وحتى لا تصاب يا رئيسنا  بالندم.. فأقبل تنبيهنا وتحذيرنا..!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٢١ مساءً

ما أزال أكتب عن الرئيس هادي الذي أعلم، والذي أتخيل، متجاهلاً حجم ونوع الردود السلبية التي تكال ضدي..!،  ما اعرفه هو أن الرئيس هادي  شجاع، كبير، سياسي، ذكي، وقائد محنك ،و الشجاع لا يجبُن في كل الظروف، والكبير لا يصغر مهما كانت الصعاب والتحديات، و السياسي لا ينضحك عليه في جميع الأحوال، والذكي لا يُخدع ولا يمكن لأحد أن يستغبيه.. فالرئيس هادي قائد كبير بكبر اليمن والاقليم والعالم..!؛

والكبير مهما تعاظمت عليه الأمور واشتدت يبقى كبيرا، ومهما مورس عليه من ضغوط، ومهما تعددت أشكالها والوانها، فإنه  يخرج منها دون رضوض أو كسور  أو أية إصابات مميتة؛ و لأن حكومة الرئيس هادي الشرعية قد وقعت اتفاق الرياض مع الانتقالي المتمرد لاستيعابه واذابته في جسم الشرعية؛ فلا أشك أن الرئيس  سيوظف ذلك الاتفاق لصالحه والصالح الشرعية، فإن لم..؛ فإنه سيعمل على تقديم الأخر على أنه المعرقل لما وقع عليه وهو فعلا كذلك..!؛ 

وما يُدار من أشياء واخبار عن أن اتفاق الرياض قد تزامن مع مباحثات مماثلة مع الحوثين من قبل التحالف، وهناك من يبشر بقرب التوصل لاتفاق نهائي مع الحوثي، بل و اشراكه بحكومة المناصفة الشمالية الجنوبية التي وقع عليها بالرياض، وكثيرون يسوقون الدليل الذي يؤكد على أن يحدث ذلك، فزوال عاصفة الحزم وانتهاء بيانات التحالف العسكرية من جميع وسائل اعلام التحالف العربي والإبقاء فقط على إعادة الأمل احد الأدلة القوية ، إضافة إلى إقرار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن غريفيث  بتخفيض وتيرة العنف و القصف والقتال بما نسبته 80‰ في كل الجبهات والمناطق في اليمن، لهو مؤشر على تفاهمات من هذا النوع ..!؛لكن.. كل هذا هو عامل قوة لا ضعف للرئيس هادي، لأن الجميع يدندن في إطار شرعيته، والانخراط بإيجابية فيها لا إلغائها..؛ وعليه فمن غير الممكن أو المتوقع أن يكون الرئيس في موضع ضعف نهائياً، ولا يمكن أن يخضع  أو يستسلم أو يحدث أي أذى لأعمدته وصقوره، فإن فعل ذلك فلا شك أنه سيعدم نفسه وشرعيته بيده، وستكون بداية النهاية له ولشرعيته والولاء له من كل مسؤول أو نصير..؛

لأن الصقور ببساطة بعكس ما يتداول أو يتردد من أنهم محرضين وينبغي ازاحتهم من المشهد، فلم يكونوا  معتدين ولا مخالفين للدستور ولا للمرجعيات الثلاث ، بل كان معتدى عليهم وعلى شرعيتهم فواجهوا بما يستطيعون من تصريحات ومن تفنيد لخطاب الأخر، ومن  الدعوة لرص الصفوف ورفض التمرد، وهذا يحسب لهم لا عليهم.. !؛ 

واعتقد، بل وأجزم من أن ما يُسرب عن إيقاف الميسري والجبواني ومن صدور توجيهات بعدم تنفيذ تعليماتهما من قبل الأجهزة المختصة المعنية بحكم موقع كل واحد منهما، هي تسريبات مفبركة وغير صائبة على الإطلاق ، و أي متابع دقيق يقرأها  بأنها تسريبات يقوم بتسويقها العاجزون عن اقناع فخامة الرئيس إزاحتهم  ، فالتسريب يقوم به المقهورون والفاشلون الذين لم يحققوا من اتفاق الرياض  ما كانوا يحلمون أو يرغبون ، ويدل على أن الرئيس قد أفشل جميع الضغوط عليه لتحقيق أي قدر ولو بسيط من ذلك، وأصبح الواهمون الانتقاليون ومن لفّ لفهم يحلمون ويترجونه إزاحة رجالاته المخلصين عن مركز صنع  القرار في الحكومة الشرعية، ويتوددون له أن يفعل ذلك في التشكيلة الجديدة، فظني إن لم يكونا بمواقعهما الحالية،  سيكونان  بمناصب عليا..؛

لا مغادرة المشهد السياسي، لأنهما اصبحا رمزين وطنيين جماهيريين، لذا نطالب الرئيس أن يكون كما هو العهد به، قوي صاحب قرار وفيّ لمن يخلص له،  وأن لا يخضع للابتزاز أو المساومة أو الضغوط، وأن يبقى كبيرا كما هو ولا يلتفت للظنون والتنجيم ولا ينفذ أجندة من يريدون الوقيعة بينه وبين اعمدته الكبار، هذا فقط تنبيهنا وتحذيرنا رئيسنا التنبيه، فينبغي عليك الاحتراز.. التحية لك اخي الرئيس  ولكل مخلص وطني غيور يريد رفع راية اليمن خفاقة دون انتقاص في القرار أو السيادة أو في الموقف..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي