فخامة الرئيس لا يمتلك عصا سحرية

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٠٩ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ١٢:٤٨ صباحاً

 "كما تدين تدان" و "الجزاء من جنس العمل" مقولتان أو حكمتان بليغتان تناولها الكثير من الناس قديماً وحديثاً تقال لمن يأتي بفعل سيء مشين ويعاقب بمثله ، أضف إليهما الحديث النبوي الشريف : وبَشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين ، وكل تلكم تحققت بحادثة مقتل علي عفاش التي تألم لها أعداؤه وأحباؤه معاً لبشاعة نهايته ، فكم من أم ثَكُلَت بفقدان إبنها وكم من طفل تيتم بمقتل والده وكم من إمرأة فقدت زوجها وترملت بمقتله أو بحسرته ، وكل تلك المآسي لن تحصل إلا في ظل حاكم ظالم يفتقد للعدل ومنزوع الإنسانية ونظامه جبروتي وفاسد إستأثر لنفسه الحياة الكريمة تاركاً شعبه يعيش ثالوث التخلف .

     قبل عامين تمت تصفية المجرم العدو التاريخي للشعب اليمني الذي أذاقه الهالك أشد وأنكى العذاب لثلاثة عقود من الزمن ، ومن قتله ومثل بجثته تلك الفئة الباغية الحركة الحوثية التي رباها وترعرعت تحت كنفه والتي تحولت لمليشيات إنقلالية ببركات الهالك علي عفاش وقتما قَوَّى شوكتها وسلمها الترسانة العسكرية ومَكَّنها كل إمكانيات الدولة ، وفي يوم مقتله بكى وتباكى عليه أذنابه سواء من عامة الناس أو من بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية ، وتناسى أولئك البَكَّائن والمتباكين عليه أنه كان سبب نكبة الشعب اليمني بسواده الأعظم ، ولم تذرف لهم دمعة لما وصل إليه حال وطنهم وشعبهم أكان في عهد رئاسته أو بعد خلعه من السلطة لاسيما وأن الشعب يسير فوق ثروات هائلة وعن يمينه وعن شماله وفوق سمائه وفي بحاره ووديانه وجباله وموانئه وجزره ثروات متنوعة ، وأصبح وأمسى يحيا كالرجل الغني الذي يمتلك ثروات طائلة ومحروم من التمتع بها لكثرة أمراضه .

    قبل أن يهَلَك علي عفاش ترك تركة ثقيلة لخلفه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من الفساد والمفسدين في الحكومة اليمنية عمرها ثلاثة عقود من الزمن ، ولم يكتفي بذلك بل وسعى في إفشال فخامته بكل وسائله الدنيئة وأشرك معه في هذه الحرب مليشيا الحوثي ، ثم تكالبت عليه قوى إقليمية ودولية حاربته سياسياً تارة وعسكرياً تارة أخرى للوصول لمطامعها في اليمن ، ولم يقف مع فخامته في هذه الحرب إلا القليل من الوطنيين الأحرار في الحكومة اليمنية وغالبية الشعب الذي إلتف من حوله ، ومع كل ذلك يأتي بعض الحثالات والسفهاء يطالبون فخامة رئيس الجمهورية بحسم الأمور وإنهاء الأزمة وكأنه يمتلك عصا سحرية ، أما أنا فأقول للوالد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كان الله بعونك وأيدك ونصرك على كل أعدائك ، ولا رحمة لمن كان سبب في ما وصل إليه وطننا الغالي  وشعبنا المكلوم من نكبات وسوء أحوال  .  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي