عبدالله عبدالله || إنقلاب ناعم وشيك في صنعاء

كتب
الثلاثاء ، ٢٨ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٣٥ صباحاً

إنقلاب ناعم وشيك في صنعاء ومجلس رئاسي بدل عن سياسي ... هل كشف السامعي أرواق 

لم يروق  لتيار حسين بدر الدين  الحوثي في حركة الحوثيين رؤية شركاء ما يسمى المجلس السياسي  وهم يسعون الي تنفيذ رؤيتهم في قيام دولة وفق معاير وطنية منذو البداية حسب اعتقادهم  ..فحالة الشك بمن حولهم من الشركاء والمناصرين التي أزدادت مع مرور الوقت خصوصا بعد خلافهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ...دفع بهم الي التفكير في شكل اخر من السلطة ايضا   لم يجد هذا التيار في صالح الصماد غايته ولم يستطيع إزاحته  مبكرا من رئاسة المجلس  كونه محل إجماع كل الشركاء ...وعقب مقتل الصماد  ...جأووا بٱخر وهو مهدي المشاط الذي لم يكن علي إطلاع بطبيعة العمل المؤسسي في الرئاسة من قبل  .

وظل بعيدا عن الأضواء ...وبمجرد تعينهم له  سعى هذا التيار  من حركة الحوثيين ا الى إقصاء وإبعاد كل الشخصيات التي إستطاعت إيجاد شكل للدولة ..وتفعيل مؤسساتها وفق اللوائح والانظمة المتعارف عليها ..فمثلا تم إقصاء محمود الجنيد من مكتب الرئاسة وتعينه في منصب صوري وتعين أحمد حامد رفيق حسين بدر الدين  الذي شرع بعمل إستكشافي ..لأهم مناصب الدولة ومؤسساتها ...ومن ثم قام بفرض عدد من الشخصيات الموالية في مناصب حساسه كتعيين مدراء ووكلاء  لمكاتب الوزارات والمؤسسات ثم شكل لجان تحت مسميات مختلفه في كل الوزارات والمؤسسات 
تقوم بإدارة العمل بهدف القضاء علي الفاسد وبذريعة تحجيم. دور العملاء والغير موثوق بهم من الشركاء ... وتحول الوزراء الي مجرد أقلام يوقعون علي أي ورقة تجيزها تلك اللجان فصارات التوجيهات والمذكرات الصادرة من اي جهة تأتي منهم وتمرر عبرهم ويتم عرقلة أي توجهات أخرى ورفضها بل ومارسوا سياسية التطفيش حتى أضطر الكثير من الوزراء البقاء في منازلهم او تقديم الشجاع منهم قدم   إستقالته  في معظم الوزرات والمؤسسات التي هي من حصص شركائهم ...

وحين تأكدوا ان الشق المدني تحت السيطرة ...تم تعين محمد علي الحوثي عضو فيما يسمى المجلس السياسي وعم السيد عبد الملك وزيرا للداخلية .وفصل المحاور العسكرية عبر ابوعلي الحاكم .وتمكنوا اكثر في مناصب الدولة بشقيها المدني والعسكري تحت إدارتهم ...وتبقى الآن خطوة أخرى حيث عملوا علي إهانه وتهميش كل القيادات الشريكة لهم بشكل مباشر أو غير مباشر وإبتزازهم بمخالفات  ونصبوا مشائخ جدد في كل قبيلة ممن يضمنون ولائهم وحشدوا الي جانبهم أهالي القتلى  والضحايا ليجدوا بذلك مراكز قوى قبلية جديدة موالية وقوية ...ثم اقدموا الي توحيد مصادر الإيرادات في سلة واحدة وإلغاء الدور المالي للصناديق كصندوق النظافه والتحسين والمعاقين والسياحة وغيرها ..

وبعد ان تمكنوا من وضع كل خيوط السيطرة والقوة المؤسسية والعسكرية والامنية والمالية .في أيديهم ..تبقت خطوة وحيده أمامهم وهي تغير هرم السلطة حيث تعمدوا  سحب الأضواء علي قيادات بالمجلس السياسي ، صار التنسيق لاي اجتماع مع قيادات وشخصيات من محافظات أخرى وقبائل وغيرها من الوفود المحلية   تعقد برئاسة أحد قيادات ذلك التيار ويتصدرون معظم الفعاليات الاجتماعية والسياسية ..حتى اصبح دور اعضاء المجلس مهمش وتم تقليص عدد المذكرات المخصصة لأعضاء المجلس ثم سحبت الأختام ثم أصدار تعميم الي كل مرافق الدولة بعدم التعامل مع اي مذكرة أو توجيه  مالم تكون صادرة من رئيس المجلس السياسي  فقط وهذا يعني إلغاء كل صلاحيات أعضاء المجلس السياسي. .وتفردهم بكل مقاليد السلطة...ماجاء به سلطان السامعي عضو مايسمى بالمجلس السياسي الأعلى هو فقط خطوة إستباقية 
قبيل إعلان ساعة الصفر  للإنقلاب الناعم ...

 

حيث بات من الواضح ان ما يخطط له هذا التيار  منطلق من مخاوف وأطماع  فهم على قناعة أنه لا فرق لدى المجتمع الدولي  بين ان تكون سلطة صنعاء مجلس سياسي أو رئاسي...أو غيرها من أشكال السلطات ويدركون ان المجمتع الدولي لم يعترف بالمجلس السياسي..ولن يعترف بالمجلس الرئاسي ويدركون أن شركائهم الذين رضوا بأن يترأس المجلس السياسي احد ممثلي حركتهم " أنصار الله " دون تدويرها الي احد الشركاء ...فأنهم حتما سيقبلون الأمر الواقع الجديد ومع إقتراب نهاية ترأس المشاط للمجلس ..يخشى هذا التيار ان يتم ترشيح شخص اخر لا يؤمن بمشروعهم أو أن لا يمدد للمشاط بعد أن لمس شركائه ضعفه وخضوعه لهذا التيار الذي قلص صلاحيتهم يوم عن آخر...
سرعت هذه المخاوف من وتيرة التعينات والإقصائات وتهيئة الأجواء للإنقلاب ..
هذا الإحتقان الحاصل حاليا لم يخرج الي الاعلام الذي بدأه سلطان السامعي  إلا بعد تأكد الشركاء من 
أن مجلسهم السياسي الأعلى في حالة موت سريري ..ولم يعد قادارا علي مواجهة تغلغل ونفوذ هذا التيار وأستحواذه علي خيوط اللعبة ..لذا بات قرار إلغاء المجلس السياسي قاب قوسين وبذرائع كثيرة ستظهر لاحقا ..وسيتم إذاعة الإنقلاب  الناعم بعد ان تضع كل الخطط لمواجهة المخاطرالمحتملة الأمنية والتداعيات السياسية ويصير مقترح المجلس الرئاسي هو الأفضل لتجاوز المرحلة ...وقد تشاهدون في مجلسهم الرئاسي شخصيات محسوبة علي كل التيارات لكنها في الاصل  تنتمي الي تيار واحد هو تيار اتباع حسين بدر الدين الحوثي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي