شركة كانت تصل لمليار عميل و تعتبر ملك السوق!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٠٧ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٤٧ صباحاً

قبل اربعة اسابيع اراد مدير شركة من مدينة درزدن يتغداء معي و طبعا كان حديثنا عن صراع السوق والاستمرار وسرعة تواجد الصين كمنافس وقبل اسبوع جاء عندي شركة من فولفسبورج وايضا حديثنا كان حول استراتيجيات استمرار, اي ليس مشروع وانما كيف نستمر والصين تنافس, وبعد ٣ اسابيع سوف يأتي عندي شركة من المينو واخرى من جنوب المانيا وشركة من ينا وايضا سوف يكون حديثنا عن اين سوف نكون بعد ٤ سنوات , و مع نهاية الشهر سوف يكون معي لقاء مع شركتين من كيمنتس وشركة من ينا ومركز ابحاث وشركة للسيارات وسوف يكون لنا اما ان يكون اخر لقاء, او نعرف طريق اين نتجه معا ونتفاهم . المهم صراع لقمة عيش و استمرار لشركات متوسطة ومجتمعات واشخاص اي اسر, و نحن نعك كمجتمع في مشاكل الماضي, لدرجة ان من لا يتغير يسقط و ينتهي مثل نوكيا, التي كانت تصل لمليار عميل و تعتبر ملك السوق.

 

شركة نوكيا للاتصالات و المعلومات حققت في ٢٠٠٧ ارباح بلغت ٧,٢ مليار يورو اي مايقارب من ١٠ مليار دولار فقط صافي ارباح و ليس ايرادات و وصلت مبيعاتها في ٢٠١٢ الى ٣٠ مليار يورو سنويا اي ٤٥ مليار دولار. عام ٢٠١٢ بلغ ايضا عدد الموظفين عندها ٩٨ الف موظف موزعين في ١٢٠ دولة. نوكيا كانت ديناصور اي أكبر بائع للهواتف النقالة حتى عام ٢٠١٢ مهمينة على سطح الكرة الأرضية مثل الديناصورات, التي كانت طيلة ١٦٠ مليون سنة هي الفقاريات المهيمنة على سطح الأرض, ظنت ان قوتها سوف تجعلها تهيمن على سوقها و لكن التغيير و التعلم اهم للبقاء من القوة هذه هي الداروينية الرقمية, التي جعلت مرحلة الانقراض بدأت في عملية لم و لن تستغرق ٨ سنوات امام شركات مثل سامسونج, و التي استطاعت اكتساح السوق العالمية خاصة في مجال صناعة الهواتف الذكية و تطبيقاته.

فسجلت نوكيا خسائر بلغت في ٣ اشهر في عام ٢٠١٢ مايقارب ٩٣٠ مليون يورو فطردت كمحصلة ١٠ الف عامل. في ٢٠١٤ اشترت ميكروسوفت نوكيا قطاع التلفونات حتى يتم انقاذ مايمكن انقاذه عبر شراكة او استحواذ. لم تمر ٤ اشهر حتى طردت مايقارب من ٢٥ الف عامل و ذلك بسبب الخسارات المستمرة امام المنافسين. و في ٢٠١٥ اغلقت مصانع نوكيا في الصين و طرد مايقارب من ٩ الف موظف. نوكيا حالها في ميزان المراجعة يمكنها ان تقول "نحن لم نفعل أي شيء خاطئ, لكن بطريقة ما, خسرنا". و سوف نعطيها حق انها فعلا لم تفعل شيئا خاطئ في أعمالها و لكن داروين لو كان في عصرنا كان يمكن ان يقول لها العالم تغير بسرعة كبيرة, فغاب عنك التغيير مما فقدتي فرصتك للبقاء كانت في متناول يدك, و السبب لم تفهمي الداروينية وقتها اي الاتجاه معلوم, اي البقاء للقابل و القادر على التغيير في العالم الرقمي.

 

و رسالتي لك شخص او شركة, إذا كنت لا تتعلم اشياء جديدة توسع الافق عندك و لم تستطع أفكارك اللحاق بالاخرين او تسبق الاخرين في الطرح او تظن انك بمنهجك سوف تصمد امام داروينية التغيير سوف تنتهي لا محالة في هذا العصر و سيتم استبعادك كشخص او اسرة او وزير او مجتمع او دولة من المنافسة, مما يجعلك تستحضر الماضي لتفسر اخفاقك وتعاستك التي تتمدد كل يوم, هذه هي الحياة الرقمية مع تشارلز داروين شئت ام ابيت. الصورة لغلاف قديم لمجلة فوربس كتب على الواجهة " نوكيا تصل لمليار عميل ، هل يستطيع أي أحد أن يلحق بملك الهواتف"!!!!!  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي