كم أنا مشتاق لك يا أبي

صالح المنصوب
الخميس ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٢٣ مساءً

كم أنا مشتاق لك يا أبي ، وكم أشعر بالوجع وقساواة  الأيام التي تمر وأنت على فراش المرض ، شهور مضت وأنا لم أرآك. بسبب الحرب القبيحة ، أشعر بالإنكسار فلا طعم للحياة وأنا بعيدا عنك ، تسأل عني من حولك  كل يوم يمر إين صالح ،  أشعر بإنني مهزوم في داخلي ويسري القهر بين ضلوعي.

والدي الحبيب كلما أسمع صوتك وأنا بعيدا عنك يحدث زلزال في معنوياتي التي لا تستطيع أن تصمد.

كلما أتذكرك و أنت على فراش المرض ، يهتز كياني ويستشري الحزن بداخلي ولم أجد من تعبير غير الدموع .

والدي والضوء الذي أقتبس منك قوتي دائما كلما شعرت بالضعف ، هذا هو حال إبنك الذي شردته الحرب وجلعته تائه حيران ، مثقل بالمعاناة النفسية المتراكمة وحزين لفراقك.

إلهي أنت مطلع على عبادك ، وأنا أحدهم لم أظلم أحد أو أعتدي على أحد ولم أحمل السلاح يوما في وجه أحد ، أدعو للسلام والحب والتعايش والرحمة ، فلا تحرمني من لقاء أبي وأطل في عمرة.

إلهي إن حصل لوالدي شيء بغيابي فلا طعم للحياة و سأكتوي وأعيش الحزن والعذاب النفسي .

إلهي فقد رحلت أمي وأنا طفلاً ولم أرى أو أعرف ملامحها فلا تحرمني من ملامح وإبتسامة إبي والعيش اللحظات الأخيرة معه.

لك الحمد يا الله على هذا الحال وأيام الوجع الذي نعيش ، وهذا قدرنا الذي بدد كل فرح وسعادة حتى وإن أبدينا إبتسامة فهي مزورة.

إلهي إجمعني بأبي فأنا أعيش لحظات أجلد بسياط الحزن وتنهيدات وجع الذكريات.

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي