حضرموت حسمت أمرها وأعلنت موقفها وقالت كلمتها

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ١٨ يونيو ٢٠١٩ الساعة ١٠:١٦ مساءً

سرقة طائرات أسرة باهارون وتأميم كافة ممتلكاتها من سيارات وغيرها من قِبَل الرفاق بعدن وتسميتها بطيران اليمدا .. ذكرتني بقصة اللص الذي سرق خروف جاره فعرفوا أهل بيته أنه خروف جارهم فحلفوا أن لا يأكلوا منه إن ذبحه ، فإحتار اللص بالأمر فلا هو قادر أن يذبحه ولا هو قادر أن يعيده لجاره ففكر أن يذهب به إلى السوق باكراً ليبيعه ، وفي الطريق سرقه منه بعض اللصوص وعاد إلى أهله بخفي حنين ، وحينما سأله أهل بيته عن الخروف قال لهم لقد بعته برأسماله .

ما أردت أقوله من خلال هذه الحكاية هو ردات الفعل التي أظهرها أتباع الإنتقالي من أعضاء وناشطين ومؤيدين لتلك الوقفات الإحتجاجية الحضرمية لفتح مطار الريان ، فمنهم من قال بأن شركة طيران اليمنية التابعة لدولة الإحتلال سرقت طائراتنا ولم تتبقى إلا طائرتين فقط ولا داعي لفتح المطار ، ومنهم من قال أن تلك الوقفات الإحتجاجية ماهي إلا مؤامرة لبث الفوضى في محافظة حضرموت الآمنة ، وجميعنا يعرف بأن ردودهم تلك ماهي إلا إرضاء لأسيادهم في دويلة ساحل عمان التي تمنع فتح مطار الريان لحاجة في نفوس قياداتها .

إذا أفترضنا جدلاً بأن طائرات اليمدا سُرِقَت فمعنى ذلك أنها لعنة أسرة باهارون قد حلت عليهم فدعوة المظلوم لا ترد ، الشيء الآخر الذي أحب أن أذكره هو تلك التباينات في المواقف لهؤلاء الإمعات التابعين للإنتقالي التابع لدويلة ساحل عمان بأنهم في الأمس القريب كان الخروج بوقفات إحتجاجية لفتح مطار الريان يُعَد في نظرهم مؤامرة ، بينما الخروج لإسقاط حكومة بن دغر والذي راح ضحيتها المئات هو عمل وطني بإمتياز .

آ خلاصة قولي لهؤلاء بأن تلك التراجيديا التي يصنعونها بإستمرار لأجل الإنفصال وإعلان دولتهم المزعومة لن تجدي نفعاً في حضرموت الأصالة والثقافة والعلم والثروة ، فأبناء حضرموت قالوا كلمتهم وأعلنوا موقفهم تجاه مستقبلهم ومستقبل أجيالهم المتعاقبة ، ولسان حالهم يقول أما أن تكون حضرموت مع مشروع ولي أمرهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فتكون حضرموت إقليم من ستة أقاليم تحت مسمى اليمن الإتحادي أو دولة حضرمية مستقلة ، أما أن تعود حضرموت لبيت الطاعة ويحكمهم أحفاد ماركس وأنجلز وبنظام شيوعي فهذا من رابع المستحيلات .

إخوتنا الحضارم كانوا أكثر اليمنيين مظلومية فأرضهم غنية بثرواتها الطبيعية ولكنهم لم يتنعموا بها بل تنعم بها غيرهم ، ففي حكم الأنظمة البائدة ما قبل الوحدة اليمنية حُرِموا من إستثمار ثرواتهم ، وفي نظام الهالك علي عفاش تنعم بثرواتهم عصابات عفاش وآل الأحمر ، وحينما جاء لهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بمشروع عادل يظمن لهم إستقلالية في حكم أرضهم والتمتع بثرواتها تنفسوا الصعداء وتمسكوا بهذا المشروع بأياديهم ونواجذهم .

كلامي هذا عن حزم الأمر لأبناء حضرموت ليس رأي بل واقع يتناوله غالبية أبناء حضرموت من نخبة مثقفة وتجار ومواطنين عاديين ، وآخر رأي سمعته من أحد المفكرين السياسيين العظام وهو أشهر من نار على علم الأخ عبدالله باوزير وسأذكر بإختصار ما قاله حول هذا الشأن : أعرف أن الحضارم قادرون على إقامة دولة حضرموت ،آآ  فلدى الحضارمة الإمكانيات والموارد المادية والبشرية لفرض إقامة الدولة الحضرمية مهما كانت العقبات والصعاب .

وأخيراً أقول لتلك الشرذمة التي تريد تستولي عن ثروة حضرموت وإستقلالية حضرموت وحرية أبنائها بحجة إستعادة الدولة الجنوبية لما قبل الوحدة اليمنية بأن لسان حال جُل أبناء حضرموت هو : لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ، فأتركوا حضرموت وشأنها وإذهبوا بعيداً وأستعيدوا دولتكم المزعومة إن كان الأمر بأياديكم وقادرين على إستعادتها ، ويا حبذا لو تقفوا مع أنفسكم لحزات وتقارنوا حجم حضرموت وعظمتها وأصالتها وتاريخها وثرواتها وسعة أراضيها وشعبها العظيم بمثلثكم الصغير الذي تعيشون فيه فوق سفوح جبالكم الجدباء .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي