خيارات فخامة الرئيس بعد تقديم اليماني إستقالته

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ١٠ يونيو ٢٠١٩ الساعة ١١:٢٨ مساءً

   بعض المصادر تعتقد بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي سيقبل إستقالة وزير الخارجية خالد اليماني بعد مسيرة دبلوماسية وسياسية لا نستطيع تقييمها منذ تعيينه وزيراً للخارحية ، وقد تسلم خالد اليماني مقاليد الوزارة وكفة ترجيح المعادلة الدبلوماسية والسياسية كانت تميل لصالح الشرعية اليمنية نوعاً ما .

 


   ترك اليماني محيطه السياسي والدبلوماسي وروافع العمل الأممي تعمل لصالح الطرف الإنقلابي سياسياً وإنسانياً ناهيك عن المساعدات اللوجستية لإسناد معركة الإنقلاب ، وكان فيها غريفيث المحارب الأممي والإنقلابي في آنٍ معاً ضد الشرعية ، ما أدى إلى إمتعاض فخامة رئيس الجمهورية ورفع شكوى رسمية للأمين العام للأمم المتحدة .

 


   بعد كل الأحداث والمستجدات الأخيرة رمى خالد اليماني الكرة في ملعب فخامة رئيس الجمهورية بتقديم إستقالته بعد أن تأكد تماماً من أحد الأمرين أما من فشله أو من إستسلامه ويقينه بعدم إستطاعته في مواصلة خوض هذه المعركة المصيرية لليمن ، وفي كلا الحالتين يجب علينا إحترامه ورفع القبعة له بهذا الموقف الذي سيُسَجَّل لصالحه ، إلا إذا وصلته معلومات أن قرار إقالته كان جاهزاً لسوء مسيرته وإفتقاره لحنكة قيادية تجعل منه ركناً قوياً في معركة مواجهة الإنقلاب فسارع لتقديم إستقالته ، فهنا ستتناوله الألسن والأقلام فمنهم من سيوجه إنتقاده له شخصياً ومنهم أولئك الذين يتربصون فخامة رئيس الجمهوريه ويعشقون الإصطياد في الماء العكر .

 


     تتداول بعض الأوساط السياسية أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي سيلجأ إلى كادر متخصص قيادي قادر على خوض دفة المعركة المصيرية من واقع تخصصه ونضجه الدبلوماسي والسياسي معاً ، وإدارة مرحلة من الإصلاحات الواسعة في وزارة كانت سِمتها الرئيسية الإضطراب منذُ إستلمها رياض ياسين حتى وصولها إلى خالد اليماني ، وهنا لا أقصد الإضطراب بهرم الوزارة التي يمثلها الوزير إنما في جوانب أخرى وعلى رأسها التعيينات المناطقية التي تأتي للوزارة ، وصرف الجوازات الدبلوماسية دون مراعاة لسمعة اليمن في تحويل نصف شعبها إلى دبلوماسيين مقابل العائد المادي .

 


    هناك ثلاثة أسماء ذكرتها تلك المصادر أولهما إعادة عبدالملك المخلافي والتي تقول تلك المصادر بأن قرار إقالته كان سببها معلومات زائفة وصلت لفخامة الرئيس ما إضطر لإقالته ، ثانيهما الدكتور شائع محسن سفيرنا في الرياض ، وفي حقيقة الأمر يصعب على إنسان عادي أن يقيِّم هذا الرجل لإكتنازه خبرة دبلوماسية وسياسية تعدت الأربعين عاماً ، وثالثهما الدكتور عبدالحي علي قاسم وهذا الأخير لم يُمنح الفرصة لخدمة الوطن على الوجه الأمثل وتسخير كل إمكانياته التي إكتسبها من خلال دراسته وتدريسه للطلبة في الجامعات .

 

 

    عبد الحي علي قاسم دكتور جامعي وسياسي شاب متخصص في العلاقات الدولية وذو مهارة في التخطيط الإستراتيجي ودراسات الجدوى ، ناهيك عن قدرة غير عادية في موازنة الخيارات الصعبة والمتشابكة وترتيب نوعية المصالح وحسن تقييم كثافتها بما يخدم مصلحة البلد في مثل هذه الظروف التي يمر بها وطننا الغالي ، وله العديد من المؤلفات وشارك في الكثير من المؤتمرات الدولية في السياسة الدولية ، كما وأنه عمل مدرساً جامعياً وباحثاً في كلاً من اليمن والمغرب ، وصدرت له الكثير من الدراسات والأبحاث التي ساعدت في نضجه ، ناهيك عن وضعه للكثير من الرؤى الإستراتيجية لمؤسسة الرئاسة .

    البلد في هذه الفترة العصيبة بأمسّ الحاجة لكوادر قيادية وطنية ونزيهة كهؤلاء الثلاثة المذكورين أعلاه ، بالإضافة لحاجة الشرعية الماسَّة لتحسين وجهها وإستعادة مصداقيتها الوطنية المهترئة التي تسبب في فقدها الكثير من المسؤولين والوزراء الذين مُنِحوا ثقة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمشاركتهم له في خوض هذه الحرب السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والعسكرية ولكن للأسف خانوه وخانوا الله والعهد والوطن والشعب ، فلا يسعنا أخيراً إلا أن ندعو الله أن يمنح فخامته الرشد ويوفقه في إختيار الرموز الوطنية التي همها الأوحد خدمة الوطن ، وأن يرزقه البطانة الصالحه التي تعينه على إخراج الوطن من مستنقع الإنقلاب والفساد .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي