الوزير لم يقدم استقالته!!

كتب
الجمعة ، ١٣ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٢٤ مساءً
بقلم: أحمد الزرقة 1 مكتب وزير الداخلية ينفي استقالة الوزير، ويقول: إنه يؤدي عمله بشكل اعتيادي.. يحدث هذا في اليمن بشكل طبيعي، وكأن لا الوزير ولا المسؤولين الأمنيين معنيون بالحفاظ على أرواح الجنود، وقبل ذلك سلامة أمن واستقرار البلاد. يستمر الوزراء والمسؤولون الأمنيون والمسؤولون التنفيذيون في مناصبهم، على الرغم من فشلهم في أداء مهامهم دون أن يشعروا حتى بتأنيب الضمير، ودون أن يتم محاسبتهم أو تقديمهم للمحاكمة أو حتى استجوابهم وتوجيه اللوم لهم. يحدث هذا لأن قيمة المواطن اليمني لا تساوي شيئاً في نظر الساسة، ولأن الأطراف السياسية مستمرة في الصراع العبثي؛ سعياً وراء إحراز مكاسب سياسية رخيصة حتى وإن ضحت بأمن البلاد والعباد. 2 وتتحول الحكومة الوفاقية لمجرد أداة في أيادي الأطراف السياسية وتدخل ضمن أدوات المكايدة والمزايدة والانتقام من اليمنيين وإرسالهم للمحرقة كقرابين للكرسي اللعين. ما لم يتم إنهاء الانقسام في المؤسسة الأمنية والتحلي بروح المسؤولية والوطنية واستشعار خطر المرحلة التي تمر بها البلاد، فإنه لا يمكن أن نخرج من دوامة الفوضى والعنف والتدمير النفسي والمعنوي للهوية والذات اليمنية. 3 بدلاً من الاكتفاء بتبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية حول واقع المسؤولية الجنائية، يجب على كل طرف أن يقدم قرائنه وبراهينه التي دفعت به لإطلاق تلك الاتهامات، ويجب ألا يتحمل مسؤولية تلك الاتهامات التي يجب أن يقوم النائب العام وأجهزة القضاء والأمن باعتبارها بلاغات كاذبة، تهدف لتوسيع الهوة والكراهية بين اليمنيين وإخفاء الحقيقة والتستر على الجناة والقتلة الحقيقيين. 4 استمرار تعامل الأطراف السياسية والأجهزة الأمنية مع حوادث التفجيرات بنفس العقلية التحفظية لا يخدم البلاد ولا يفيد الحقيقة الغائبة، يجب أن تعلن نتائج جميع التحقيقات في الجرائم الإرهابية للرأي العام، وألا يستمر التستر على الجناة ومن يقفوا وراء مثل تلك الأعمال، وأن يتم وقف تضليل الرأي العام، واستغلال تلك الحوادث للنيل من الآخرين عبر نشر معلومات كاذبة واتهامات مضللة، وألا يتم التضحية دوماً بالأبرياء والزج بهم في متاهات الخلافات السياسية؛ لتسويق يقظة الأجهزة الأمنية المعنية بالحرب على الإرهاب. فما دامت الدولة قد قررت المضي في طريق الحرب ضد تنظيم القاعدة فعليها أن تتحلى بالمسؤولية في تلك الحرب؛ لأنها حرب كسر عظم، لا مكان فيها لأنصاف الحلول، ولها تكلفتها الباهظة، والتي من مسؤولية الأجهزة الأمنية تخفيفها وتجنبها قدر الإمكان، وإلا فإن عليها تغيير سياستها والبحث عن مسارات أخرى تؤدي لحل المشكلة وتحافظ فيها على سلامة وأمن البلاد والعباد. 5 كنت صباح يوم أمس الخميس في موقع حادثة الهجوم على طلاب كلية الشرطة في بوابة الكلية الجنوبية، وأحزنني ما رأيت هناك، فدماء الشهداء مازالت على الأرض، ولا يوجد حاجز أو سياج حولها، وتقوم السيارات والناس بالمرور فوقها، دونما احترام لتلك الدماء أو لذكرى الشهداء الذين سقطوا في الاعتداء، وهذه مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق مدير الكلية ووزير الداخلية، ماذا كان سيحدث لو قامت إدارة الكلية بوضع سياج حول المكان ووضع حراسة عليه احتراماً لذكرى من فقدنا؟. 6 بالأمس أيضاً قام عدد من شباب مبادرة (لون جدار شارعك) بزيارة مكان الحادث، وقاموا برسم جدارية وحيدة على جدار كلية الشرطة، وأهدوها لأرواح الشهداء. لك الله يا يمن.. وهذه نتيجة سيئة لمن يستأمن الذئب على حكم البشر.. وهي لعنة الثورات التي تسرقها التسويات. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي