كل عام والمملكة في القمة

محمد عبدالله الصلاحي
الاثنين ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠١:٤٦ مساءً

كلنا نحب المملكة ويهمنا أمرها، ليس شعبها فقط من يعيش هذا الشعور تجاهها ويحمل الود لها، المقيمين فيها أيضا يرون فيها وطنا ثانيا لهم، وربما وطنا أول لكثير منهم، ممن ولدوا وتربوا وعاشوا فيها، وباتوا لا يرون في غيرها وطنا، آوتهم، واحتضنتهم، وعلمتهم، قدمت لهم ما يقدمه الوطن لأبنائه، فكيف لا تكون في معيار الشعور المعنوي وطناً لهم.

تحتفل المملكة بيومها الوطني الــــ89، تسعة وثمانون عاما من عمر المملكة منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة، شهدت خلالها نقلات كبيرة في سائر المجالات، اعتلت فيها صدارة المشهد عربيا وإسلاميا، وتبوأت مكانة كبرى سياسيا وعسكريا واقتصاديا على الصعيد الدولي.

يتشارك ابن المملكة والمقيم فيها فرحة اليوم الوطني، الشعور بالفرحة هنا يتجاوز حدود الجغرافيا، والانتماء بأوراق ثبوتية لغير هذا البلد، ليشترك الجميع في التعبير عن تقديره وامتنانه لهذا البلد الذي وفر حياة كريمة للقادمين إليه، واحتضنهم من تقلبات الزمان وأحداثه في بلدانهم الأصل.

يهمنا أمر المملكة، وقوتها، وصعودها للقمة في كل الجوانب، ويهم كل دولة عربية وإسلامية، نظرا للانعكاس الإيجابي لهذا الأمر على سائر دول المنطقة، فما تقدمه للدول والشعوب العربية والإسلامية يجعل أمرها ورفعتها شأنا يهم ويعني كل عربي ومسلم، فمواقفها الداعمة سياسيا واقتصاديا وعسكريا حاضرة حينما يستلزم الأمر.

يأتي اليوم الوطني في عامنا هذا، في ظل مستجدات تشهدها المنطقة، واستهداف تتعرض له المملكة، ومثل هذه الأحداث لن تحد من عزيمة حكام المملكة وشعبها في المضي قدما إلى ما يريدونه، فليس من الصعوبة تجاوز هذه الأخطار حينما تتوفر الهمة، وتتضاعف الإرادة والعزيمة والآمال لتحقيق الهدف.

لا شيء هنا مستحيل أو صعب التحقيق، تحمل المملكة كل مقومات الصعود للقمة، فثرواتها أعلى الأرض تضاهي ما بباطنها، وجغرافيا واسعة واعدة بكل فرص التطوير والاستثمار، ومعالم سياحية، ومزارات دينية تمثل رافدا مهما وعاملا من عوامل القوة، العنصر البشري الكفء هو الشرط الأول لتحقيق أي نجاح، والإرادة والعزيمة والهمة لا يخلو منها من يريد التفوق، وهذا ما يتجلى في الشعب السعودي ومساعيه للتغيير.

همة نحو القمة، عنوان يتناسب مع ما تعيشه المملكة من تغييرات جذرية، فالتحديث والتغيير والإصلاح التي تشهدها في مختلف الجوانب بقيادة الملك سلمان وولي العهد، هي خارطة طريق واسعة تصعد بها نحو القمة، والهمة هنا وسيلة لتحقيق الغاية.

ختاما، كمسلم، وعربي، ويمني أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ولكل الشعب السعودي الشقيق أسمى التهاني بهذا اليوم العزيز، وكل عام والمملكة في أمن وأمان، كل عام والمملكة في القمة.

 

*صحيفة مكة 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي