سعد الدين كوبيك

محمد بالفخر
الخميس ، ١٨ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٥٣ مساءً

آ  كما ان التاريخ الإسلامي حفل بألاف من رموز الحكم الرشيد الذين عاشت كل الديانات والقوميات والاعراق تحت حكمهم قرونا من العدالة والانفتاح والتسامح والنهضة فهناك أيضا الكثير من النماذج التي طغت وتجبرت وأوصلها جنون الحكم وعشق الملك أن تأمرت مع الأعداء التاريخيين للدولة وكانت احدى معاول هدم دولتهم

هذه النماذج حرّفتْ سياسة الحكم الرشيد وأدارت دفته نحو الطغيان والجبروت في مناحي عديدة وكانت في الغالب هي من تُسيِّرَ الحاكم من خلفآ 

الكواليس، وارتكبت أبشع جرائم القتل والتنكيل لتحقيق مبتغاها، فمن جريمة عبيدالله ابن زياد في حق الحسين ابن علي وأهل بيته الكرام عليهم السلام التي كانت هي الأبشع على مدار التاريخ الاسلامي وأنتجت جرحا غائرا في جسد الأمة علىآ 

مدى القرون المتعاقبة، لكن في الوقت نفسه مثّلت تضحيات الحسين رضي الله عنه مدرسة تقاوم غدر مدرسة يزيد وابن زياد في كافة عصور التاريخ الى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها.

وصدق الشاعر احمد مطر حين قالآ 

فإذا ما خُيّرت ما بين اثنتينآ 

ان أغنى مترفا عند يزيدآ 

او أصلي جائعا خلف الحسينآ 

سأصلي جائعا خلف الحسينآ 

وهكذا استمرت مراحل الغدر والخيانه في تاريخ الأمة في كافة مراحلها على الرغم من فترات التميّز والسؤدد التي أنجبت حضارة لا تضاهى لكن بُؤر الغدر والخيانة التي تغلغلت وتم تغذيتها من أعداء الأمة التاريخيين فعلت فعلتها في كثير من المراحلآ 

وكان التمزيق والتشرذم هو السمة البارزة في فتراتآ 

متلاحقة ولم يخلو حال الأمة بين الحين والآخر من رجال اشاوسآ 

أعادوا بوصلتها نحو المسارات الصحيحة وقد كانآ 

ارطغرل ابن سليمان شاه أحدهم وهو يعتبر من الرجال الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخآ 

وقد ابدعت الدراما التركية في انتاج مسلسل ((قيامة أرطغرل))آ  آ  آ  آ الذي حظي بمشاهدة الملايين في أنحاء العالم كونه ذكّرهم بالأيام الخوالي التي كان لفئة من المسلمينآ  فيها عزة ونخوة وكرامةآ  والتفاف حول دولتهم وكرامتهم وفي الوقت نفسه كان كثير أيضا غارقون في حب الدنيا وشهواتها فتعثرت خطاهم واختل سيرهم وابتعدوا عن الحق وعشعش النفاق في قلوبهم فكانت المؤامرات ديدنهم والخيانة منهجهم والارتماء في حضن الأعداء والسير في ركابهم سمة بارزة في تصرفاتهم،آ  فكل هدفهم الوصول الى مفاصل الدولة والتحكم في مساراتها وصولا للانقضاض عليها بعد السيطرة على كل أركانها
وقد كانت شخصية (سعدالدين كوبيك) مثالا لهذا الارتهان لأهواء النفس الأمّارة بالسوء التي كانت منفذ الأعداء لتحقيق اجنداتهم ومطامعهم ومن العجيبآ  ان يتمتع مثل هؤلاء بقدرات خارقة لحبك الدسائس والمؤامرات ويخرجون منها كما تخرج الشعرة من العجين على الرغم انهم لا يملكون الهالة الإعلامية وشهداء الزور كما هو الحال في واقعنا المعاصر الذي تتجدد فيه شخصية سعدالدين وبما هو أشد وأنكى
ولهذا لا عجب ان ترى تفاعل المشاهدين على الرغم من مرور قرون عديدة على تلك القصة واحداثها مع حدث النهاية المستحقة لذلك الخائن العميل حتى وصل الحال بالبعض وفي بعض الأقطار العربية ان وزعوا قطع الحلوى ابتهاجا بنهايتهآ  واستبشارا بانبلاج فجر جديد يعيد للأمة عزتها ومكانتها، لم تفرح جماهير المشاهدين بنهاية كوبيك المستحقة لكنها عاشت لحظات ما تتمناه لكل خائن باع وطنه وسخّر سلطته وعقله لخدمة أعداء دينه ووطنه فقط ليحصل على مزيد من الامتيازات.

نحن نعيش مأساة رموز وضيعة بصورة أبشع مما مضى فقد يُسِّرَ لبعض من السقطة والجهلة والمتسلقين أن يصلوا لمفاصل عديدة في الدولة ولم يكن ذكاؤهم أو يملكون عقليات متميزة او.. أو هو السبب المستحق لوصولهم بل تم انتقائهم عنوة من أسوأ ما في اليمن من أشخاص وتم تلميعهم وحشد آلاف الريش لتجميلهم واصطنعوا لهم تاريخا لم يكونوا يوما أبطاله وانجرّ العامة والحاقدين وقصيري النظر لذلك ومازالوا عمالا مخلصين لتلميع شخوص (كوبيك) بأسماء وشخصيات عديدة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي