القيادة الشرعية قررت.. فصدقوها وثقوا فيها ..!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ١٢:٣٧ صباحاً

هناك من يتعاطى من العامة مع  الحرب الإلكترونية بجيشها الجرار في الكذب والتضليل فتؤثر عليه نسبياَ، و يصدقها البعض منهم ..!؛ 
وهناك من يعتقد أن الشرعية كأنها تمارس لعبة الكر والفر مثلها مثل العصابات في حروبها، وهذا غير صحيح..؛ فالدولة والجيش عندما يقرر ان معركة فإنهم يعملون لها ألف حساب، وعندما يتخذ قرار ساعة الصفر لا مجال للتراجع والانهزام ابدا، فالنصر ولا غير النصر أمام أعينهم..  فحروب الجيوش معلومة ومعروفة، وشغل العصابات والمليشيات ايضا معلوم ومعروف..!


أيها الكرام.. إن الجيش عندما يخطط  ويقرر خوض معركة فلا سبيل أمامه الا ان يكسبها وينتصر، لا أن يتراجع وينهزم.. فلا مجال للانسحاب من الأماكن التي استعادها، قد يتكتك ويناور لكن لا يفرط بالمكتسب على الأرض ابداَ.. أما أن يقال بالأمس أن أبين مثلاً  قد تحررت واليوم يقال أن الانتقالي قد عاد وسيطر عليها من جديد، ومن أن الجيش انسحب أو تقدم أو اختفى ، فهذ لعب جهال ولا يقبله العقل والعلم والتخطيط الحربي المحترف.. أما التكتيك والمناورة  وعنصر المباغتة فهذا شيء وارد في الحروب ، الظهور والتخفي شأن معارك العصابات.. 


أحب أن أؤكد لكم أنني ما زلت على قناعتي من أن النصر في كل المراحل حليف الشرعية، لأنها على الحق وحريصة على المواطنين واستعادة الدولة وسلطاتها  ولا تمارس الاجرام والعنصرية والظلم كالذي شاهدناه قبل أكثر من شهر على يد عصابة الانتقالي في معاملتهم للمواطنين من المحافظات الشمالية، ماجري لهم يكفي أن تحكم أن النصر حليف الشرعية وأن الهزيمة لا محالة مستحقة استحقاق للمجلس الانتقالي العنصري ، وعندما باركنا بالأمس وهنئنا القيادة السياسية  الشرعية على تحرير شبوة، وأبين وفي الطريق لتحرير عدن، كنا  ولا زلنا مدركين وواعين أن أبين ستعاد، وعدن العاصمة ستعاد، وسيدار منها عمليات  تحرير ما تبقى من أرضي و مؤسسات الجمهورية اليمنية التي لا تزال  تحت سيطرة الانقلابين الحوثين..!؛ 


ولذلك أقول لا وقت للإحباط، ولا ينبغي على القيادة التي تدير هذه العمليات من غرف عملياتها أن تغلب الجانب العاطفي  على الجانب العقلي العلمي، وأن لا يغيب عن بالها مطلقا عدم تنفيذ الخطط  الحربية في المعارك التي تنفذها ، فالعلم والتخطيط وحسن التطبيق للخطط والتنفيذ الدقيق للخطط الموضوعة هو أهم مؤشر من مؤشرات النصر المؤزر بإذن الله تعالى ، ولكي تكسب المعركة ويتحقق النصر بأقل الكلف الممكنة عليها أن تدرس كل المعطيات وتستوعبها في خططها العسكرية قبل أن تبدأ بالتنفيذ، فإذا بدأت بالتنفيذ فلا ينبغي التوقف لإعطاء السياسة حقها، فالحديدة مثال لا ينبغي تكراره، التحرك العسكري والضغط هو الهدف منه تحقيق المطلوب دون قتال هذا هو المرغوب والمؤمل، فإن تحقق سلميا فهو المطلوب والخطط العسكرية تكون ناجحة في ذلك ومن دون قتال فالضغط يجعل المقابل ينفذ؛ فإن لم فالاستعدادات والإمكانيات تكون متوفرة لإجباره بالقوة.. هذا هو منطق الخطط العسكرية أيها القادة الشرعيون.. ؛ فبالأمس سمعنا مثلاً وتابعنا أن الجيش قد توقف عند نقطة العلم مدخل عدن، وقيل أن هذا القرار قد اتخذ من القيادة العليا لإعطاء الفرصة للتسليم دون قتال؛ واليوم أصبحنا نسمع أن نقطة العلم وغيرها قد استعيدت من قبل الانتقالي، طبعا انا لا أصدق حرب الذباب الإلكتروني وأصدق فقط أن أمر الحسم قد اتخذ وأعدت العدة لتنفيذه ولا يمكن إذا ما تمت السيطرة على مكان ما من قبل الحيش أن ينسحب منه أو أن يتقدم لمكان اخر دون تأمينه.. وعليه انصح القيادة الشرعية أن تغادر العاطفة وتعمل على الأرض بما يخططه القادة العسكريون وتنفذه الوحدات العسكرية على الميدان ، ولكن مع المراعاة الدقيقة  لأخلاق الحروب التي تقودها الدول المتحضرة، وبفنون القتال الذي تعتمده الجيوش المحترفة..! 


لا مجال للشك والياس أيها الشعب اليمني العظيم الصابر والمحتسب.. فشرعيتنا ليست دمية بيد احد، فعندما تتخذ قراراتها لا يمكن أن تتوقف وتتراجع عنها مهما كلفها ذلك من تضحيات والنصر آت.. آت  وبحسب ما سمعنا فإن المهلة التي منحت قد انتهت وسنسمع في الساعات المقبلة النصر الذي لا بعده انكسار أو تراجع.. وأثق كل الثقة  بمن يقودون المعركة وأثق بكفاءتهم واقتدارهم على التنفيذ الأمين لقرار القيادة الشرعية بالحسم واستعادة السلطة بعدن؛ لتعود من بعد ذلك كل المؤسسات للعمل منها  وفقا للدستور والقوانين النافذة ..!؛ 


ايها الشعب اليمني العظيم حذار.. حذار من أن تؤثر فيك حملات  التضليل  الاعلامي.. فثق وصدق قيادتنا الشرعية، خصوصاً بعد أن غادرت الصمت وبتنا نسمع في كل ساعة تصريح لاحد رجالاتها الذين يظهرون ويتحدثون وأخص بالذات الجبواني والميسري مع حفظ الألقاب.. ينبغي السماع للشرعية بشكل كبير وتصديقها، وحتى يثبت العكس لا سمح الله.. فعند ذلك لكل حادثة حديث..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي