من امره بيد غيره مات معلول!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٠٨ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٥٧ مساءً

برغم عدم وجود ارقام دقيقة حول الأموال العربية المهاجرة و بالذات في السوق الامريكية , و لكن يمكن نقول بشكل واقعي بناء على ركائز نفطية إن حجم الأموال العربية اقلها تتجاوز اثنين تريليون دولار اي الفين مليار دولار في خارج المنطقة العربية. 

فهناك هيئات قبل سنوات طويلة ايام ازمة العقارات قدرت حجم الأموال الخليجية المهاجرة فقط بنحو تريليون دولار و ٤٠٠ مليار دولار. نصيب المملكة كان وقتها ٧٥٠ مليار دولار منها حوالي ٥٠٠ مليار دولار فى السوق الامريكية و الباقي اي ٢٥٠ مليار دولار فى أوروبا. و اذا حاولنا الواقعية اكثر لقولنا انها تجاوزت ٢ ترليون اي الفين مليار دولار فعلينا ان نعود لتقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار فى الكويت قبل عقد من الزمان اي فى أواخر العام ٢٠٠٤ أي قبل ان تتضاعف أموال بيع النفط من ٤٥ دولار الى ١٠٠ دولار اي ضعفين الى عام ٢٠١٤ اي خلال ما يقارب ١٠ سنوات فأن حجم الثروات العربية التي تكدست فى الخارج يكون ضعف العدد المذكور, اي اكثر من اثنين تريليون دولار. و هنا يكون نصيب دول مجلس التعاون الخليجي من هذه الثروات ليس اقل من ١٥٠٠ مليار دولار في الغرب. طيب الان بيقول لي واحد, ايش تشتي تصل اليه, و ما دخل ذلك من أمره بيد غيره مات معلول؟ على مهلك اقول لك, لماذا من أمره بيد غيره مات معلول ؟

اعطيك من واقعنا اليمني مثال لتقريب فهم الفكرة او المعضلة. اذا عندك بيت رائع او اموال مكدسة كأدخار لك او كاستثمار في صنعاء او عدن او الامارات او المملكة او القاهرة او غيرها فانك هنا سوف تكون معلول في قرارك و تلبس ثوب الحكمة او تلزم الصمت و لن تنتقد من هو مسيطر على المكان, الذي تتكدس ثروتك او اهلك فيه, و لن تصرح عن اي تجاوز صدر من الذي يحكم المكان حتى و ان دمر مجتمعك او نصف العالم, اي هنا انت ليست حر و لا تمتلك القرار كونك تخاف ان تخسر تعبك او اهلك, الذين هم بحكم الاسرى. و مثال بسيط عن ذلك الرئيس السابق صرح من بداية الحرب عشرات التصريحات لكن لم ينتقد الامارات و لا في تصريح واحد او حتى عاتبها, و ايضا بعض قيادات الاصلاح او الشرعية او الاحزاب الاخرى, التي لديها املاك و شركات في صنعاء لم تنتقد من يحكم صنعاء بشكل واضح, او من يسيطر على عدن او حتى الامارات. الكثير لا يملك حريته هو, و لذلك دائما في المنطقة الرمادية و ان صدر تصريح منه بشكل انفعالي وطبيعي تجده فيما بعد يقول صفحته تم اختراقها, اي ندرك انه عبد لما يملك. و اذا نظرت للوضع العربي بشكله الشامل انظر للسياسي اليمني, الذي صار تاجر و جبان و دون شخصية او قرار و مرتزق, فيموت معلول نفسيا دون اي شخصية تذكر, فيمكن تفهم حال العرب, و الفرق فقط نحن شقاة جيراننا في المنطقة و جيراننا شقاة الغرب كدسوا ما يملكون عند الغرب و لذلك ليس قليل نخسر القدس مثلا كعرب او معارك تنمية او استقرار, ننهش بعضنا بعض و نلعب دور شرطي للغرب ضد ابناء المنطقة و دون هدف بما اننا لم نمتلك القرار و لا المعرفة.

لكن احدكم يقول هل نقدر نتحرر من الهيمنة, و الاجابة نعم فايران كان معها ما بين ٩٠ الى ١٢٠ مليار دولار مجمدة في الغرب اي شبه مصادرة رجعت لهم بعد رحلة وجهود شاقة في ٢٠١٥ و ٢٠١٦ و لم يعد الان هناك شيء بيد الغرب تخاف عليه غير الحصار و هذا لن يكن له قيمة كون شركات الباطن من دول اخر تقوم بالواجب. لذا ايران دولة تمتلك القرار و حرة بقرارها و سوف تحكم ما حولها دون شك و لا يغرنك بهررة من لا يمتلك قرار نفسه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي