الحوثية أكثر الجماعات الإرهابية خطرا

د. عادل الشجاع
السبت ، ٢٧ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً

 
بعد أن أقدمت عصابة الحوثي الإرهابية على قتل مجاهد قشيرة والتمثيل بجثته كتب الكثير من الكتاب ودبجت القنوات الفضائية تقاريرها مستنكرة تلك الجريمة، وكأن هذه العصابة قدمت من سويسرا أو أنها ولدت من رحم الديمقراطية..نسى هؤلاء أن هذه العصابة قد نشأت على قاعدة التمرد والقتل والتهجير..

 لست بصدد إحصاء الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابة ولكنني ألفت النظر إلى التراخي في التعامل مع هذه العصابة التي تمارس وحشيتها بزهو وابتهاج.. نحن أمام همجية القرون الوسطى حيث تقترف هذه العصابة أبشع جرائمها على مرأى ومسمع من العالم .

 
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تمكنت هذه العصابة من تحدي الشرعية وتحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وقراراته ونجت من عاقبة المواجهة؟
إن استمرار هذه العصابة حتى اليوم دون هزيمتها لا يتعلق بمدى قوتها من ضعفها، بقدر ما يتعلق بالخلل في القوات التي اصطفت لمواجهتها، فقوة هذه العصابة تكمن في شبكة المصالح المتناقضة بين قوى المواجهة.

 

وإذا تجاوزنا لوم المجتمع الدولي الذي تخلى عن حماية القانون الدولي كونه يتحرك وفق مصالحه، وتجاوزنا لوم تحالف دعم الشرعية كونه سقط ضحية المعلومات الخاطئة التي قادته إلى وحل يصعب الخروج منه إلا أننا لا نستطيع إعفاء الشرعية من المشهد الانحداري وعجزها عن تحقيق نصر كامل وجعل النصر العسكري حقيقة سياسية، فحساب الحرب ليس ميدانيا وحسب، إنما أيضأ سياسي واقتصادي واجتماعي.

 
لقد حررت الشرعية ٨٠ ٠/٠ من الأرض لكن هذه الأرض تحولت إلى جمرة في قبضتها تحرق يدها ولم تستطع أن تحول هذا النصر إلى سياسة وهيبة. ولماذا اللوم على الشرعية دون بقية القوى الأخرى، لأن قيادات الشرعية لو كانت مازالت تملك قليلا من النخوة والكرامة لما بقيت طوال خمس سنوات في الخارج وتركت البلاد والعباد لهذه العصابة تعبث بهما..لو كان هؤلاء يملكون قليلا من الكرامة لحاربوا هذه العصابة بالذر وانتصروا عليها فما بالنا بالسلاح والعتاد والجيش الوطني.

 

خلاصة القول: هذه العصابة تشكل خطرا على العالم، لذلك يتعين على العالم مواجهة هذه العصابة الإرهابية وتجفيف منابعها، خاصة وأنها تقسر اليمنيين إلى أن يكونوا جزءا من المواجهة الإقليمية التي تخوضها. ألم تشعر الشرعية وتحالف دعم الشرعية والعالم بالخزي من بشاعة هذه العصابة، وبالتالي يعملون على هزيمتها التي هي أبسط من تحقيق إتفاق إستوكهولم؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي