لا يتركون شيء للصدفة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً

كل مرة اكتشف حاجة في الألمان تجعلني فعلا مؤمن انه الشعب الوحيد ، الذي لا يترك شيء للصدفة أو القضاء والقدر و مجهز حاله من زمان للمشاكل على قولتنا، كانت كوارث طبيعية أو حروب.

و لذلك مثلا عندما حصل فيضانات كبيرة في عام ٢٠١٣ لم يمت في المانيا كلها الا شخصين أو ثلاثة و واحد منهم مفقود كما اذكر واغلب الظن كبار سن أي مشكلة صعوبة الحركة سبب الوفاة.

و لفهم انهم لايتركون شيء للصدفة اعطيك مثال. ففي مدينتي هنا توجد قناة خلف المدينة و هي ما ينقذ المدينة من الفيضانات الكبيرة بناها القيصر قبل ١٥٠ سنة و كانت الناس مع انقطاع الفيضانات تستغرب، لماذا هذه القناة الفرعية خلف النهر و تدور حول المدينة. و عندما حصل الفيضان عرف الجيل الجديد الان، لماذا وجدت القناة، حيث تم توجيه النهر إليها فنجت المدينة و ممتلكات الناس من الكارثة و هذا مثال بسيط أن حساب كل شيء ثقافة متجذرة فيهم.

اليوم كان عندي المهندس المعماري و هو عجوز و يفهم بكل شيء يخص تخصصه البناء العقارات والقوانين والتصاريح وكنا نتحدث عن عمارة معروضة للبيع على النهر. و الغريب لي وليس له أن البدروم حق العمارة كبير جدا بشكل غريب والحيطان تعتمد على الأخشاب والسقف أيضا لكن في نفس الوقت الحيطان ليست سميكة مثل عمائر ١٩٠٠. العمارة ٤ ادوار وعمرها أكثر من ١٣٠ سنة أو ١٢٠ سنة تقريبا لكنها تطير العقل وحالتها جيدة وصمدت حربين عالمية لأنها تحت الحماية وفي العادة هذه البيوت في أفضل المواقع فتكون مثل الكنز من حيث القيمة والتسهيلات الضرائبية للمالك ولها ملفات توثيق غريبة أي لا تصلح حجر فيها الا بعد موافقة من الدولة وفي المقابل يتم دعمها بتخفيضات ضرائبية أو دعم مالي بمقدار ٤٠ في المائة مثلا. المهم اتضح ان هذه البيوت بنيت بهذا الشكل قبل ١٣٠ عام بحيث يتم فكفكتها أثناء الحرب اذا كان هناك اضطرار لكي لاتقف أمام القذائف حق المدافع المتمركزة في نقط خلفها. بمعني على جانب النهر تتفكفك العمارة بسقفها وحيطانها ويتم وضع ذلك في البدروم إلى نهاية الحرب, اي لاتبنى الا اذا كان البدروم قادر أن يحتوي على العمارة اذا تم فكفكتها؛ ويتم إعادة بنائها كما كانت اذا انتهت الحرب. قلت العمى علينا قبل ١٣٠ سنة وهم يفكرون هكذا ونحن هلكنا عباد الله وهلكنا املاكهم بقذائف المدافع ولا نعمل حساب البشر ولا لاملاكهم التي تعبوا من أجلها وفي هذه الالفية. و دخلت عمارة ثانية وعمرها أيضا من قبل الحرب العالمية الثانية و في البدروم يوجد باب بالحجار يمكن كسره بين العمارات ينقلك لعمارة ثانية واتضح أن ذلك كان قانون لكي يهرب السكان من البدروم لو سقطت العمارة اي يمكنهم الانتقال الى العمارة الثانية وهكذا و قد تم تنفيذ ذلك قبل الحرب العالمية الثانية ايضا اي يفكرون بالحفاظ على البشر من قبل الحرب العالمية ، ودخلت عمارة ثالثة قديمة ولقيت الخشب مطلي بنوع من الجس الأبيض وعرفت أن هناك قانون من قبل الحرب فرض ذلك لأن هذه المادة لاتساعد على الاشتعال وانتشار الحرائق، وهناك جسور حديدية على شكل حرف H وفهمت الان ليش درسنا في الميكانيك ذلك وحسابات القوى وهم يعرفون ذلك من ١٨٨٧ في بيوتهم.

المهم قدني من كثرة جلساتي معه افهم أمور ليست من تخصصي وصرت اقيم بيوت و عمائر واعرف نقط الكوارث فيها أن كان هناك خلل وكل ذلك من اصحابي الالمان. لذلك لو لقيت هناك مسمار في عمارة وضعه الماني لفكرت ان هناك حكمة من ذلك وليس صدفة. لكن لانفهم ان الشعب الألماني كان ناوي مشاكل من زمان ومجهز حاله وانما لايتركون شيء للصدفة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي