وزارة التعليم العالي في الشرعية تعبد الطريق للانفصال  ولهدم التعليم ..! 

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٣١ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٥٦ مساءً


صدر قرار وزاري من التعليم العالي مؤخراً  يحمل الرقم ٦ لسنة ٢٠١٩ بشأن الموافقة على نقل (٣٣) عضو من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم  من عدد من الجامعات التي تحت سيطرة الانقلابين إلى جامعة عدن أولهم د. خلدون محمد احمد الرهوي استاذ كمياء الصيدلانية كلية الصيدلة _جامعة صنعاء،  واخرهم ناظم حسين علي قاسم معيد في كلية التربية _ جامعة  صنعاء، ممهور هذا القرار بتوقيع الاستاذ الدكتور حسين عبد الرحمن باسلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الشرعية بتاريخ ٣٠ ابريل ٢٠١٩م.. وعند فحص المنقولين وجد أن أغلبهم من المحافظات الجنوبية إن لم يكونوا كلهم، وأغلبهم ممن استلموا رواتبهم بشكل مبكر كنازحين، وعندما انذرت جامعة صنعاء المنقطعين سارعوا بالعودة إلى جامعة صنعاء نيابة الشؤون الأكاديمية ورتبوا أمورهم هناك ولم يكونوا ضمن المفصولين، وبقى أغلبهم يدرس بجامعة صنعاء ولم يتعرضوا لأي أذى أو مضايقة أو مطاردة؛ وللعلم أن هذا القرار قد أوقفته نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم  منذ مطلع العام٢٠١٧، عندما حذرت النقابات الاستاذ الدكتور حسين باسلامة من نقل اي عضو هيئة تدريس من الجامعات التي تحت سيطرة الانقلابين الحوثيين  لان النقل يخدم الحوثيين ويترك فراغ سيستغل  بتعيين بدلاء من ميليشياتهم، إضافة لهذا أنه لكل الأحوال لا يجب أحداث اختلال في هياكل الجامعات وكوادرها وطاقاتها الاستيعابية ، وللعلم بأن مجلس جامعة عدن كان قد رفض قبول عددا كبيرا من المتقدمين للنقل؛ نثني على موقفه ذاك؛ ونطالبه بعدم تمرير هذا القرار ايضا..  

فإن كان ولا بد يا معالي الوزير ولظروف استثنائية وبحالة مؤقتة  فلا بد من استيعاب المطاردين والمطلوبين للحوثة  أو النازحين الذين لا يستطيعون العودة و بشكل مؤقت يستفاد منهم حتى تستقر الأوضاع، وتعود الشرعية، ويعودون لجامعاتهم..!؛ 
.. ولكن.. وعلى ما يبدوا  أن معالي الوزير قد وقع في فخ نُصب له بعناية ، أو أنه قد تعرض  لضغط كبير من قبل قوى انفصالي أو تطالب بالانفصال، ولم يستطع الفكاك  منها لغياب باقي أركان للشرعية وحمايته،  حتى أصدر مثل هذا القرار الذي يسيء لشخصه الكريم قبل موقعه كوزير في الشرعية، نقول له أن هذا الذي قمت به غير صحيح ولا يخدم العملية التعليمية ولا يتطابق مع سياسة الحكومة الشرعية، لكنه يتوافق كليا مع سياسة الانفصالين والانقلابين معاً..!؛ 
الا يكفي يا استاذ حسين باسلامة الجامعات الواقعة تحت سيطرة الانقلابين وما يلحقها  من مسخ وهدم لبناها العلمية والتربوية والتنويرية؛ فتشتركون أنتم في الجريمة وتنقلون ٣٣ عضوا كبداية، و يا للآسف على اساس جغرافي؛ فماذا سيقال  لك وانت في حكومة الشرعية أي في حكومة الجمهورية اليمنية..؟؛  وأنت تخالف سياستها جهاراً نهاراً  باتخاذ قرارات خاطئة وشطرية مع كل آسف، فقرارك هذا يا معالي الوزير يخدم الانقلابين، و أنت كوزير في الشرعية تُعبد للحوثيين الطريق لهدم الجامعات الواقعة تحت سيطرتهم..!؛ 


معالي الوزير هل تريد من  المراقبين والمتابعين  والشعب أن يقول ..؟؛ أنه  ينبغي على أساتذة الجامعات أن يتركوا كراسي المناصب العليا في التعليم العالي لشيوخ  القبائل، كونهم يديرونها أفضل من حملة الدكتوراه؟؛ أم ماذا يامعالي الوزير..؟؛
شخصيا  صعقت بقرار الوزير هذا، خصوصاً وانا اعرف موقفه ورؤيته، ومعجب جدا بتواضعه ووطنيته وسمو أخلاقه.. وعليه فإنني اطالبه بالعدول عن هذا القرار الذي سيفتح الباب على مصرعيه لمزيد من المطالبة بالنقل بالمماثلة، وبالتالي قيام الحوثة بتعين البدلاء، وهذا سيؤجج  الصراع  وستفرغ الجامعات الأصلية وستتشبع الجامعات المنقول إليها وستظهر النعرات والمشاكل، و الخلاصة سيتضرر الطالب وستختل الجامعات، ولا شك أنه بالنتيجة  سيتضرر موقع وسمعة معالي  الوزير..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي