لازال العالم يثق بعبارة - ميد ان جرمني!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ١٣ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٥٤ مساءً

 

على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي و انعكاسه على نمو الصادرات الألمانية , لكن المانيا ستسجل ايضا هذه السنة أعلى فائض في العالم في الحساب الجاري حيث سوف يكون الفائض في الميزان التجاري 276 مليار دولار برغم ان ذلك اقل من العام الماضي 2018 حيث كانت القيمة أعلى اي تجاوزت 294 مليار دولار. بعد الالمان تأتي في المرتبة الثانية هذا العام اليابان بمبلغ 188 مليار دولار ثم تليها الصين بـ 182 مليار دولار. و يوضح الحساب الجاري أن البلد المعني أنتج أكثر مما استهلك. و لذلك تتعرض ألمانيا لانتقادات دولية منذ سنوات من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي و الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب فائضها. و هذا الأخير اي ترامب يرى بلده في وضع غير مؤات في التجارة و بالتالي لا يجد الا ان يهدد بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الالمانية لاسيما و الولايات المتحدة تعاني من أكبر عجز في الحساب الجاري في العالم هذا العام اي بحوالي 480 مليار دولار.

و كون الالمان ينتجون و يصدرون بشكل غير طبيعي وهم فقط اقل من ثلث الامريكان و اقل من سكان الصين بمليار و 300 مليون نسمة الا انهم بالميزان التجاري في مقدمة سكان الكوكب و هذا ليس جيد للغير, و لذا فالاتحاد الاوروبي حاول ايجاد حل و هو ان لا يرتفع الفائض عن 6 في المائة من ناتج الدخل القومي كحد أقصى كون ذلك يمكن تحمله على المدى الطويل. وهذا يعني فائض عند الالمان يقابله إلى ان هناك عجز يقف في طريق هذه الفوائض الكبيرة عند الغير و بذلك تنزلق الدول الكبيرة الى عجز و ارتفاع ديون بشكل كبير يمنعهم من مواكبة الالمان. و بصريح العبارة الالمان مكائن لا تتوقف فقد تجاوزوا حاجز 8,5 في 2015 و الان برغم الحرب الاقتصادي و معاناة العالم منها لازالوا فوق 7 % قياسا بالناتج المحلي الإجمالي اي صراعهم هو صراع جودة العقل.

بعد هذا التقرير تذكرت بسمارك رئيس وزراء مملكة بروسيا الالمانية فقد اغلق حدود المانيا لحماية الصناعة الالمانية لكي تتكون كقواعد للمستقبل و هذا ماجعل المانيا تتحول لدولة صناعية دون مستعمرات جعلت باريس و النمسا تستسلم لبسمارك و جيوشه في النهاية. هذا كان تقريبا قبل 130 سنة من الان, و في المقابل قام البريطانيون كاجراءات اقتصادية بختم اي بضاعة تصل من المانيا الى بلدهم "بختم صنع في المانيا" لتجنب شرائها و ليعرف الشعب البريطاني ان هذه صناعة الاعداء اي المانيا, و المضحك ان تلك العبارة صارت فيما بعد علامة الجودة في العالم للصناعة الالمانية وجعلتهم في مقدمة سكان الكوكب في الميزان التجاري.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي