لماذا لا يتخذ الرئيس مواقف وقرارات كبرى مع الكبار لا الصغار..؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً

 قاعدة مهمة أراها مفيدة.. قبل أن تُحرر الأرض وتحكم شعب انقلب عليك بعض ابناءه، ولم ينجح انقلابهم.. عليك أن تُحرر قرارك الذي سينهي الانقلاب، وسيحرر الأرض من أي احتلال أو اطماع .. وبالتالي ستستطيع بمؤسساتك الدستورية الدفاع  عن العرض والكرامة والسيادة، ولكي تكون حاكما ً مقبولاً مرضياً عنك من شعبك  داخليا؛ عليك أن تكون حساسا ومستجيباً لطالبه، وتعبر عن مواقفه ، وتجيب على كل أسئلته، وتصارحهم بالحقائق أولاً بأول.. عندئذ ستفرض احترامك فرضاً  خارجياً، وسيعاملونك بندية  وبكل احترام وليس بدونية، وسيحترمون سيادة بلدك ولن يتجرؤون  التدخل، ويتعاملون معك بمبدأ العلاقات الدولية القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشئون الداخلية للدول..!؛ .. هذه المقدمة تجعلني أقول قولاً قد يعجب البعض وقد يسفهه أخرون، وهو مقترح ورأي أقدمه لأخي الرئيس عبده ربه منصور هادي.. اقول.. عليك أن تعي أنك تمثل شعب عريق ممتد بقدم التاريخ... وعليه فإني ارى واقترح الآتي  : 

_ أن تطلب يا فخامة رئيس الجمهورية لقاء عاجل.. قمة عاجلة مع خادم الحرمين الشريفين، تتعرف على موقفه وتعرض عليه موقف الجمهورية اليمنية، و  الطلب مفاده تكرار ما قد طلب من قبل وهو سرعة إلزام الامارات من الخروج من اليمن، ولكن لأنك تطلب من دولة كبيرة كالسعودية؛ فالخروج يكون بهدوء من اليمن احتراما وتقديرا لملك المملكة السعودية الكبير كما أنت ، كون المملكة، حيث هي من جلبت الامارات للتحالف ؛ فإن لم تستجب الامارات بالانسحاب، فذلك بمثابة إنذار نهائي لها، وستتعامل معها الجمهورية اليمنية كدولة معادية؛ ولا لوم على اليمن بعد ذلك، لو احتفظ بحق الرد و في الدفاع عن نفسه ووطنه وسيادته ..؛ فالإمارات لم  تعد مقبولة بتاتاً عند الشعب اليمني، فلابد من رفع الغطاء عنها من قبل السعودية وليس من الرئيس هادي، لأنه لم يطلبها اصلا _لمن لا زال ينتقد الرئيس من انه لم يطردها و لم يعفيها من الاشتراك في  التحالف ، فهو لم يطلبها حتى يعفيها، فإن فعل فإنه يكون قد  اعفاها من  جرائمها في الماضي _، فالسعودية معنية برفع الغطاء عنها وإزالة الأسباب التي تتستر بها الإمارات بتواجدها على ارض السعيدة..!؛ وتطلب كذلك في قمتك مع الملك بعد أن تشكره وتشكر  المملكة مليكا ووليا للعهد ولشعب المملكة الذي لم يقصر في دعم اليمنين، تشكرهم على دعمهم السخي وكرم الضيافة؛ وتتمنى عليه أن يستمر هذا السخاء، بالدعم لليمن بعد  مساعدة الرئيس في  العودة، وتمكينه من  إدارة البلد من  عدن العاصمة المؤقتة، فإن تعذر في الظرف الحالي، فإلى مأرب الخير والمحبة  أو أي شبر محرر ، وأن تطلب من الملك حفظه الله تسليح  الجيش اليمني طائرات،دبابات ودفاعات جوية  للدفاع عن نفسه وحماية شرعيته من أي اعتداء من الإمارات أو من الحوثيين المنقلبين في صنعاء ، وتؤكد له ان السلطة الشرعية قد اتخذت قرارها في العودة و البقاء في اليمن من أجل استعادة الأمن وإنهاء الجرائم التي ترتكب بالهوية بدعم وإسناد من الإمارات العربية المتحدة، وما يمثله ذلك من أخطار محدقة على  سلامة ووحدة الأراضي اليمنية..!

_ إن الكبير  هو الذي يكبر دولته وشعبه ويقدم على تقديم  تنازلات حقيقية لمكوناته، فهذا هو قرار الكبار  الذي يهزم الأعداء الخارجيين ، فالوضع باليمن يتطلب التنازل لبعضنا داخليا، وعليه ينبغي فتح حوار مع كل المقاتلين والمنقلبين والمتمردين والطلب منهم انه يكفي إلى هنا.. وتقدم لهم التطمينات والضمانات اللازمة لإشراكهم في السلطة الانتقالية؛ اذا هم سلموا اسلحتهم واسلحة الدولة، وسلموا المؤسسات التي بأيديهم، فهذا افضل لهم من أن يلعبوا دور وكلاء بأجر للأخرين الخارجيين  ، وأظن أن الجميع قد ذاق ما ذاق من صنوف  القتل والاهانات وعدم الاستقرار، وعلى الجميع أن يقروا بأنه لا حسم عسكري لأي طرف، وفي اعتقادي أنه لو أدير الحوار بعيدا عن التدخلات والإملاءات والتنسيقات الخارجية التي جربت يكون هو الأفضل ، فإن كان ولابد فلتتفق الاطراف والمكونات  على اختيار  الدولة العظمى التي تحترم كل اليمنين لترعى الحوار وتكون ضامنة في تنفيذ مخرجاته، وانا أرشح الصين، فاذا  ما تولت الصين هذا الملف، فسيصل جميع اليمنيون  للحل لا محالة؛ خاصة مع فضاضة التدخل السافر و الوقح من قبل الامارات، وصمت المملكة لحد الآن على ذلك،  وخاصة بعدما شاهدنا جميعا تلك المناظر البشعة على الأرض من اتباعهم في مسألة  التصفيات والملاحقات والقتل بالهوية؛ فذلك وربي لهو خير دليل  على ارهابهم وعلى نياتهم التدميرية لكل شيء باليمن ، وتلحظون كم  انتشر السلاح المنفلت باليمن ومعظمه ثقيل ونوعي وكله من إمارات الشر والقتل ؛ ففاتورتنا من الدماء  نحن اليمنين ستكون  أضعاف مضاعفة  لا سمح الله  لو بقت دولة الامارات تتعربد  دون لجم ، فستعمل هذه الدويلة على إطالة الحرب بين اليمنين إلى ما لانهاية..!

_ وقرار الكبار.. يقتضي أن لا تقبل بفرض أي شيء لا يريده شعبك من دويلة صغيرة كالإمارات، ولذلك على الشرعية أن تفكر جيداً وتتخذ قراراتها بالبدائل الممكنة في ضوء ما اذا أغلقت  النوافذ من المملكة أمام الشرعية_ لا سمح الله _،  .. فعلى الشرعية الذهاب بعيدا والاتفاق مع دولة عظمى اقتصادية، ولتكن الصين وتجري معها  نقاشات جدية  والتوصل لاتفاقات  كبرى استراتيجية  في الاستثمار لرؤوس الأموال الصينية  في اليمن، في الموانئ، وفي التنقيب عن النفط،  والقيام بالتوقيع على اتفاقيات الدفاع المشترك، وكذلك السماح والموافقة للصين بأن ترعى  مصالحة وطنية.. فهي الأجدر والأقوى، وهي دولة تحترم تعهداتها وتحترم سيادة الدول وتلتزم بعدم التدخل بشئون الدول ذات السيادة،  وهي دولة تحظى باحترام كل اليمنين، لأنها دولة غير استعمارية، فلا تسعى لإخضاع الشعوب بالقوة، بل تؤمن بالمصالح المشتركة القائمة على تحقيق المنافع الاقتصادية، لا إسالة الدماء واخضاع الدول بالقوة، وعند اتفاقها مع اليمن وفقا للمصالح  المشتركة وبناءً على دراسة الجدوى، فإنها بعد ذلك ستمنع نهائيا الأقزام والصغار من مؤذاتنا  بأموالهم القذرة، و ستتصدى بعدها لأي معتدي وبكل الوسائل ..، فهذه الاتفاقيات لو تمت، سنكون قد أعدنا لليمن  دوره في المنطقة، ونكون قد هزمنا  دويلة بن زايد ومشروعه  في اليمن؛  ونكون قد أعدنا لوطننا الحبيب  مكانته ودوره في المنظومة الدولية، و نكون قد جنبنا وطننا من التقسيم والتمزيق ،  أو الاعتداء  عليه من أي كان..!؛ ألا قد بلغت..!؛ اللهم فاشهد.. !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي