الجمعة ، ١٠ فبراير ٢٠١٢
الساعة ٠٥:٠٢ صباحاً
بقلم / محمد القهالي :
منذ البداية لم يكن من داعِ لرفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" و الذي وجدنا الشعب التونسي يردده و كذلك الشعب المصري, هذه الشعوب التي كانت فعلاً تمتلك دولة لديها نظام و عليهم اسقاطه لبعض الفساد الذي ظهر في جوانب منه.
أما نحن في اليمن فكان الأفضل و الأجدر أن نرفع شعار " الشعب يريد اسقاط الهراء ",لانه لم يكن لدينا أي نظام في الأصل بل كان هناك سخافات و تفاهات و مسخرة استمرت ثلاثة عقود من الزمن تميزت بالكذب المطلق و الدجل الفضيع, و التظليل القبيح, و الافتراء المقيت, ليس هذا فحسب فما يؤلم أكثر أن هذه الزمرة قد عملت على تهيئة نسبة كبيرة من الشعب للعيش في هذه الظروف و التكيف عليها, و عدم القبول بما من شأنه تغييرها.
فكانت الكذبة تلو الكذبة و الخدعة تلو الخدعة , و اكبر كذبة سلم بها الشعب طيلة هذه المدة هي الانتخابات المزيفة التي ان سألت الطفل سيجيبك بانها انتخابات لافائدة منها سوى اهدار الأموال التي طالما اهدرت و الناس في أمس الحاجة اليها.
و قد يقول البعض انها لم تكن مزيفة بل كانت الى حدٍ ما مقبولة, لكن نتساءل كما تساءل البعض من قبلنا, على فرض ان هذه الانتخابات كانت نزيهة, و انتصر فيها المرشح المعارض كما حدث في انتخابات فيصل بن شملان الشهيرة, فمن يستطيع أن يصل الى القصر,!!؟.
هذا يعني أنه بكل الاحوال لافائدة من الانتخابات طالما رسمت النتيجة النهائية و عرفت سلفاً, و استحال التدوال السلمي للسلطة.
فما فائدة اهدار الاموال على الكذب !؟ و هل يجوز شرعاً !؟ و هذا سؤال يوجه الى كل من يدعوا الى اهدار اموالنا في هذا الهراء.
و نحن لاندعوا بأي حال من الأحوال الى العودة الى ماقبل الديموقراطية المزعومة, و لا نؤيد بقاء علي صالح و زمرته في السلطة, لكننا نأمل أن نطور من آلية هذه الانتخابات التي اتسمت بالضحك على الدقون و الكذب المفضوح و الواضح, لكي نشعر و يشعر باقي الشعب ان ثورتهم قد أثمرت على أحد المستويات الشكلية على أقل تقدير, إذ لم تثمر الى الآن في باقي جوانبها, فلا تزال الولادة متعسرة أمام بزوغ فجر آثار و أهداف ثورتنا في معظم هذه الجوانب.
فلن نقبل بالكذب مرة اخرى تحت أي مبرر, و لن نرضى ان نكون سذج و سخفاء مطلقاً.
هي دعوة الى الكف عن اهدار الأموال في هذه المهزلة, و عدم تشكيل لجان, و كذا عدم عمل المهرجانات للمرشح التوافقي الوحيد فالموضوع لايستحق كل هذا العناء و الأموال, فلماذا لايكون هناك صناديق وبطاقات لاتحوي غير نعم و نكتفي بهذا, و ليكن هذا أول تحدٍّ على مستوى الضلوع بالمسئولية, و الانتصار لمشاعر الشعب, و اثبات حسن النية في الخروج من دائرة الدجل و الزيف التي أفسدت الوطن.