لن يكون هناك حوار مع مليشيا إنقلابية منكسرة

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ١٢:٤٦ صباحاً

 مع إني متشائم لبيان التحالف إلا إني سأحاول النظر للجزء الممتلئ في الكأس ، صحيح أن البيان أكد على تحقيق أهدافه الإستراتيجية في اليمن وأهمها القضاء على الإنقلاب الحوثي ، وأكد على تسمية مليشيا الحوثي بمليشيا إنقلابية مدعومة من إيران ، ولكن للأسف الشديد لم يُسَمِّي مليشيا المجلس الإنتقالي بالإنقلابيين ولم يذكر داعمهم القوي الذي مَكَّنهُم من الإنقلاب في عدن بأربعمائة مدرعة وعتاد عسكري ضخم يفوق ما تملكه المؤسسة العسكرية اليمنية ، بل وذهب بهم لمحافظتي أبين وشبوة لإحتلالهما على غرار ما فعلوه في العاصمة عدن .


     لا نختلف أن البيان جاء لنصرة شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والتأكيد على المضي قُدُماً لتحقيق أهداف التحالف ، ولكن كان إعلان البيان في الوقت الذي كانت فيه مليشيا المجلس الإنتقالي تعيش اللحظات الأخيرة وعلى وشك إنهاء وجودها بالكلية .. فلماذا يا ترى ؟ أضِف إلى ذلك أن البيان يعود مجدداً ويدعو إلى حوار جدة ، حوار بين من ومن وعلى ماذا ؟ أيُعقَل أن يكون ثمة حوار بين الحكومة الشرعية ومليشيا إنقلابية ؟ .


     البند الأهم في بيان التحالف فيما يخص دعم الشرعية والقضاء على الإنقلاب والحفاظ على وحدة اليمن لا غبار عليه ، ولكن مسألة الحوار مع مليشيا إنقلابية فهذا أمر غير مقبول وكان ينبغي أن تُرفع قائمة بأسماء عصابة الإنقلاب لمحاكمتهم بدلاً من الحوار معهم ، وإن كان لابد من حوار فليكُن بين الحكومة الشرعية وقيادات التحالف لتوضيح العلاقة وتنظيمها ، ووضع جدول زمني لإدارة المرحلة المستقبلية وكيفية التعامل معها ويكون مفتاحها إعادة تطبيع الأوضاع لاسيما الأمنية في المناطق المحررة ، وإعادة تشغيل كل المؤسسات الحيوية بفتح كل المطارات والموانئ الجنوبية ورفد البنك المركزي بمنح نقدية لتعزيز سعر الريال اليمني ، فإن لم تحل كل هذه القضايا المحورية فلا جدوى من الحوار ومعنى ذلك أن البيان جاء فقط لينقذ مليشيا المجلس الإنتقالي الإنقلابية المنكسرة ، وإنكسارها هو الجزء الممتلئ من الكأس الذي نظرت إليه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي