بجرائم مليشيا الإنتقالي تَعَمَّقَت الجِراح وتَجَذَّرَت الأحقاد (2-2)

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٤٨ مساءً

كانت المجزرة التي خلفتها دويلة ساحل عمان بحق الجيش الوطني عبر طيرانها لئلا تدخل قوات الشرعية وتسيطر على العاصمة عدن ، والسيطرة على عدن بالنسبة لها تعني إنتهاء دورها فعلياً وتلاشي حلمها في السيطرة على ميناء عدن وخروجها من جزيرة سقطرى تلقائياً ، أما بالنسبة لأدواتها رخصاء الإنتقالي ومليشياته فنهايتهم ستكون حتمية بإنتهاء وجودها ، أضف إلى ذلك بأن خبايا جرائمها وجرائم أدواتها في العاصمة عدن ستطفو على السطح وحينها ستظهر حقيقتها للعالم أجمع .

 

     كانت تلك الجريمة التي إرتقت لجرائم الحرب بالنسبة لكل أبناء الوطن فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ولم تكتفي دويلة مهبط إبليس بهذه الجريمة بل أعقبتها بجرائم أشد وطأة على قلوبنا ، فقد أوعزت لوكلائها الرخصاء بإنتزاع أرواح كل من حفظه الله من الموت في تلك المجزرة بالتخلص منهم جسدياً في المستشفيات بعد إسعافهم ، فكانوا يدخلون المستشفيات ويبحثون عن الناجين وبمجرد أن يعرفوا أن المستلقي على السرير الأبيض أحد الناجين من المجزرة يطلقون عليه النار فوراً حتى وإن كان ينازع الموت .

 

     ما حصل في العاصمة عدن بعد أن مَكَّنَت دويلة إبليس مليشياتها التابعين لمجلسها الإنتقالي من السيطرة على عدن أمر يُندى له الجبين ويشيب له شعر الرأس ، فقد عادت تبعات صراع العام 86 بين الطغمة والزمرة فما فعله الآباء والأجداد بعد إنتهاء معركة 86 من قتل وسجن وإخفاء كل من يحمل هوية ينتمي بها إلى محافظتي أبين وشبوة حذا حذوهم الأبناء بل وأضافوا عليها الكثير من البشاعة ، فكل ثائر شارك في الحرب ضد مليشيا الحوثي وهو موالي للشرعية أكان عدني أو من أي محافظة نكلوا به أو أخفوه أو قتلوه ببشاعة ، ولم يتركوا بيت تابع لكل معارض لهم إلا وإقتحموه وعبثوا بمحتوياته وسرقوا ما خَفَّ وزنه وغلا ثمنه وقبل خروجهم يطلقون الرصاص في كل ركن من أركانه .

 

     فليعلم أبناء وأحفاد الطغمة أن الصراع الحالي بيننا وبينهم يختلف إختلافاً كلياً عن صراع 86 وبإختلاف المشاريع ، فالصراع في العام 86 كان شبه محصور بين محافظتي أبين وشبوة معاً ومثلث مديريات الضالع ويافع وردفان وأصل الصراع كان على السلطة ، أما الصراع الحالي فليثق أولئك بأنه بين مجموعة من المرتزقة في هذا المثلث إختزلتهم دويلة ساحل عمان في كيان أسمته المجلس الإنتقالي وبين الشعب اليمني شمالاً وجنوباً ، وبالنسبة لإختلاف المشاريع فهم لا يمتلكون مشروع واضح فمشروعهم ظاهرياً هو إستعادة دولة الجنوب الذي يتطلع إليه شريحة معينة في مجتمعهم ، أما في الباطن فهم يعلمون أنهم مجندون طائعون لدويلة الإرهاب لتنفيذ أجنداتها بالسيطرة على مقدرات الجنوب وثرواته وإنتزاع السيادة اليمنية .

 

     أقول لأولئك الرخصاء والأرخص منهم هيهات هيهات من تحقيق هذا المشروع فخصمكم ليس أبناء محافظتي أبين وشبوة أو الحكومة الشرعية فحسب بل خصومكم هذه المرة شعب اليمن العظيم ، وإن تحقق المستحيل وإستطاعت دويلة الإرهاب ومهبط إبليس أن تقتطع الجنوب من الشمال حينها سيهب الشعب اليمني كله لإعادة اللحمة لمكانها الطبيعي حتى مليشيا الحوثي التي هي عدوة الشعب اليمني كله ستهب للحفاظ على الجمهورية والوحدة اليمنية وواحدية الأرض اليمنية .. تحيا الجمهورية اليمنية وستحيا لأبد الآبدين وستتحطم كل المشاريع المناهضة للمشروع الحلم مشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي "اليمن الإتحادي" .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي