محمد البخيتي يحرف القرآن ( 1- 1 )

أحمد مفضل
الجمعة ، ٢٤ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٢٩ صباحاً

 
 القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي يتحدث في منشور له عن الصراع الذي يدور اليوم كعادته بطابع ديني ويستدل بآيات قرآنية يقوم بتفسيرها بحسب ما يرضي سيده الحوثي ويسوق سياسة جماعته الإرهابية ويطرح بطريقة إيديولوجية مثخنة بالمغالطات والجهل والتناقض المضحك مع أنه كان يفترض أن يطرح لجمهوره كلاماً سياسياً بعيداً عن استغلال الدين وتوظيف نصوصه بَيْدَ أنه يريد كل لحظة أن يقول لليمنيين وللعالم كله أنهم مجرد جماعة دينية منحرفة وطائفية متطرفة لا تؤمن بالعمل السياسي ولا بالحوار والمنطق والرأي ولا تقبل بالآخر أياً كان ..
لكن ماذا لو سلمنا جدلاً لتلبيسات البخيتي المليئة بالجهل والعمى سواءً في الجانب السياسي أو في الجانب التفسيري للنصوص الدينية ومحاولة توضيفها بطريقة استغلالية وانتهازية وهذا ما هو الا محاكاة لحسين بدر الدين الحوثي الذي كان يهرف بما لا يعرف ويحرف الكلم عن مواضعة ويقوم بتنزيل النصوص الدينية بحسب هواه وبما يتماشى مع مصلحته وبما يحقق له خداع أتباعه والضحك على مناصريه في بيئة كانت مليئة بالجهل والتخلف، وحسين الحوثي طبعاً لم يأتِ بجديد في هذا الامر، فمن يقرأ ويتتبع محاضرات وأفكار الخميني الأكثر تطرفاً وجهلاً وانحرافاً وإرهاباً، سيجد نفس التفكير المشوّه والأسلوب العبثي الذي لا يحترم القرآن ولا يعظّم شعائر الدين بل يحوّلها عبر التفسيرات المزاجية والتحريف الممنهج إلى عقاقير سامّة للتخدير والتغرير وغسل أدمغة البسطاء المغرر بهم وهذا التنزيل والتوظيف المُخِل والتحريفي ليس بجديد بل مثل هذا تفعله بقية الجماعات الايدولوجية المتطرفة والمنحرفة التي تبتغي الوصول إلى السلطة للسيطرة على الثروة ونهب أموال الناس بالباطل وتلغيم المجتمعات بالعنف والفوضى وأدلجة المجتمعات بالسلبية والطائفية والهمجية والتخلف ولن يستفيد منها الا قادتها وبعض أعضائها المزورين والمصفقين للتخلف والهوان، وعندما أفلست هذه الجماعات المعاقة في تقديم نفسها بطرق حديثة ووسائل إقناع معاصرة لجأت إلى استخدام النصوص الدينية لأنها الأكثر تأثيرا في المجتمعات الدينية والمحافظة كاليمن وغيرها ...
وإليكم بعض مغالطات محمد ناصر البخيتي  ..
_ يحاول محمد البخيتي التصوير بأن إيران وأدواتها في المنطقة بالمؤمنين ومن خالفهم بأولياء اليهود والنصارى وهذا من الجانب الفكري تفسير باطل وتحريف واضح ويحمل لغة التكفير للمخالف نفس فكر ومنهج الخوارج الذين أنزلوا النصوص بحسب أهوائهم وفسروا كل شيء بما يتناسب مع رغباتهم ولهذا قاتلوا الإمام علي ومعاوية وعمرو بن العاص وكفروا أغلب الصحابة وعامة المسلمين لمجرد انهم فهموا النصوص بفهوم قاصرة وتصورات خاطئة ويريدون إلزام الناس جميعاً بأفهامهم وتصوراتهم الغير سوية وبهذا الفكر يمضي عليه محمد البخيتي فلا فرق بينه في هذا الفهم وبين ابو بكر البغدادي الذي ينظر لمخالفيه بانهم كفار سواء كانوا دول او جماعات او أفراد  ..

_ زعم محمد البخيتي بأن إيران حامية القدس وأنهم يقاتلون في صفّها ومعها، بينما لو أتيت إلى النصوص الدينية لوجدت أن إيران هي محور الشر وبؤرة الشيطان ومكمن الخطر الأكبر على الأمة الإسلامية وعلى الإنسانية جميعاً فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الدّجال يخرج من أرض بالشرق، يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرَّقة» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتبع الدّجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة» ويجمع المؤرخون على أن الدجال سيخرج من المشرق، من بلاد فارسية يقال لها: خراسان، 
وتحركات الدجال ستبدأ من إقليم خراسان، بل بالأخص من أصبهان في إقليم خراسان ، وهي من بلاد إيران من حارة يقال لها اليهودية 
و النبي صلى الله عليه وسلم قد قال : ( وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ) 
إذاً لو نستدل بطريقة دينية مثلك لقلنا أنتم جنود الدجال وأدوات التدمير والعدوان للأمة العربية والإسلامية ويجب أن يحذركم كل مسلم بل وان يواجهكم ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي