تتار القرية يجتاح العاصمة عدن ويعبث بها

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٣٣ صباحاً

خلال يوم واحد فقط إستفزتني مجموعة من الصور والأحداث كان مرتكبيها مجموعة من تتار القرية الذين إجتاحوا عدن بعد تحريرها ، فهناك غرفة محول كهرباء تبنى فوقها عمارة .. وهناك ثانوية تُبنى عمارة داخل حرمها .. المتحف العسكري في مديرية كريتر وهو معلم تاريخي تحولت واجهته الأمامية إلى محلات تجارية ..  حتى المعلم التاريخي صهاريج الطويلة وعمره آلاف السنين بداخله مجموعة من المنازل .. وسائق تاكسي يُقتل برصاص التتار وتُحرق جثته وسيارته معاً .. وعمال النظافة يهددهم تتار القرية بقوة السلاح على العمل دون وجه حق .. كل هذا يحصل في عدن ولم نرى تحرك حكومي أو شعبي يكبح جماح تتار القرية ويوقف عبثهم في المدينة التاريخية وعاصمة اليمن .

      مظاهر مقززة لم تشهدها عدن منذُ آلاف السنين إلا حينما إستلم إبن القرية وأحد تتارها عيدروس الزبيدي إدارة محافظة عدن كمحافظ لها ، في ذات الوقت الذي عُيِّنَ فيه أحد التتار الآخر شلال شائع مدير إدارة أمنها المفقود وإثنينهما من الضالع وكأن عدن التاريخ والحظارة لم تنجب أكفاء يديرونها تنموياً وأمنياً ، وهذين المخلوقين جاءا مشمرين سواعدهما راغبين بإلتهام عدن ، وعندما شبعا دعيا بنو جلدتهما ليلتهما ما تبقى منها ، وكأنه عمل ممنهج ومخطط خبيث لمسح المعالم التاريخية لعدن وتدمير إرثها الحظاري التي إشتهرت به ، بالإضافة إلى تحويلها مرتع آمن للمجرمين واللصوص وعصابات الفساد وتجار السلاح المخدرات والرذيلة .

     على مر جميع الأنظمة التي حكمت عدن والإستعمار البريطاني وما قبله لم يتجرأ أحد على أي معلم تاريخي أن يبسط عليه أو يبني ولو حجراً واحداً ، ولكن تتار القرية ذو الوجوه الوقحة وأصحاب الشعارات الثورية الزائفة بإستعادة دولة الجنوب تجرأوا على الحبيبة عدن وطمسوا كل جميل من وجهها الكلثومي ، واللافت للنظر أننا لم نسمع أو نشاهد أن مواطناً عدنياً قد تجرأ وبسط على أرضية أو ملعب أو حديقة أو متنفس ، وكل ما شاهدناه من مظاهر وإنتهاكات بحق عدن كان أبناءها مطبقين أفواههم ومتصلبة أجسادهم ويشاهدوا مدينتهم وهي تتألم فلم يتفوهوا بحرف واحد وكأن الأمر لا يعنيهم .

     عدن تتألم بصمت وأبنائها يشعرون بألمها ولكنهم لا يحركون ساكناً ، عدن تستنجد وتستغيث بصمت يا من كنتوا أبنائها ، فإن لم تتخلصوا من الخوف والرعب الذي بثه في قلوبكم تتار القرية فورب الكعبة ستكتوون بنار التشرد ، فلا يزال تتار القرية يشعرون بالمزيد من النهم طالما وأنكم ساكنون صامتون لا أرواح بكم ولا غيرة تمتلكونها تجاه مدينتكم ومسقط رأسكم ، إنتفضوا فغيركم لن ينتفض بدلاً عنكم لإنقاذ مدينتكم ومن ثم إنقاذكم حالما يصيبكم الضرر من هذا التتار القذر ، كيف لكم تزعمون أنكم من حرر مدينتكم عدن من مليشيا الحوثي وأنتم ترتعد فرائصكم أمام تتار القرية وهم أجبن وأحقر الخلائق ، إنتفضوا يا أبناء عدن ضد عبث تتار القرية الذي أحدثه في مدينتكم ، فمن حرروا مدينتكم من مليشيا الحوثي لن يعودوا لطرد التتار فأجسادهم وارتها القبور وأرواحهم عند بارئها .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي