ما يجري من عِداء للشرعية من قبل احد الحلفاء امر اغرب من الخيال؟!

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٠٧ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١٠:٠٨ مساءً

ما يحدث على الارض اليمنية وخاصة في الاراضي المحررة وبالأخص في عدن امر يصعب على أي عاقل تخيله.

كيف من اتى لنصرة الشرعية بشرعية الشرعية وبشرعية قرارات دولية ، هدفه المعلن الذي شرع له تدخله هو اعادة مؤسسات الدولة للشرعية الدستورية ، كيف لمثل هذا ينقلب على الشرعية ويعمل من وقت مبكّر لإنشاء مليشيات مسلحة لا تخضع لتوجيهات الشرعية ولا تؤمن بها الى ان وصل به الحال دعم التمرد المسلح على الشرعية بل ذهب الى ابعد من ذلك بالتدخل المباشر براً وبحرا وجوا وقام بغارات جوية على الجيش الوطني وتفاخر بذلك معللا جريمته بمبررات واهية.

هل كان فعلا تدخله لإعادة الشرعية ، وهل هو فعلا ضد المليشيات الانقلابية الحوثية وليس هناك تنسيق خفي ، لان الممارسة الواقعية تخدم المشروع الفارسي وتخذل الشرعية كما تخذل قائد التحالف المملكة العربية السعودية ، وتضع الشعب اليمني اجمع امام مشهد تراجيدي فضيع لا يُصدق.

بيان المملكة كان رائعا ووضع النقاط على الخروف ، لم يبقى الا ان يطبقه جميع الأطراف على الواقع بإشراف سعودي ، والكل يدرك ان القضاء على الشرعية بقيادة الرئيس هادي هو قضاء على شرعية التدخل العسكري للتحالف العربي الذي تقوده المملكة.

بقاء الازدواجية بالجيش والأمن امر مرفوض قانوناً ، ولا يقبله منطق ولا تقره أعراف ولا تقبل به الدول المحترمة لنفسها ويعتبر تدخلا سافرا وخروجا على مبدأ النُّصْرة المعلن من قبل التحالف.

نحن شعب وفِي ولا ننسى معروفا اسدي لنا ، سيبقى تدخل التحالف العربي دينا في أعناقنا ما استقام هذا التحالف على المباديء المعلنة.

خصومتنا ليست مع الانتقالي ابداً فهم اخواننا وكنا نحن واياهم في خندق واحد في بداية الانقلاب الحوثي وليست مع طارق عفاش رغم ان في بداية التمرد الحوثي كان في صفه ، ولكن خلافنا معهما انهما يضعان أنفسهما في خانة مناهضة للشرعية بقيادة الرئيس هادي وهذا امر يجعلهما لا يختلفان كثيرا عن الحركة الحوثية من حيث التوصيف ، فلا يزال مُنكر بمنكر.

واذا كان الاشقاء تدخلوا لنصرتنا ضد التمرد السلالي الحوثي ، فإن دعم احد قيادات التحالف للتمرد بقيادة الانتقالي او عفاش هو بحد ذاته شرعنة للتمرد الحوثي وإسقاط المبرر الذي قام من اجله التحالف العربي بقيادة المملكة.

نثق بحكمة المملكة بقيادة ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، فأمن اليمن ووحدته واستقراره من امن المملكة ، واي استهداف لليمن هو استهداف للملكة وأمنها ، واليمن والسعودية كالجسد الواحد ، اذا أصيب احد أعضائه تألمت لألمه سائر الأعضاء.

ومها بدى الضعف على مؤسسات الشرعية الامنية والعسكرية فإن هذا الضعف سيتحول الى قوة ، ومن يظن انه يستطيع تنفيذ اجندة مشبوهة تضر باليمن ومصير شعبه فإنه واهم أغراه جهله بطبيعة هذا الشعب فوقع في وهم خياله المريض.

لنعد جميعا شرعية وتحالف الى جادة الصواب ، ولتعد كل القوى المعادية للانقلاب الحوثي بما فيهم الانتقالي وطارق الى جادة الصواب ونتقبل بَعضنا تحت مظلة الشرعية بجيش واحد وامن واحد هما جيش وامن الشرعية ، على ان يتوقف اَي دعم لاي مليشيات مسلحة خارج إطار الشرعية. . ان فعلنا ذلك فإنها ستكون بداية النهاية للمشروع الفارسي بجزيرة العرب .. وما عده فإنه لعب بالنار.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي