تقاسموا يرحمكم الله

كتب
الثلاثاء ، ١٧ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً
  بقلم : محمد الغباري على عهد التقاسم بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام تركت المواقع الادنى من المدير العام لمن هم خارج تلك التركيبة التي اعقبت قيام الجمهورية اليمنية , لكن تقاسم العهد الثوري يبدو انه لن يترك حتى موقع مدير ادارة الا وتم تقاسمه ومع ذلك لايزال قادة اللقاء المشترك يصرون على نفي صفقة التقاسم على التعيينات التي امتدت من اعلى السلم الوظيفي وحتى البوابين على مقار البعثات الدبلوماسية .. قد اكون واحد من القليلين الذين يؤيدون التقاسم الحزبي بوضوح ولكن على الاحزاب ان تغادر موقع النكران واستمرار ذر الرماد في العيون وهي تنفي هذا التوجه فيما هي في مقايلها الخاصة تتوزع كل شيء بين الأحزاب الثلاثة " المؤتمر والاصلاح والاشتراكي " وما تبقى من الفتات يرمى للناصريين والاحزاب الصغيرة الاخرى .. لست مع بقاء الاصلاح خلف محمد سالم باسندوة ولكني مع تولي محمد اليدومي موقع رئيس الحكومة وان يكون الوزراء من قيادات حزب الاصلاح مثلما هو الحال مع المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي الذي كان شجاعا في اختيار قيادات في مكتبه السياسي لتولي المناصب الوزارية .. على هذه الاحزاب ان تختار لمواقع وكلاء الوزرات ومدراء العموم وحتى مدراء الادارات والموظفين في السفارات والبعثات الدبلوماسية الملحقة وحتى في المدارس قيادات حزبية " فاقعة " حتى نعرف جميع قدرة وصدقية هذه الاحزاب وكفاءة من تختار ... الحديث عن معيار الكفاءة كأساس في تشكيل الحكومة سقط في اول قائمة تم مناقشتها لتولي المناصب الوزارية حيث دخلت الاحزاب في مفاوضات شاقة على توزيع الحصص والمقاعد , وهي اليوم مستمرة في نفس النهج , وقد وصل بها الحال الى تقاسم الوظائف العادية , وخصوصا في البعثات الدبلوماسية , بل ان غالبية من الذين وصلوا سن التقاعد كانوا راس قائمة المرشحين للحصول على نصيب من كعكة الثورة المباركة ... بالأمس كان لي حديث مؤلم مع الاصدقاء مانع مطري وعبد الهادي العزعزي وهيكل التويتي وهؤلاء من ابرز وانشط شباب الثورة وقادتها حول موقع الشباب في مؤتمر الحوار الوطني وحتى في قيادة الاحزاب السياسية , كان الراي لدى هؤلاء ان الاداء الحكومي المخجل سيؤدي في النهاية الى اندلاع ثورة جديدة , لان القوى التي قاسمت علي عبد الله صالح الحكم وقمع الاخرين وشنت حرب 1994م ونهبت معه مساحات من الاراضي في الجنوب وفي الحديدة وغيرها هي التي تتحكم بمعظم القرار السياسي... الامر لا يقتصر على هذا فاللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني وزعت بالمناصفة بين المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك والى حد كبير دخل الحوثيون طرفا فيها وغاب عنها الزعماء الجنوبيون والمستقلين الشباب ورغم كل ذلك فقادة اللقاء المشترك لديهم حساسية مفرطة جدا من الحديث عن التقاسم .. ياسادة نريد الاحزاب ان تتحول الى مؤسسات وان تغادر مربع العمل السري والخروج الى النور, ولا نريدكم ان تديروا شئون الدولة من وراء باسندوة او من تحت غطاء وزراء تقولون انهم غير حزبيين في حين ان الواقع غير ذلك , " تقاسموا وتفاسحوا لبعضكم البعض يرحمكم الله " , لكن من حقنا ان ننقدكم ونقيم ادائكم مادام وانتم تحملت مسئولية ادارة الشأن العام. بعد اقل من عامين من الان سنكون على موعد مع انتخابات نيابية عامة وخلال هذه الفترة المتبقية من الفترة الانتقالية نريدكم ان تقدموا للناس مالديكم من كفاءات وقدرات , فان اقتنعوا بأدائكم انتخبوكم وان لم , اختاروا غيركم .. ولانكم لم تنجحوا حتى الان في تقديم مثال جيد في الاداء والاختيار , والتركيبة الحكومية الكسيحة , وادائها الهزيل خير شاهد على هذا , فلا تعتقدوا ان كذبة الكفاءة ستنطلي على البسطاء الذين جعلهم الفساد والفقر عرضة للسخرية لدى جيرانهم ..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي