عدن تختنق بالسياسة

فؤاد التميمي
الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً

تدور اليوم نقاشات ومجادلات محمومة من سيكون محافظ عدن القادم من يستحق ان يكون محافظ لعدن وكيف سيتم اختيار المحافظ وكل جهة  تسعى بكل ثقلها  من وسائل اعلام وكتاب وسائل التواصل البطش باي شخصية تدور حولها التكهنات انها ستكون صاحبة الحظ لادارة محافظة عدن  وفى المقابل الترويج لشخصيات اخري ترى بعضها انها ستكون افضل بالنسبة لتيارها لكن فى الحقيقة الحديث عن عدن يحتاج الوقوف امامه من زاوية اكثر دقة الا وهى  زاوية الايمان بالمدنية  من يؤمن بعدن كعاصمة مدنية خلاقة يؤمن بان كل مواطن فيها وكل ساكن فيها عنصر مهم فى مسار البناء والتنمية والامن لهذه المدينة المميزة من يؤمن ان اختطاف مدينة كعدن وجعلها ساحة للحرب والاقتتال الداخلى والصراع وتعريض اهلها كل اصناف القتل والترويع والترهيب انه جريمة يجب ان لا تعود مرة اخرى 

 من يؤمن بفرصة عدن التأريخية لان تتربع  على عرش التنمية الاولى وذات الاولوية فى توفير كافة الخدمات والبنى التحتية وجعلها قبلة للعمل والاستثمار والسياحة  من يؤمن بالبعد الدولى لعدن الذي ينظر لها كمقياس ومحور مهم للحل فى اليمن فانتصار عدن فى الامن والتنمية وتطبيع الحياة هو بداية الانتصار ضد الحوثى الداعى للموت والحرب والفناء ان صناعة النموذج فى عدن سيعطى الامل لكل اليمن بمستقبل اخر اكثر امل  ولذلك من لا يؤمن بمدنية عدن وطابعها التأريخى المدنى وعناصر مدنيتها المعروفة فلا ينتظر منه ان يقدم شيئ  وعناصر مدنيتها هى مبدأ سيادة القانون و سيادة القانون هي الضامن للحقوق الفردية والعامة والتركيز  على السلام والتسامح والعيش المشترك  وحترام وضمان التعددية واحترام الرأي الآخر.

الحفاظ  على أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والفكرية و حماية  حقوقهم  وضمان حرياتهم العامة بحيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات وتكريس التسامح وخطاب المحبة والسلام واحترام الآخر.

وباختصار فإن جلباب غير جلباب  المدنية  وسيادة  القانون لا ينطبق على مدينة كمدينة عدن بحضورها وتأريخها وكل من يحاول اختطاف مدنية المدينة المسالمة سيفشل لا محالة  فعدن تتنفس بالاقتصاد وتختنق بالسياسة وتتزين بالتعايش  هذه ثلاثية يجب ان يدركها كل من  اراد ان يفهم طبيعة هذه المدينة ومفاتيحها الحقيقة للحياة  ومن يحاول جرها الى مربعات اخرى  سيجنى عليها  وعلى مستقبلها وفرصها المتاحة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي