اليمن و احداث المنطقة بعيون سياسي الماني * !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٥٤ مساءً

لقد بررت الولايات المتحدة تقريباً كل حرب بالأكاذيب كما نتذكر، لذا لا اصدق ما يطرحه الامريكان الان. فالكل يذكر محاضرة وزير الخارجية الامريكية بالصور والبور بونت في الامم المتحدة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية، كل ذلك اتضح ان تلفيق و كذب. و ايضا اتهام ايران الان بضرب منشآت النفط السعودية في وقت فيه ايران محاصرة و الوضع الدولي غير ثابت و كله ليس في صالحها و من الغباء فعلا استهداف مكان, العالم مهتم به و محرك الاقتصاد العالمي.

ولو قام المرء بتحليل أوثق لصور الأقمار الصناعية المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية فهناك العديد من الدلائل على أن القذائف لم تأت من الشمال (إيران) أو الشمال الغربي (العراق) كما تطالب بها الولايات المتحدة الأمريكية، و لكن من الغرب, مثل ما ذكرت نيويورك تايمز في الوقت نفسه ايضا, أو من الجنوب الغربي, والتي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. الهجمات محرج للغاية بالنسبة للولايات المتحدة ، و محرج للغاية بالنسبة لوسائل الإعلام الغربية, التي لا تحصى ، والتي اعتمدت على الطرح الأمريكي دون تدقيق.

و السؤال هل كانت اليمن اي الهجوم من اليمن و هل يمكن يكون هناك امكانية لطائرات و صواريخ من اليمن؟ هل بإمكان اليمن بعث طائرات بدون طيار أو صواريخ الى مسافة 1000 كيلومتر؟ منذ سنة و نصف، كنت في البلاد اي اليمن وهي مغلقة تمامًا للعالم الخارجي. كنت لمدة ثلاثة أسابيع. كنت قادراً على قيادة محادثات لا تعد و لا تحصى مع أصدقاء و أعداء الحوثيين. و استنتاجي هو: في اليمن لا توجد قوات إيرانية أو وحدات حزب الله. الحوثيون ليسوا "نوابا" لإيران. يقاتلون حربهم اليائسة لوحدهم. لا يهم ما تروي الدعاية الأمريكية. حتى الأسلحة, التي يقولون من إيران لم تدخل البلاد منذ سنوات. الحصار محكم و كلي. و في الطريق من جنوب عدن إلى شمال غرب صنعاء اضطررت إلى اجتياز حوالي 100 نقطة تفتيش مدججة بالسلاح قام مقاتلوها بتفتيش كل شيء, اي ايضا التهريب ليس بسهولة، يقصد صواريخ وطائرات.

و ادعاء الولايات المتحدة بأن إيران سلمت صواريخ ضخمة متوسطة المدى إلى اليمن على الرغم من كل نقاط التفتيش هذه, هي قصة اسطورية و اسطوانة مشروخة من الامريكان و السعوديين لكي يمنع الصحافيين السفر عبر البلاد. كل ذلك حجج فقط و سهل تسويقها لكي لا ينظر احد الى اليمن لأن الكذب مريح للغاية. و بسبب الحصار أصبح اليمنيون شعبًا من الهواة و المتسللين يبنون بمهارة الأسلحة الروسية و الكورية الشمالية القديمة المكدسة عندهم. صواريخ قصيرة المدى تحول إلى صواريخ متوسطة المدى و صواريخ جو - جو إلى صواريخ أرض جو وما إلى ذلك ، لا يبدو أن هذا ثقيلا و صعب للغاية لاسيما و جميع المعلومات الضرورية متوفرة على شبكة الإنترنت.

و حقيقة أن اليمن يبني طائرات بدون طيار تؤكده حتى المملكة ، و أيضا طائرات بدون طيار مع المدى الطويل وهذا مايتحدث عنه التحالف. فهناك قد يتم استخدام محركات كبيرة من أنظمة الأسلحة الأخرى المثبتة القديمة و طرح ذلك بشكل جديد. و المملكة صرحت انها هاجمت "مخزن للطائرات بدون طيار والصواريخ" في بداية سبتمبر. و قتل أكثر من 100 شخص. لذا ربما كان الحوثيون قد هاجموا المنشآت النفطية السعودية فعلا. أقول بوعي "يمكن" لأنني لم أكن هناك. سيكون من السهل العثور على حافز لهم. فقد تعرضت المناطق, التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن للقصف بلا رحمة من قبل السعوديين لسنوات مع أمريكا و بريطانيا و للأسف أيضا و مع الأسلحة الألمانية. لقد شاهدت هذه التفجيرات القاتلة في صنعاء نفسها, مع العشرات من القتلى. بالإضافة إلى ذلك ، فإن المناطق اليمنية, التي يحكمها الحوثيون تتضور جوعا بشكل منهجي وهمجي. مات عشرات الآلاف من المدنيين بسبب القنابل ، و مات 100000 طفل بسبب الجوع.

هل يمكن للمرء أن يطرح السؤال المخجل, ما هو الأكثر قيمة النفط السعودي أو حياة الأطفال اليمنيين؟ في المحنة اليمنية و التدمير الممنهج و المعاناة, التي يعيشها اليمني, و التي لا يمكن تصورها، ان يطلب من اي طرف يمني يكون وديع و يتحمل كل العبث و نطلب منه الدفاع عن نفسه بشكل معتدل و عقلاني ضد تحالف يستخدم ضده كل انواع السلاح و يمزق في بلده, غير واقعي كطلب. الكل مساهم في تدمير اليمن و قبل كل شيء حتى ألمانيا شاركت أيضًا في تدمير اليمن عن طريق شحنات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. ربما يعتقد الحوثيون أنهم يستطيعون إجبار السعودية الذهاب الى طاولة المفاوضات من خلال مهاجمة مركز ثروتهم و ازدهارهم. الجنون؟ جنون الناس اليائسين الذين يقاومون التدمير الكامل لأرضهم؟

و السؤال هل هناك حل؟ قبل الاجابة, دفعت الولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات الدولية اليمن و إيران إلى التعاسة . لقد حاولوا مصادرة كرامة هذين البلدين الفخورين بنفسهم. و طالما أن الولايات المتحدة لم ترفع عقوباتها غير القانونية فإن الوضع في الشرق الأوسط سيظل شديد الانفجار. كل يوم يمكن أن تندلع حرب كبيرة تؤثر على العالم بأسره. إذا لم يستطع ترامب و روحاني التحدث مع بعضهما البعض فيجب على الوسطاء التوجه إلى الجبهة و نزع الفتيل. كانت ميركل المرشحة المقبولة للقيام بدور وساطة من قبل إيران, لكن هذا انتهى. الآن يمكن أن ماكرون ان يتوسط و عليه أن يوضح لترامب أنه ستكون هناك حرب, اذا ظلت العقوبات في نهاية المطاف, و التي يمكن تندلع, ذلك من خلال "عمل كاذب" لتلك الدول, التي طالما حلمت بحرب ضد إيران.

لكن الحرب الكبيرة قد تكلف ترامب الرئاسة المقبلة, و التي من شأنها أن تكون له أصعب من أي حرب. ترامب لا يستطيع أن يذهب الى الحرب في هذا الوقت, و لهذا السبب أقول مفتاح السلام في الشرق الأوسط هو في واشنطن. يمكننا منع هذه الحرب من خلال الدبلوماسية, لكن الساعة تدق.

_________ _________ *المصدر للمقالة المترجمة هنا: كنت اقراء هذه المقالة لالماني مشهور اسمه يورجن تودن هوفر و هو سياسي و كاتب و عضو سابق في البرلمان الالماني و شخصية لها تأثيرها. و كون الموضوع يخص اليمن و المنطقة ومن نظرة الماني فاورده هنا بترجمة تقريبة للمعنى بشكل سريع اي المحتوى ليس كلامي ولا طرحي, و سوف يتفهم هو لو اطلع على تعديلاتي لتسهيل الفهم. هذا الشخص يكتب للالمان ولصناع القرار هنا اي ماتفكروا به ليس مهم له ولن ينظر لما تعقبون وليس مهم ايضا لي. المهم ان تعرفوا كيف يفكر الغير بخصوص المنطقة واليمن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي