لعلعة الخطاب الثوري في الحفل الصيني 

محمد بالفخر
السبت ، ٠٥ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٤٤ صباحاً

 مساء الأحد الماضي حضرت حفلا بفندق ماريوت الرياض اقامه السفير كانغ يونغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية اليمنية بمناسبة الذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية وحضرت بناء على دعوة كريمة تلقيتها من سعادة  السفير  اثناء لقائه قبل شهر برئيس الائتلاف الوطني الجنوبي الشيخ احمد صالح العيسي وعدد من قيادة الائتلاف. وألحق الدعوة الشفهية بدعوات رسمية للجميع كلا بأسمه.

  لم تذهلني حفاوة الصينيين واستقبالهم لضيوفهم فهذه مناسبتهم فهم يريدون ان يكونوا على اجمل صورة ممكنة وخاصة ان الصين تخطوا وبقوة وبهدؤ تام لتصبح القوة الاقتصادية المؤثرة الأولى في العالم ويظهر انها ستصل اليها عاجلا ام آجلا  وستغزوا امريكا اقتصاديا الى عقر دارها وستجعل من هيمنة الإمبريالية الأمريكية اقتصاديا على العالم اثرا بعد عين في قادم الايام بحقيقة واقعة وليس بشعارات جوفاء لا تنطلي الا على عقول السذج من البسطاء. 

كذلك لم تذهلني في هذا الحفل كلمة رئيس هيئة رئاسة البرلمان اليمني التوافقي سلطان البركاني الذي ذكرنا بخطابات الستينات الثورية وبرنامج احمد سعيد في اذاعة صوت العرب وخطابات عبدالفتاح اسماعيل في احتفالات اكتوبر ونوفمبر والأطرف في هذا الخطاب الثوري ان احتفالات اليوم الوطني الصيني هي احتفالات خاصة بسلطان البركاني فهو يحتفل بها كل عام لانها ذكرى عيد ميلاده السعيد. ونسي كما يبدو احضار  شهادة ميلاده مبروزة ليقدمها للسفير الصيني  كما فعل مع صورته القديمة مع الشيخ زايد بن سلطان  التي قدمها لولي عهد ابوظبي فكانت عربون صداقة لتوطيد العلاقات الخاصة التي تسببت بغض الطرف عن ضرب الطيران الحربي الاماراتي للجيش الوطني للجمهورية اليمنية التي يرأس برلمانها المعتق بل ويمنع إصدار اي بيان من هيئة رئاسة البرلمان يندد بهذه الضربة المؤلمة التي خلفت 300 بين شهيد وجريح. وأعاقت استعادة العاصمة المؤقتة عدن من أيدي الفصائل المتمردة على الشرعية التي تدعمها وترعاها دولة الإمارات  والتي جاءت في الاصل من اجل دعم الشرعية وإسقاط الانقلاب المليشاوي في العاصمة صنعاء وليس تقويض الشرعية وإسقاطها في عاصمتها المؤقتة. 

الذي لفت نظري حقيقة في هذا الحفل الذي اقامه  السفير الصيني لدى الجمهورية اليمنية هو حضور عدد من اصحاب شعارات ثوره ثوره ياجيوب عفوا ياقنوب وشاهدت احد كبار منظريهم من تحالف تمرد 1994 والذي لم يستطع فصيله منذ اول انتخابات أقيمت في 1993 الحصول حتى على مقعد واحد في المجالس المحلية ناهيك في البرلمان. 

وركبوا في 2013 تقريبا موجة الحراك الجنوبي وكأن الجنوب ملك اياديهم.  

المهم في الأمر انهم قاموا جميعا اثناء عزف النشيد الوطني للجمهورية اليمنية واستمعوا الى كلمة السفير  الصيني كونغ يونغ  وهو يعلن الموقف الرسمي لجمهورية الصين الشعبية الداعم لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة اراضيه ودعمهم لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ومخرجات الحوار الوطني وللمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات الدولية ذات الصلة. 

ماذا يعني حضوركم لمثل هكذا احتفال وتجلسون بجوار مسؤلين ووزراء من وزراء حكومة الشرعية المتمردين عليها وتطلبون ودهم والقرب منهم وابتسامة من هذا او ذاك ماذا نسمي هذا ؟  وتقفون كغيركم احتراما وإجلالا للنشيد الوطني لدلة تعتبرونها محتلة لقنوبكم العربي الذي حاربه أسلافكم على اعتبار انه مشروع المحتل البريطاني وفجأة تنكرتم لاحتلال دام 129 عاما ليصبح شراكة كما قال زعيمكم فأين هذه الشراكة على ارض الواقع ؟  أليس هذا هو الضحك على السذج والبسطاء فما تمارسونه وتسعون اليه في الخفاء يتناقض وكمية الشعارات التي تتغنون بها في العلن ولا ضحية الا الوطن ومستقبله والمواطن البسيط المخدوع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي