الاتفاق الداخلي بين جدة وعدن

محمد قشمر
الاربعاء ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٢١ مساءً

احتل اتفاق جدة مساحة واسعة من أفكار ونقاشات اليمنيين وغيرهم على المستوى الإقليمي، وكانت هناك ردود فعل مختلفة واراء متضاربة حول ذات الاتفاق والاثار المترتبة عليه.

الحقيقة ان الغالبية العظمى من اليمنيين ينتظرون حلولاً حقيقية ويؤملون نهايةً لهذه المأساة التي تعيشها اليمن ارضاً وانسانا.  ولا يمكن بحال ٍ من الأحوال ان نقول ان الاتفاق مقدس او انه يخلو من النقصان او التقليل من جريمة الانقلاب التي تمت في عدن، وما ترتب عليها أيضا من كوارث إنسانية كانت نتيجةً طبيعيةً للإنفلات الأخلاقي والقيمي التي تاهت في ظله أرواح الكثير من أبناء اليمن في الجنوب الحبيب.

ما هو اكيد أن أي اتفاقٍ يفضي الى حقن الدماء و اعراض الناس وأموالهم سيكون قاعدة أساسية سليمة للبدأ من جديد كأخوة ننتمي لوطنٍ واحد. اتفاق جدة يحتاج وباختصارٍ شديد الى نيةٍ صادقةٍ لتجنيب البلاد والعباد المزيد من الدمار والدماء ، وهذه النية الصادقة ترتكز اساساً بالتخلي عن الولاء المطلق للخارج أياً كان، واعتقد ان الولاء المطلق للغير اليمني هو الذي يفرض علينا حلولاً لا تخدم أيضا الواقع اليمني، لا ينكر احد من اتباع الانتقالي ولائهم للخارج القريب جغرافياً ، وهم أيضا يصرحون بأن ولائهم ذلك مبني على مصالح مفترضة مستقبلاً ،وهي أفكار لا تنتمي للواقع لأن الواقع يقول عكس ذلك، فأي ولاءٍ لخارج الوطن لا يبني الوطن بحرية، ولكن يساهم في تقييد الوطن بمصالح الغير التي قد تتعارض مع مصلحة الوطن اليمني، والحقيقة الساطعة انها تتعارض جملةً وتفصيلا مع مصلحة الوطن وابنائه.

نعود لنؤكد ان الاتفاق اليمني اليمني (كما يفترض ) بين الانتقالي والشرعية وبرعايةٍ سعوديةٍ ورغم مساواة الانتقالي بالشرعية الا انه إن اخلصوا النية سيكون أداة استقرارٍ حقيقيٍ لبناء المناطق المحررة التي أصبحت شيء مخزي من تدني الخدمات وذهاب الحقوق وانتهاك السيادة وانكسار الوطن .

انا اعرف ان الاتفاق لا يحقق السقف الأعلى لي ولا لليمنيين عموماً ، ولكني أرى انه اتفاق جيد لو وجدت القيم الذاتية عند الانتقالي والرغبة الصادقة في استقرار اليمن ككل ، وانا أيضا اختلف مع من يقول ان الاتفاق يجب ان يكون لمواجهة الحوثيين او التفرغ لمواجهة الحوثيين وأقول ان الاتفاق يجب ان يكون لنتفرغ لبناء عدن وتزيين عدن ونهضة الجنوب اليمني عموماً، وان يكون ملاذا ً آمناً لكل اليمنيين وان نرسم صورةً صحيحة للمناطق المحررة التي خرجت من الصراع مع الحوثي لتعيش صراع مع أطماع أبنائها وولائهم الاعمى للغير الذي لم يقدم لهم ولأهلهم ما يحميهم من قيض الحر او انين المرضى او جوع الثكالى والاطفال . نحن يمكن ان نبني من اتفاق جدة وطن يستحق الحياة لنعيش فيه بحياة كريمة نستحقها والتي نريدها بعيداً عن الاقصاء والتهميش والعمالة والضياع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي