فرق شاسع بين الجسرين الجويين..!.

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٣٥ مساءً

جمعة مباركة على الجميع هذا أولاً..؛ أما ثانياً :_فإن الولوج لحل القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية يبدأ بحسن النية في الملف الإنساني!؛ فالف مبروك للشقيقة الكبرى السعودية وللأخوة _غير المرتزقة وغير العملاء _ الحوثة على تفاهماتهما وتوصلهما لاتفاقات، هي الآن تنفذ على الواقع  براً وبحراً وجواً..!

ومن غير المصادفة، بل اظن أن الأمر مقصود.. أن نرى الجسر الجوي السعودي المتجه للعاصمة صنعاء في يوم الخميس الموافق ٢٨ نوفمبر ٢٠١٩ ، والذي دشن بنقل أسرى الحوثة؛ ولربما قد يتبعه إرسال  الغذاء والدواء،واظن هذا الفعل  هو مؤشر على نهاية حرب طال أمدها، جسر المملكة الانساني يذكرنا بذلك الجسر الجوي الحربي العدواني الإيراني الذي انطلق للعاصمة صنعاء عقب الانقلاب الحوثي على الشرعية..!؛ ،فشتان بين هذين الجسرين.. أليس كذلك..؟!؛ 

إن الجسر السعودي الحالي على ما يبدوا هو طي صفحة من العداء والقتال والقصف  وإرسال الصواريخ والطائرات المسيرة والمشاغلة على الحدود.. نرجو أن تكون هذه الخاتمة الانسانية، هي تدشين لعلاقة أخوية ندية تكاملية بين شعبين مسلمين جارين ، كما نرجو  أن تنهي الاحتراب الداخلي وكل هذه  الحرب العبثية والتي أكلت الأخضر واليابس ولم تجلب السعادة لا  للأشقاء ولا  لليمنين، فلا طائل منها ولا من مستفيد..!؛ أقول شتان بين هذا الجسر الانساني الأخوي وذلك الجسر الحربي العدواني والذي دشن  بُعيدَ الانقلاب الحوثي في العاصمة صنعاء، فلقد استقبل مطار صنعاء عشرات الطائرات الإيرانية  والمحملة بكل انواع وصنوف الأسلحة.. من الصواريخ وحتى ملايين الألغام ، والتي بسببها  تأذى  عشرات  الألاف من اليمنيين، وذلكم الجسر قد  جلب التدخل على اليمن من قبل دول التحالف العربي..!؛ 

أما ثالثاً :_ فكل ما نتمناه أن لا تكون الاتفاقات والتفاهمات السعودية الحوثية على حساب الشرعية، ولا على حساب استعادة  الدولة والجمهورية، وأن الذي حدث  ويحدث هو بالتنسيق الكامل مع الشرعية، وأن ما تقوم به المملكة  العربية السعودية هو  خدمة للشرعية  ولا ينتقص منها..! 

وأخيراً نتطلع لساعة اعلان إنهاء الحرب والانقلاب  معاً، ولاستعادة المؤسسات والشرعية وفق المرجعيات، وفي أسرع الآجال، ولفتح صفحة جديدة من العلاقات الجيدة  بين السلطة الشرعية والمكونات السياسية  اليمنية جميعها  من جهة، وبين جميع  دول الجيران وفي المقدمة طبعاً المملكة العربية السعودية..؛ نعم! علاقات ودية متكافئة لا تقوم ولا تعتمد  على القوة أو التلويح بها أو استخدامها، وإنما على التفاهم والتعاون  والتكامل في جميع الملفات والقضايا والمحاور وأهمها في ظني الملف الأمني واعادة الاعمار والتنمية المستدامة والتي ستستخدم لخدمة  جميع أبناء الجزيرة والخليج العربي..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي