اللعب بـ "النار"

كتب
الجمعة ، ١٣ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:١١ مساءً
    بقلم: عبدالعزيزالهياجم جاء تراشق الاتهامات بين الأطراف السياسية بشأن الحادثة الإرهابية التي وقعت عند بوابة كلية الشرطة , لتثير مجدداً بعض الظنون والشكوك بإمكانية أن يكون هذا الملف الخطير أيضاً واحداً من أوراق اللعبة بين الفرقاء . وفي الوقت الذي تحدثنا مراراً وتكراراً عن أن مجرد جعل الخدمات الأساسية كالكهرباء والمشتقات النفطية ساحة للصراع وتصفية الحسابات، هو أمر يكشف حقارة من يقف وراء تلك الأزمات ..فماذا يمكن أن نقول بشأن من لا يتردد عن استخدام «الورقة الأمنية» وتوظيف العمليات الإرهابية في إطار الصراع السياسي بين مراكز القوى ذات الثقل العسكري والنفوذ القبلي , وأي توصيف يمكن إطلاقه على أولئك الذين إن هم حكموا لا يتورعون في نهب هذا الشعب وامتصاص خيراته , وإن هم أُزيحوا، وظفوا كل الأموال التي جمعوها وكل الأدوات التي امتلكوها وكل الطاقات التي تدين لهم بالولاء في سبيل تدمير كل شيء جميل وهدم كل منجز تحقق وخلق كل مناخات الفوضى من أجل انتزاع نتيجة مفادها فشل خصومهم؟. ومثلما يقول المثل المصري الشعبي الشائع «الفأر يلعب بعبي» نجد أنفسنا في دوامة الكثير من الظنون التي نتمنى أن يكون بعضها أو جميعها «إثم» ..إن أخطأت شكوكنا فتلك خطيئة نتحمل وزرها ..أما إذا صدقت ظنوننا فتلك مصيبة وكارثة يتحمل وزرها أولئك الذين يفاجئوننا بالكثير من المصائب والكثير من المثالب الشيطانية التي تظهر لنا كل يوم انحلالاً قيمياً وأخلاقياً وانعدام ضمير واضمحلال مبادئ، لأناس لم يعد يهمهم سوى أن يكونوا هم كل شيء أو يكون هذا الوطن مجرد لا شيء. لم نعد نؤمن بأن الصدفة وحدها من تفاجئنا بعمليات انتحارية نوعية في مواقع حساسة وذات تأمين أمني عالٍ داخل العاصمة بعد كل نجاح يتحقق في إطار المواجهات الشاملة بين الجيش اليمني ومسلحي القاعدة كما هو الحال في أبين..عملية السبعين وعملية كلية الشرطة وبينهما مقتل قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي حوّل المواجهات مع القاعدة إلى معارك حقيقية , هي شواهد حية على ضمائر ميتة . والأدهى من ذلك أن مسألة اللعب بالورقة الأمنية لا تتوقف عند ملف الإرهاب والحرب على القاعدة , وإنما باتت الشواهد تشير إلى أن هناك عبثاً بالأمن والسكينة العامة تقف وراءه أيادٍ غير «بريئة» وأدوات جريمة «غير عفوية» . لم يعد أحد يجرؤ على السير في الطرقات الطويلة ليلاً كما كان عليه الحال في السابق , بل إن الخوف من المرور ليلاً يسري أيضاً على شوارع المدن وحركتها الداخلية. قبل أيام طالعنا موقع «26سبتمبرنت» الناطق بلسان وزارة الدفاع بخبر مفاده أن عصابات مسلحة انتشرت في الآونة الأخيرة وتقوم بنهب المواطنين في الطرقات والشوارع والحارات خاصة على أطراف أمانة العاصمة. وبعدما كنا نُدين ما يتعرض له مواطنون يسافرون مع عائلاتهم عبر مناطق يتواجد فيها مسلحون تابعون للحراك أو يتم إلصاقهم بالحراك , أصبح هذا الأمر يجري في وضح النهار داخل العاصمة صنعاء ومدن أخرى وقعت فيها حالات اعتراض سيارات تقل عائلات ونساء دون أدنى خجل أو قليل من المروءة . ولأن هذه العصابات أصبحت مرتبطة بقطاع طرق ينتمون إلى فئة «القبائل المسلحة» وليس إلى مدنيين ضعفاء , فإن على القبائل اليمنية التي تدعي دوماً امتلاكها للشهامة والمروءة والقيم التي تعتبر العار والأعراض أكثر من خطوط حمراء ,,عليها أن تتخذ موقفاً حاسماً ورد فعل قوي وسريع تجاه مثل هذه الأعمال ..إما أن تعلن لنا براءتها من هذه العصابات وتؤكد أنهم مجرد «أُجَرَاء» لأطراف توظفهم لأغراض ومماحكات سياسية ..أو تعترف لنا بأنها أصبحت «قبائل من ورق» بلا هوية وبلا قيم.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي