ثق أيها الشعب لن يُفَرِّط فخامة الرئيس بأمانتك

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٢٠ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٠٠ صباحاً

 حزمة من القرارات تعدت 30 وضعتها مليشيا الحوثي في ملف وأرسلت رسولها ليوقعها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء حصارها له ، فوصل الرسول ووقف أمام فخامته فإلتفت إليه صاحب الفخامة وإذ بخنزير حوثي يقف أمامه كانت ملامح وجهه توحي بنشوة الإنتصار ظاناً بأن من يجلس أمامه سيأخذ القلم بيد مرتعشة ويبادر في التوقيع ، فكانت المفاجأة .. بدت على ملامح وجه الخنزير هول الصدمة حينما إلتفت فخامته إلى الملف ولم يفتحه بل أعاده إلى الخنزير البشري الواقف أمامه وهو فاتحاً فاه ونبس فخامته بكلمتين فقط : لن أوقع ، فبدأ متلعثماً ذاك الواقف وقال لفخامته : إفتح الملف أولاً وأعرف ما بداخله ، فقال الجالس على كرسيه بادياً شموخه وأنفته وثقته بنفسه : من غير أن فتح الملف فأنا أعرف ما بداخله .. هي قرارات تريدون مني توقيعها ولن أوقع عليها ، فرد عليه بسؤال : ولماذا ؟ وبرباطة جأش قال فخامته : لن أشرعن إنقلابكم ولو كان الثمن حياتي وأسرتي ، فأنا أحمل أمانة في عنقي قبلتها من الشعب وهي الحفاظ على الدولة والجمهورية لآخر رمق في حياتي ، فخلصت هذه المقابلة لضريبة موجعة له وبموقفه البطولي هذا إستشهد أكثر من عشرة أفراد من أسرته وجرح العشرات في مواجهات بين حراسته وأفراد أسرته مع مليشياتهم ثم أُسْر أخيه الشقيق العم ناصر منصور هادي .

 


     خالد محفوظ بحاح عندما كان رئيساً للوزراء ونائب رئيس الجمهورية كان يُمَنِّي نفسه بأنه رئيس الجمهورية القادم ، صَدَّقَ الأبالسة وشياطين الإنس حينما أقنعوه بأنه الأكفأ من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بقيادة البلد ، فأخذته العزة والكبر والخُيلاء وأمسى يعيش هذا الحلم حتى أصبح يوماً ليجد نفسه خاسراً كل شيء ، لم يعُد رئيساً للوزراء ولا نائباً للرئيس وخرج مُطأطئ الرأس منكسراً يجر خلفة الخيبة والندم ، فلم يعُد إلا مغرِّد على منصات التواصل الإجتماعي .

 


     نهاية خالد بحاح الحزينة والبائسة كان سببها أنه جاء يوماً لفخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي مصطحباً معه السفير الإماراتي في اليمن ، كان بيده ملف وقال لفخامته جئتك لتوقع على ما بداخل الملف ، فقال فخامته : وفيما يخص هذا الملف ؟ فرد بحاح قائلاً له : يخص تأجير جزيرة سقطرى لأشقائنا الإماراتيين لمدة 99 عاماً وهذا أقل ما يمكن أن نكافئهم به لما قدموه لنا من تضحيات في اليمن ، رد فخامته غاضباً : أتطلب مني التوقيع على بيع جزيرة يمنية ؟ أنت تعلم ما كان سيادياً لا يمكن لكائن من كان أن يوقع عليه بما فيهم رئيس الجمهورية إلا بعد المصادقة عليه من قـِبـَل مجلس النواب أو بإستفتاء شعبي ، فخرج خالد بحاح وهو يتمتم بعبارات التهديد والوعيد لفخامته ، فكان هذا الموقف القشة التي قصمت ظهر البعير .

 


     ميناء عدن أجَّرَهُ عفاش الهالك للإمارات بأبخس الأثمان فقط ليستلم عمولته ضارباً بمصلحة اليمن والشعب اليمني عرض الحائط ، فقامت الإمارات بتجميده لصالح ميناء دبي وجبل علي حتى إستلام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي علم الجمهورية من سلفه الهالك ، فأعاد فخامته الأمور إلى نصابها الحقيقي وألغى الإتفاقية المجحفة التي كانت بمثابة شرارة الحرب ضد فخامته حتى يومنا هذا .

 


     مواقف وطنية ومسؤولة قام بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أدت إلى إستمرار الأزمة لخمس سنوات ، فلو كان ضعُفَ وجَبُن وتنازل عن كل ما طُلِب منه لإنتهت الأزمة خلال أسابيع ، ولكانت عاصفة الحزم آتت أكُلُها وحققت أهدافها كاملة ، وكل ما يحصل الآن من إطالة أمد الأزمة والحرب وعرقلة عمل الحكومة وإنشاء مليشيات بمسميات مختلفة والمجلس الإنتقالي والإنقلابات المتكررة إلا لمحاولة لوي ذراع فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي ، وما ذلك إلا ليتنازل فخامته عن سيادة الدولة وبيع الأرض متناسين أولئك الخنازير بأشكالهم وألوانهم والذين جاءوا لمناصرته ومناصرة الشعب اليمني أنه رفض التوقيع على بضعة قرارات وهو محاصر والموت يحوم من حوله ، فخسر من أسرته أكثر من عشرة شهداء وأُسِرَ شقيقه فما بالكم عندما يتعلق الأمر بسيادة الدولة وأملاك الشعب وثرواته وبالأمانة التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال ، فهل يعي أولئك أنهم أمام صرح أبيني شامخ على إستعداد أن يخسر حياته وأسرته فرداً فردا في سبيل الحفاظ على أمانة شعب عظيم كالشعب اليمني ؟ .. حفظ الله فخامة الرئيس الوالد ونصره على أعدائه وعلى كل المتربصين به .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي