الحل للوضع الحالي في اليمن !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٧:٥٣ صباحاً

الحل للوضع الحالي المعقد و المغلف بنفس مذهبي ديني و مناطقي و حزبي هو تشكل تيار وئام وطني يمثل القواسم المشتركة للاحزاب و الجماعات اليمنية المختلفة في فلسفتها و اهدافها بمفوهما الشامل لبناء الدولة اليمنية. 

تيار ينطلق من مضمون سياسي يكرس اغلاق ملفات الحرب و الصراع و الانطلاق بعدها الى المصالحة و التعايش و ثم التنمية داخل المجتمع اليمني المختلف التوجهات والمذاهب و الاحزاب . تيار وئام وطني ينطلق من مضمون سياسي و دستوري و تشريعي يمنح حق حماية الكرامة و عدم المساس بها للجميع دون تصنيف مناطقي او حزبي او مذهبي او عنصري . تيار يمنح حق الوجود و العمل شرط التزام القوانين و ثوابت الدولة اليمنية المنبثقة من ٢٦ سبتمبر و ١٤ من اكتوبر ومن تضحيات الشهداء في تحقيق بناء الدولة اليمنية في محيطها العربي. تيار يكون الثابت له أن جوهر المصالحة هو القبول بوجود الآخر كمكمل للنسيج و الهوية اليمنية. تيار يكون محرك مجتمعي الثابت له أن جوهر التعايش هنا يكون بمثابة شوكة الميزان في بناء الدولة او الاستقرار او في إرساء علاقة متينة مع الجوار تضمن الاحترام المتبادل و بناء جسور تعاون تجعل اليمن في محيطها العربي مكون اصيل و ثابت.

كل تلك الثوابت تصب في إرساء التعددية على أسس ديموقراطية لا مكان فيها للاستثناءات و الإقصاء مما يشكل مسار لتطور الحياة السياسية متجنبا الاخفقات و النظرة القاصرة للاحزاب و الجماعات المختلفة و الدولة في العقود الاخيرة, التي أضاعت على البلد فرصاً تاريخية سياسية و تنموية للنهوض مما أطال أمد النزف و الخسائر من أجل مصادرة السلطة لفيئة معينة بعيد عن العودة الى الإذعان لمبدأ ديموقراطي أساسي و هو ضرورة التعايش بين أحزاب و جماعات متباعدة تحت خيمة القانون و المصلحة الوطنية. ايجاد تيار وئام وطني لا يمكن أن يترسخ ما لم نتكاتف و نتعاون كلنا لايجاد حلول عاجلة للمعضلات الاجتماعية المتراكمية من قبل الحرب و ما افرزته الحرب تمثلت في انتشار الازمات و الصراعات جعلت استقرار الدولة معضلة و دفعت بالكثير الى الارتهان و الاحتراب والاغتراب, فصارت حياة اليمني اشكالية معقدة تمثلت في انتشار البطالة و الجهل و السلاح و حتى تعثر آلة التنمية و الانتاج البسيطة مما جعلت البلد ارض خصبة لانتشار الجماعات المسلحة المختلفة, التي زعزت استقرار اليمن و المنطقة.

اليمن تحتاج تيار وطني يطرح أسلوباً علمي مبني على الواقع و تجارب الاخرين و وضوح الرؤية في مجابهة هذه القضايا. ولكي نغلق ملفات الماضي و ننظر للمستقبل بشكل علمي فان التيار الوطني يجب ان يتبنى في ادبيته و اهدافه مبدأ العدالة الانتقالية كونه خطوة اساسية في سلم المصالحة و الوئام الوطني مثل بقية دول العالم التي خرجت من حروب اهلية عنيفة, يجعل حسن تطبيقها يسهل في سرعة عملية الانتقال الى الديمقراطية على اسس سليمة يؤسس لمبدأ سيادة القانون و ترسيخ الطابع المؤسساتي لدولة المستقبل, و هذا يحتاج الى تضافر جهود اذ ان عملية استعادة الثقة في مرحلة الحرب و ما بعدها يعتمد بشكل رئيسي على حسن تطبيق مفهوم العدالة الانتقالية. و كون لدينا اجراءات معقدة و متشعبة في مؤسسات و هياكل الدولة افرزتها الحرب فالتيار يجب ان ينظر لتطبيق ذلك في الامتداد الزمني مثل بقية دول العالم التي خرجت من حروب اهلية عنيفة لاسيما و هنا قد تتقاطع مع عوامل مستقرة و متجذرة و جماعات تجد ان الحرب او عدم الاستقرار في مصلحتها, لكن هناك حلول لذلك.

اعرف ان البعض محبط و مستسلم او مهاجر او مستسهل, لكن زرع الفكرة و غربلتها اول خطوة, فكل مشاريع الاوطان بدأت بفكرة نظروا اليها انها صعب التحقيق. اقلها اعتبروا انفسكم خلايا لهذا التيار عندما يطفو على السطح و سوف يطفو مهما طال الوقت. لا يمكن أن نحلم بدولة دون دفع ثمن اقلها نتبنى الفكرة ونسعى لتحقيق ذلك .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي