انصفوا عدن وأبنائها.. فقد طفح الكيل

خليل السفياني
السبت ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ١١:١٣ مساءً

الجميع يتحدث عن عدن .. عدن المدنية .. عدن التسامح الديني .. عدن اول مدينة في الجزيرة والخليج كانت ملاذا للسياح وللتجارة العالمية، اما بالنسبة لليمن تظل عدن عروس البحر والجنوب .. عدن صانعة الحرية والاستقلال من أعتى مستعمر وإجباره على الخروج منها وبنت على انقاضه مجد دولة وطنية، دولة نظام وقانون..  دولة عمقت النسيج الاجتماعي بين أبنائه واذابت نظام المشيخة و القبيلة في اطار نظام وطني حديث شارك في بنائه الجميع وفي مقدمتهم أبناء عدن الذين تميزوا بطابعهم المدني الذي هو جزء اصيل من سايكلوجيتهم الاجتماعية وموروثهم الثقافي والاجتماعي..  

لا يستطيع احدا ان ينكر الدور الذي لعبه ابناء عدن في حرب التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب وتحقيق الوحدة اليمنية، فقد ظلت عدن مدينة معطاءة بسبب علمها و ثقافتها و وعي سكانها وقبولها بالاخر  سيما وأن ذلك جزء من صفاتها التي اكتسبتها عبر التاريخ فهي التي فتحت ذراعيها لمختلف الاثينات واحتضنت كل الوافدين إليها بكل حب ومودة وأخوة صادقة ..   

تلك  هي عدن قبل الاستقلال ، ولكن ماحدث لعدن بعد الاستقلال وفي مختلف المنعطفات السياسية و التاريخية وبعد ١٩٩٤م شئ آخر.. 

ظلت عدن تقدم مابوسعها في البناء وفي الانتصار للحرية والمدنية والتقدم رافضة وكارهة للحروب المدمرة، لكن عندما تفرض عليها الحرب نجد ابنائها كوادرها هم اول من يقفون في المقدمة فتجدهم يقاتلون بكل شجاعة واستبسال، يتصدون للغزاة والطامعين، يسقط منهم الشهداء بالمئات ولأنها عدن التي تمنعها عزتها وكرامتها و وعي أبنائها من اللجوء إلى الضجيج الإعلامي والصوت العالي والهنجمة الاستغلالية نجدها مستثناة من الاستحقاقات التي ينبغي أن تكون من نصيبهم حتى الشرعية والانتقالي يظلمون أبناء عدن اليوم فالجميع مازال يمارس سياسة التهميش والاقصاء لهم وبمقابل ذلك يتفقون في الانجرار خلف المناطقيه والقبيلة والولاءات الضيقة وبالنسبة لأبناء عدن يظل الأمر محصورا بين والاستهتار بحالهم وكادرهم والعبث  باراضيهم ومخصصاتهم ووظائفهم..   في تعيينات الشرعيه اعتمدت على التوظيف العنصري المناطقي القبلي في الحكومة والوزارات والسفارات وهمشت واقصت أبناء عدن بشكل واضح ومستفز لهم، هؤلاء الابطال الذين طردوا الحوثيين شر طردة من عدن و الجنوب خلال خمسة أشهر استبسلوا واستماتوا في حماية عدن والدفاع عنها كل من أبنائها و رجالها ونسائها وشيوخها في الوقت الذي لم تتحرر المناطق الشمالية حتى يومنا هذا في حرب طال عمرها فتحت خلالها جبهات سياسية ودعوات انفصالية وأخرى ذات بعد ملكي ومشيخي وسلاطيني تريد أن تستعيد زمن أجدادها زمن الاستعباد والظلم والاضطهاد للإنسان.. 

 ها نحن نشهد اتفاقية جده بين الانتقالي والشرعية ونشهد بها اعادة توزيع الحقائب من جديد ومكافأة المتمردين الانقلابيين الذين عانت منهم عدن وحرمتهم من الكهرباء وإعادة الأعمار والأمن والأمان بسبب تعنتهم بقوة السلاح الإماراتي واموالهم المدنسة وحولوا عدن إلى ساحة حرب دفعت ثمنها وابنائها خمسة اعوام عجاف مازال فيها   الانتقالي ينهب الاراضي ومازال يعبث بها متعمدا إذلال وإهانة اهلها الذين ظلوا سنوات طويلة يتجرعون الويل والظلم منذ عهد الهالك عفاش و مايزالون حتى اليوم في عهد الشرعيه وتحت تمرد الانتقالي..    عدن التي تمتلك مخزون علمي وادبي وثقافي و من الكوادر المؤهلة .. عدن التي لم ينعم أبناؤها بثرواتها واراضيها وخيراتها .. يتم دائما  اقصائهم وتهميشهم والاستغناء عنهم ومارايناه وشاهدناه في عهد الشرعيه من تعيينات وتوظيف لبعض ممن يحسبون على أبناء عدن فانهم اضعف بكثير ممن انجبتهم عدن لأنهم يقدمون مصالحهم على عدن وابنائها او مجرد اتباع لحزب أو شيخ او موال ليس إلا.. 

معظم المكونات السياسية والنقابية الوطنية والنص نص لم تنصف أبناء عدن وتمثيلهم مغيب و لا يوجد مكون او حزب او شخصيه وطنيه حقيقيه تمثلهم مجمع عليها و الذين يتحدثون و يتشدقون باسم عدن عبارة هم عن أدوات استرزاق وابواق ضعيفه لا تستطيع حتى ان تدير نفسها ..

أبناء عدن معظمهم مثقفين ويحملون شهادات عليا وكفاءات علمية وإدارية واختصاصيين واياديهم بيضاء ترفض الفساد والافساد يقفون في الاتجاه المعاكس لاولئك الفاسدين الذين يعتلون المناصب ويتحكمون في مفاصل الدولة..  الا من قائد يخجل .. الا من حاكم يعدل .. رجاء امنحوا عدن ما تستحق وانصفوا أبناء عدن فقد طفح الكيل

الحجر الصحفي في زمن الحوثي