الوخز بالإبر.. اليمن بين موفمبيكين ( 1-3 )

د. علي العسلي
الأحد ، ١٩ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٤١ صباحاً


..ما بعد ٢٠١١ كان  الناس في المعظم قد كشر، وصحى من نومه واخذ من الربيع العبر، ليترك التخلف ويلحق بالحضر، فكان الجميع قد استنفر، ليبحث عن بناء دولة للذوات والغجر، وتحاور في موفمبيك الشباب والشيوخ وأصحاب الايدلوجيا وحتى العسكر..!؛ 
استمر الحوار ما يزيد عن العام، وكان يتقاضى الشخص في اليوم مائة دولار بالوفاء والتمام، وكان الجميع  متساوين من  ذوي الألقاب و قادة الأحزاب أو أصحاب الاحتياجات أو المهمشين بين قوسين الخدام، تم في تلك الحوارات الطويلة انتاج  وثيقة العبور للأمام، سميت بوثيقة مخرجات الحوار الوطني العام،  والتي فيها مُواجِّهات وخطوط عريضة  دستورية وقانونية تضمن للمواطن الكرامة والاحترام ..!؛ 
لم تروق تلك المخرجات لبعض القوى  السلالية اصحاب الملالي، في المركز المقدس الشيعي المراني، بخصوص انتقال الحكم من المركزي إلى اللامركزي، وقيام دولة يمنية جديدة باتباع النظام الاتحادي، فشنت تلك عصابة الملالي الحرب على الشعب  اليمني..؛... كل هذه السنوات العجاف من  هذا  الإحترب، من حروب صغيرة على السلفيين الطلاب، الدارسين بمعهد دماج فأجبروا على التهجير والاغتراب، وواصلت الملالي بالتمدد باتجاه عمران والتي تعتبر لصنعاء بمثابة الباب، ثم تم الدخول من هذا الباب إلى العاصمة وياليتهم توقفوا كسلطة انقلاب، بل تمددوا وانتهكوا البيوت وسويت بالأرض من الغرف وحتى الأبواب، وصادروا المعدات  العسكرية ونهبوا ما لذ وطاب، وسفكوا الدماء بالقتل والمال لاعتاق  الرِّقاب، وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس والحكومة واعضاء مجلس النواب،ولم يسلم منهم حتى من كانوا لهم في موفنبيك بمثابة الاصحاب..!؛ 
فتمكن العديدين من الإفلات من قبضتهم سموهم بالفارين وبالعامية يسموان هُرّاب، فمن فرّ من بطشهم التحق بالشرعية وعلى الرئيس هادي يقوم بالاستيعاب، فتضخموا وقلّ عطائهم ومطلوب الدفع لهم مصاريف وبدل اتعاب، ولا بد من  تعينهم وزراء، سفراء، أو ما يطلع..؛ بشرط أن يورد الراتب  بالدولار على لحساب، وضروري من بدل سفر لسفرهم  لليمن في الذهاب والإياب، علاوة على ذلك فإن على الشرعية والتحالف  تدبيرهم  والقيام بالاستيعاب، لمن عرفوا بالداعمين للشرعية في مؤتمر الرياض والذي ثبت أن دعمهم مسجل غياب، ولقد ضم ذلك المؤتمر  شباب ونساء واحزاب، ومن كانوا في النظام السابق يعدون  اقطاب، سويت أوضاع الأغلبية منهم من الوزير لصاحب المطعم وللبواب، و يا للأسف انشغلوا بتسوية أوضاعهم ونسو القضية و المخرجات والدماء وكل ذلك العذاب، لم يكتفوا بما أوردنا بل أن الشطار منهم  قد احتكروا المناصب لهم وللأقارب والأحباب والأصحاب ، وطز بالباقي من مجاميع مؤتمر الرياض الذي لم ينلهم ثواب، بل كأنه نابهم جزاء.. واستمروا لفترة أطول  بالعذاب في طرق الأبواب والمناشدة والعتاب، و لقد سكّن فئة الشطار بالفلل مع الحراسة في الأبواب، وكذا الفنادق وموفمبيك بالرياض كان من نصيب المسؤولين العزاب _طبعا عزوبية إجبارية بالرياض ((بفعل نضالهم وعدم استقرارهم في البلد)) ومشترين أو مستأجرين شقق في أماكن اخرى لعوائلهم  وقد سجلت القاهرة لوحدها الرقم القياسي بالشراء، حيث فقط قبل التحديث حوالي ٤٥ الف شقة مشتراه من قبل هؤلاء النازحين الهاربين المهجرين _فموفمبيك اصبح ملتقى قوافل المسؤولين في مكان إقامة سلطة الشرعية في بلد الاغتراب، واصبح الجميع في موفمبيك لا يعرف ما الحل؟ ولا يستطيع عند السؤال عن الأوضاع  الجواب، ومن يطلع منهم في وسائل الإعلام  يكرر تلك الجُمل التي تعلمها من ساحات الشباب..!؛ 
ترى الجميع  يجتمع في بهو ساحة فندق موفمبيك كما عندنا في أسوق القات، غاغة لو تسأل عن شخص فلا تجد شخص منهم يملك معلومات،.. مدوخين.. بل لو سألتهم عن واحد قد مات.. سيقول لك ربما تجده هناك في تلك  الاستراحات، بمعنى انهم باتوا لا يعرفون عن زملائهم  من منهم حي أو من قد مات، وعند السؤال عن مستقبل اليمن فلا أحد يعرف يتنبأ بما هو آت، اذهب وأسأل في استقبال الفندق بدلا عنهم فنفس الشيء ، يقول لك آسفين لا يسمح لنا لإعطاء أية معلومات، بحسب الأوامر العليا والتعليمات.. فقط الفرق ان إجابة الاستقبال واضحة وشفافة بعكس اصحابنا الساكنين في الغرفات.. المهم في هذا الفندق لا مهرة ولا تخطيطات، وقتهم ممل ومحبط والبعض يلجأ للعب  البلط والترب والتدحيمات _ يعرف طبعا  معنى تدحيم  من يتكبدوا من اللاعبين الهزيمات_، الجميع مبرمج ومنتظر اية انفراجات.. بعضهم مرتاح ويتمنى مزيد من الأكشينات.. وبفارغ الصبر ينتظر المناسبات والإكراميات ، ويطير بعدها للأردن، للقاهرة أو المدعوين للإمارات، حتى مكة ليست محطة للاعتكافات، وبحسب بعض من هجروا من مسئولين العلماء  مرتاحين  أن تحولت المحنة (الانقلاب ) إلى منحة (التواجد بمكة المكرمة _ قرب بيت الله الحرام ) ومكتفي فيها بترديد التسبيحات، وبعضهم فعلا غير راضي على ما ألت الأوضاع عليه ويطالب الرئيس بسرعة اتخاذ أهم القرارات ، الصعبة والضرورية على سبيل المثال  العودة الإجبارية للنضال مع الشعب  في الداخل وتحمل كافة التبعات، هؤلاء على قلتهم يمثلوا الأحلام والتطلعات، وعلينا دعمهم وتأييدهم للعودة لإنهاء كل الانقلابات، ومواجهاتها من الميدان ومهما كانت التضحيات.. ورمضان كريم على الجميع زملاء عاديين أو من إياهم أولاد الذوات..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي