مرتب او التقسيم.

و في الاخير كما اورد صديق عربي امريكي بقوله يذهب كل لبلده بعد إنفضاض السامر، إلا نحن فنحن كرحالة الصحراء لم يستقروا بعد نواصل للمحطة القادمة في طريق الاغتراب.

المهم الان عندي اجازة أسبوعين نتابع وضعنا المعقد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي