قراءة في خطاب فخامة الرئيس هادي بمناسبة الذكرى 29 لتحقيق الوحدة اليمنية.(1 - 1)

د. عبده مغلس
الاربعاء ، ٢٢ مايو ٢٠١٩ الساعة ١١:٤٩ مساءً


تميز خطاب فخامة الرئيس هادي بهذه المناسبة بقوة الموقف, ومواجهة مشاريع التغطرس والاستقواء واختطاف إرادة الشعب, وبيّن الخلل والإنحراف, ورسم طريق الخلاص, وبدأ فخامته خطابه بحمد الله الذي أمر بعدم التفرق والإعتصام بحبل الله والصلاة والتسليم على رسول الرحمة والتآخي, ووجه فخامته سلامه للشعب اليمني داخل الوطن وخارجه, وللأبطال المرابطين في كل جبهات الصمود والنضال دفاعا عن مشروعية الدولة وسيادتها وقوة المواطنة المتساوية في وجه مشاريع التغطرس والاستقواء واختطاف إرادة الشعب, وبيّن فخامته مفهوم الوحدة اليمنية والمخاطر التي تهددها وتصحيح مسارها عن طريق الحوار الوطني الشامل ومخرجاته, ورؤيته للسلام وطريقه، وحقيقة المشاريع الصغيرة الأنانية التي لا تقبل الشراكة الحقيقية القائمة على العدل والمساواة وحقيقة المليشيا الحوثية الإيرانية ودور المجتمع الدولي في مواجهتها، وأوضح فخامته العديد من المواقف والرسائل نجملها بما يلي:
1- توافق وتزامن خير رمضان الشهر بذكرى خير وحدة الأخوة والتآلف.
حيث أشار فخامته لذلك بقوله( تهل علينا هذه الأيام الطيبة بالذكرى التاسعة والعشرون لتحقيق الوحدة اليمنية وقيام دولة اليمن الواحد الموحد وإنه من محاسن الموافقات أن تتزامن هذه المناسبة العظيمة مع شهر رمضان المبارك فاجتمع على شعبنا ووطننا نفحات الخير الرباني الرمضاني وذكريات الأخوة والتآلف).
2- معنى ودلالة الوحدة في قلوب اليمنيين.
حيث أوضح فخامته ذلك المعنى وتلك الدلالة بقوله :
1. بأنها حلم وأمل (لقد كانت الوحدة اليمنية هي الحلم العزيز على قلب كل يمني والأمل الذي يحلم به اليمنيون).
2. بأنها حدث تاريخي كبير (وعندما تحققت كانت الحدث التاريخي الكبير).
3. بأنها تأكيد واحدية الأرض والإنسان.
4. بأنها تعكس نضال المخلصين وحلمهم ( وعكست نتيجة نضال المخلصين من أبناء هذه الأرض الطيبة وحلمهم الدؤوب).
5. بأنها وطن كبير وقوي ومؤثر يستعيد أمجاد تاريخه العريق.
3- دلالات إعلان يوم الوحدة العظيم ومعانيه السامية.
حيث وصف فخامته دلالات ذلك اليوم العظيم  ومعانيه حين أشرقت شمسه على:
1. دولة يمنية واحدة وأرض يمنية موحدة.
2. عَلَمٌ واحد شامخ يرفرف على كل شبر من أرض الوطن.
3. شعب متحاب وقلوب مملؤة بالأمل.
4. لا شيء يفرق بين أبناء الوطن الواحد.
5. لا هويات صغيرة متنافسة تتصارع على هويتهم اليمنية الواحدة.
6. الجميع يمنيون كما خلقهم الله وكما أرادوا واعتزوا دائما وكما عرفهم التاريخ وكما كان آبائهم و أجدادهم وكما سيكون أبنائهم و أحفادهم وكما عرفتهم إنجازات الحضارة التي قدموها للإنسانية.
4- الوحدة اليمنية المشروع والدلالة والحقيقة.
فلقد بين فخامته الوحدة اليمنية المشروع والدلالة والحقيقة بقوله:
1. الوحدة اليمنية تحمل معاني عظيمة وسامية تكمن فيها إنسانية المشروع لتجعلها واحدة من أكثر الأحداث العالمية عظمة ورحمة بالإنسان.
2. الوحدة اليمنية لم تكن مجرد مشروع سياسي ضيق الأفق للهيمنة والسيطرة.
3. الوحدة اليمنية لم تكن طموحا عسكريا للتمدد والتوسع.
4. الوحدة اليمنية لم تكن هدفا تجاريا جشعا كما تم التعامل معها من قبل بعض المأزومين.
5. الوحدة اليمنية كانت أعظم من كل ذلك وأسمى من كل أهداف الانتهازيين والطامعين.
6. الوحدة اليمنية كانت وستظل وحدة القلوب وتلاحم العزائم والآمال المشتركة بوطن واحد يتسع للجميع و يحقق طموحات وتطلعات كل أبناء شعبنا اليمني من المهرة إلى صعدة، وطن يحمي أبناءه ويحتويهم وينظر إليهم بعين المساواة بغض النظر عن أي اختلافات أو انتماءات أو معتقدات .
7. وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نضعها دائما أمام عيوننا ونغرسها في نفوسنا ونربي عليها الأجيال القادمة.
5- جراح الوحدة وأخطاء السياسات والممارسات.
حيث أوضح فخامته  مخاطر تلك السياسات والممارسات التي كادت أن تقضي على الوحدة بقوله (تعلمون أنه رغم كل تلك المعاني الإنسانية السامية التي كانت تعنيها الوحدة اليمنية لكل يمني حر إلا أن أخطاء السياسات والممارسات الأنانية وأوهام التفرد والإقصاء وحسابات الأطماع والتمحور حول المصالح الخاصة الضيقة أصابت الوحدة اليمنية بجراح خطيرة كادت أن تقضي عليها).
6-  دور قوى الخير ومؤتمر الحوار الوطني الشامل أنقذا مسيرة الوحدة اليمنية.
حيث بيّن فخامته ذلك بقوله (لولا أن قوى الخير تداركت مسيرة الوحدة اليمنية فجعلت الحوار حول ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو أهم أهداف مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي وضع كل ما يتعلق بها تحت مجهر البحث والنقاش).
7- الحوار الوطني الشامل برؤيته التصالحية ودولته الإتحادية ينهي مرحلة التخلف والصراع.
حيث بين فخامته ما نتج عن الحوار وكيف أوجد طريق الخلاص بقوله ( ونتج عنه رؤية تصالحية شاملة لا تنحاز إلا لحقيقة أن هذا الوطن وهذا الشعب لن ينهي مرحلة التخلف والتنازع المستمر إلا بدولة اتحادية مدنية).
8- مفهوم وخصائص الدولة الإتحادية المدنية المنهية للتخلف والصراع.
حيث بين فخامته ذلك المفهوم  وتلك الخصائص بالنقاط التالية:
1. دولة اتحادية مدنية تجمع ولا تفرق.
2. دولة تعطي الكل حقوقهم بتوازن عادل وعلى أسس الحرية الحقيقية والمساواة الحقة.
3. دولة العدل الذي يشمل الجميع ويخضع فيه الجميع للدستور والقانون.
4. دولة القانون فلا أحد فوق القانون لا منطقة ولا قبيلة ولا طائفة ولا سُلالة ولا حزب.
5. دولة قائمة على العدالة والمساواة والحرية الحقيقية.
6. دولة لا تهيمن فيها لا قبيلة ولا منطقة ولا سلالة ولا طائفة.
7. دولة يهيمن فيها القانون الذي أقره اليمنيون والدستور الذي ارتضوه لحكمهم.
9- الأخطار والتهديدات التي تواجه الوحدة اليمنية بصيغتها العادلة.
حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (ورغم كل ذلك الجهد المبذول في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في إخراج الصورة الأفضل إلا أننا يجب أن نلفت الأنظار إلى أن الوحدة اليمنية في صيغتها العادلة ما تزال تواجه الأخطار والتهديدات).
كما حدد فخامته تلك الأخطار وأصحابها بقوله ( فهي اليوم تواجه أطماع الطامعين والواهمين في الهيمنة والاستحواذ و لا يرضى عنها أصحاب المشاريع الصغيرة الأنانية الذين لا يقبلون الشراكة الحقيقية القائمة على العدل والمساواة فهناك من يصر على إعادة إنتاج وتكرار الممارسات الخاطئة وتسيطر عليه أوهام السيطرة وتقوده الطموحات الشخصية الوهمية للإساءة لأحلام اليمنيين).
10- العصبيات بمختلف مسمياتها وأشكالها لا يمكنها قهر الشعب اليمن وإخضاعه.
أوضح فخامته هذه الحقيقة بقوله (لقد أثبتت التجارب أن ليس بمقدور منطقة ولا طائفة ولا سلالة ولا قبيلة ولا حزب أن يفرض إرادته قسرا على الشعب اليمني العظيم ولا أن يخضعه لسلطانه بقوة الحديد والنار).
11- الإرادة الشعبية  والإنتخابات هي الطريق الوحيد للسلطة.
حيث بين فخامته ذلك بقوله ( فليس هناك من طريق إلى السلطة إلا الإرادة الشعبية التي تجسدها الانتخابات الحرة النزيهة).
12- الشعب اليمني تجاوز الماضي.
أشار فخامته  بمقدرة الشعب اليمني على تجاوز الماضي بقوله (لقد تجاوز الشعب اليمني الماضي).
13- لا خير في المشاريع الخاطئة والتمرد على المشروع الوطني الكبير فهي مشاريع مآسي ودمار.
 حيث أوضح فخامته  بأن الشعب اليمني علمته التجارب الأليمة التي مر بها وخصوصا خلال الخمس السنوات الماضية بأن هذه المشاريع تحمل المآسي والدمار والفجائع بقوله (إن أي تمرد على المشروع الوطني الكبير هو تمرد على القيم الوطنية والإسلامية والإنسانية وأن لا خير في مثل هذه المشاريع الخاطئة إلا المزيد من المآسي والفجائع والدمار، والواقع الذي نعيشه دليل أوضح من الشمس).

الحجر الصحفي في زمن الحوثي