المشروع القومي العربي لم يسقط، رغم المحاولات..!.. 

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٣ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٠٩ مساءً


في يوليو ميلاد أمة  يتجدد بتجدد  أنينها  وحسرتها على فقدان قائد الثورة جمال..!؛ 
إن  ثورة 23 يوليو 1952 التي انطلقت في مصر العروبة بقيادة القائد العربي العظيم  جمال عبدالناصر هي كشاف أضاء  لكل  الثورات الأخرى التي انطلقت بعدها في ربوع اقطار وطننا العربي من المحيط إلى الخليج، وكل تلك الثورات قد استنسخت أو استأنست بأهداف ثورة 23يوليو العظيمة، خصوصا ثورتي سبتمبر واكتوبر اليمنية، وجلّ الأهداف  تركزت على التحرر والعدالة  والوحدة؛ أو بالشعار الخالد  حرية _اشتراكية _ وحدة.. وحتى ثورات الربيع العربي جاءت لتتناغم مع تلك الأهداف والشعارات التواقة  للحرية والتقدم، والكرامة الانسانية، والعدالة الاجتماعية  والسياسية!؛ أي التوزيع العادل للثروة والسلطة..!؛ 
من كل عام الأمة العربية العظيمة في الثالث والعشرين  من يوليو تستيقظ؛ وتسقط واقعها المخزي وتقارنه بأيام العز أيام الزعيم ناصر، ايام ارفع رأسك يا اخي، أيام مواجهة الاستعمار والرجعية، أيام تأميم قناة السويس وتطبيق قوانين الإصلاح الزراعي ومحاربة الاقطاع، هي بهذا الفهم  تكون قد توصلت إلى نتيجة مفادها أن ثورة يوليو العربية مطلوبة حالاً، بل وكأنها انطلقت لتوها، بل وينبغي على الأحرار  أن يستلموا من دروسها العظيمة والنضال في سبيل تحقيق كامل أهدافها على واقع أمتنا العربية الآن؛ فما أحوجنا لها اليوم أكثر مما كان عليه الحال عند انطلاقه قبل سبعة وستين سنة خلت ..؟!؛ 


إن ما فكر به ناصر قبل أكثر من ستة عقود  هي ذاتها أفكار كل إنسان عربي حر اليوم..!؛ وهذا يعني فيما يعنيه أن  المشروع القومي العربي  حاضراً ولم يغيب، رغم ماكنة التغييب المتنوعة ، ولم يتم إسقاطه؛ رغم المحاولات العديدة ضد القائد جمال، والتي  كان أخرها اغتياله  في  الـــ28  من سبتمبر عام 1970، ظناً منهم انهم بهذا الفعل قد اغتالوا المشروع القومي، ولا شك أن المشروع قد تأخر إنجازه، أو لنقول تراجع وانكسر، لكنه لم يسقط، ولن يسقط طالما الأمة تستذكر ثورة يوليو و قائد المشروع الاسطوري عبد الناصر في كل ازماتها ، وتستذكر كذلك  ما حمله لها من أحلام وتطلعات، وما حققه من مكاسب على الأرض من تحرر وتحرير، ومن صون للكرامة، ومن الاعتزاز والافتخار بالانتماء لأمة العرب..!؛ 


ثورة يوليو تتجدد في وجدان وضمير الشعب المصري والأمة العربية كل عام، تهانينا لكل الأحرار في وطننا العربي بهذه الثورة العملاقة والتي ستدحر كل المخططات والاطماع الحديثة على الأمة إن كانت صهيونية أو فارسية أو غيرها من الإمبراطوريات ، فالنصر حليف المشروع القومي العربي مهما حاول المتآمرون التقليل منه أو طمس إنجازاته، فلن يستطيعون بيقظة الشعب العربي في كل مكان، وخصوصا طلائعه الوحدوية وبالذات منهم شباب الأمة القادة الميدانيين للتغيير في هذا  الزمن الجديد ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي