داخلين.. داخلين.. ثقة ميسريه تريح القلوب قبل العقول..!..

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ١١:٥٨ مساءً

نداء حريص على الدماء  ومن مصدر قوة، لكن من واقع المسؤولية في الحرص على جميع اليمنين المختلف معهم قبل المتفق معهم.. نداء قوي وحار ومليء بالدفيء والحنان والحرص على دم الانسان اليمني.. لله درك  يا ابن اليمن الاتحادي الجديد يا أيها المهندس الميداني لعودة الشرعية لكل المناطق المحررة،  ولعودة هيبة الدولة التي حاول المتمردون أن يحلوا محلها من غير صفة قانونية.. نداء مسجل بصوت جهوري مؤثر يصل للقلب قبل العقل؛ فمن يملك قراره بيده لن يقف منه موقف الرافض إلا إذا كان  مستخدماً، فهذا لن يتأثر ولن يستجيب لهذا النداء الانساني السياسي الناضج والعقلاني والمؤثر.. 

نداء فيه العزة والقوة والثقة بالنفس وبالدولة وبالجيش الوطني.. نداء يحدد البوصلة والهدف ويعفي ويسامح  ويعطي فرصة لمن يريد جر الشرعية لمعارك جانبية، فالهدف الغائي والنهائي من خلال هذا النداء هو الدخول لعدن، والتأكيد على  أن القرار للدخول  قد اتخذ، ولا رجعة فيه، ولكن الرغبة أن لا تجد قوة الشرعية من يعترض دخولها، نداء يقول للمتخندقين نرغب ونتطلع ألا تسفك دمائكم ولا دماء الشرعية، ها نحن نناديكم لإسقاط  الحجة، فإن أبيتم فأنتم المسؤولون عن كل قطرة دم ستسفك بسببكم.. نداء فريد وجديد في السياسات الدولية  قدمه المهندس أحمد الميسري، فيه من  الواعي والمسؤولية والدروس لمن يريد ان يستفيد ويتعظ ، فيه من الرجولة  ما يكفي وأهمها احترام الخصوم وتكبيرهم لا الانتقاص منهم.. فيه من الأمان ما يكفي، ويحمي أن يقع المقابل في الاحباط ويقاتل كاليائس والمنتحر، فيعطي النداء  الأمان وبشكل علني من فوق الطاولة لا من تحتها؛ 

ليس ذلك فحسب، بل يعد ويتعهد بضمان  الدور في المستقبل  للأفراد والتشكيلات، وهذا لا يعطى إلا من كبير، إلا من مسؤول، إلا من دولة، إلا من رجالات  الدولة  الكبار كابن اليمن البار المهندس أحمد الميسري.. حكومة شرعية أعطت وتعطي  مساحة من الوقت لكي لا يواجه المتمردون الدولة والجيش في معارك جانبية كمحاولة لحرف البوصلة واشغال الشرعية والتحالف عن قتال الانقلابين أدوات الإمبراطورية الفارسية التي تستهدف اليمن والخليج كله.. نداء الشرعية الذي أطلقه الميسري عبر تسجيل صوتي له نشر هذا اليوم فيه من القوة ما يكفي، وفيه من الحرص ما ينبغي، وفيه من احترام الأخر ودوره في المستقبل ما يطمن، نداء راقي ومسؤول مع إبداء  الثقة بأن الشرعية في طريقها لا محالة  لتحقيق النصر المبين لكل اليمنين_ للمتمردين قبل الموالين.. 

نداء يريد توفير الدم  ويقلل الكلفة، ويدخره  لقتال المد الفارسي ومن أجل استعادة الدولة من المنقلبين في العاصمة صنعاء.. نداء يقول لمن يقاتل الشرعية أن قتالكم لا جدوى منه، فهو قتال   عدمي وعبثي لا يجلب النصر لكم ، و النداء الذي أطلقه الميسري رمز الشرعية في  الميدان لا يحمل معنى الانتقاص، ولا معنى التشفي، ولا أي معنى للتقليل من المقابل، بل وجدناه في ندائه إلى قيادات الحزام الأمني وعناصره في أبين وعدن إلى الانضمام لقوات الجيش الوطني؛ وهذه مكرمة الدولة لو اختاروا ذلك ولم يقاتلوا، أما إذا ابو واستمروا في القتال فسيقتلون أو يؤسرون ويحاكمون .. الميسري طالب قائد الحزام الأمني  في أبين عبداللطيف السيد بالتسليم حقناً للدماء ومنحه وعناصره الأمان.. ذكره بالاسم نظراً لاستماتته ورجولته في المواجهة وذكره لأنه في الميدان لم يهرب كما هرب قادة التمرد الأخرين  الذين اختفوا ولم يظهروا أثناء المعارك التي أشعلوها.. نعم! فروا بما يستطيعون من ثروات واسلحة باتجاه مناطقهم .. كما وجه أيضاً الميسري دعوة لكل قوات وقيادات الحزام في محافظتي "عدن وأبين" بالتسليم مقابل الأمان، وضمهم إلى وحدات الشرعية.. وبشرّ الجميع بأن القرار قد اتخذ لاستعادة عدن وأبين وكل شبر من اراضي الجمهورية اليمنية؛ فالنصر المبين قادم ولن تثنيه هذه الاحداث الجانبية التي تؤجل النصر المؤزر إلى حين.. 

لكن النتيجة  المحتومة  بأن الشرعية وجيشها  داخلين عدن داخلين، وداخلين صنعاء داخلين، والشرعية ستعيد الأمور إلى نصابها مهما كلفها ذلك من وقت وجهد وتضحية..! فتحرير  العاصمة صنعاء قادم ؛ولكن البروفة في تحرير عدن ولذلك داخلين عدن كمدخل للدخول إلى صنعاء وفي أقرب الأجال..!

أكد المناضل  الميسري في تصريحه أو ندائه  أن الحكومة الشرعية عازمة على استعادة السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة في أبين وعدن، وإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية فيهما. و أن الشرعية ستكون مظلة لكل أبناء الجنوب والشمال، والجميع سيحتكمون للقوانين. ووجه الميسري قوات الشرعية بالحفاظ على مؤسسات الدولة والخاصة، محذراً من أي اعتداء أو تصرف خارج إطار القانون.. 
لله درك يا ابن اليمن البار.. لله در الشرعية والحكومة الشرعية والجيش الوطني الضامن لكل أبناء اليمن أن يحكموا وأن يتنافسوا وأن يعبروا، ولكن من غير استخدام السلاح أو التلويح به.. فقد ولى عصر البلطجة والمتنفذين وجاء دور المؤسسات الدستورية والقانونية.. لا للفوضى.. لا لإقلاق السكينة العامة.. تحية لك يا ابن الميسري المغوار الانسان الحريص والواثق والشجاع ..!؛ تحية لك فقد ارحت القلوب قبل العقول بندائك الذي عمم..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي